الثلاثاء 27 أيار , 2025 04:03

الصين وإيران تفتتحان خطاً برياً بعيداً عن أعين أمريكا

القطار الصيني الذي وصل الى ميناء أبرين الجاف

في خطوة تعزّز موقع الجمهورية الإسلامية في إيران كمحور استراتيجي في شبكات النقل الإقليمية والدولية، وصل منذ أيام أولُ قطار شحن قادم مباشرةً من مدينة ييوو الصينية، ووصل إلى إيران عبر معبر إنشه بورون الحدودي ومن ثم اتجه إلى الميناء الجاف "أبرين"، الواقع جنوب غرب العاصمة طهران، على بُعد 20 كيلومترًا منها، في مدينة "إسلام شهر".

وبهذا الحدث التاريخي المهم، تكون الصين وإيران قد أنجزتا مرحلةً كبيرة من مشروع "الحزام والطريق" الصيني، من خلال تدشين خط بري وسكة حديد تجارية جديدة تتجاوزان من خلالها إجراءات الحصار الأمريكية. وسيكون هذا الخط حلقةَ وصلٍ برّيةً أساسيةً بين آسيا وأوروبا، ذات منافع اقتصادية ضخمة. فخط السكك الحديدية بين البلدين يُتيح تصدير النفط الإيراني إلى الصين، ويسمح للبضائع الصينية بالوصول إلى أوروبا دون تدخل البحرية الأميركية (خاصةً في مضيق ملقا). وتتيح هذه البنية التحتية لقطارات الشحن، السفر من شنغهاي إلى طهران في 15 يوم، مقارنةً بـ 30 يوم عبر الطريق البحري.

وكانت الرحلة الأولى مخصصة لاستيراد الألواح الشمسية. لذا تكمن أهمية خط النقل السككي هذا بأنها تُتيح الاستيراد في الوقت المناسب لمعالجة اختلال توازن الطاقة في إيران، لا سيما مع مضي البلاد قدمًا في أجندتها المتعلقة بالطاقة المتجددة.

فما هي أبرز المعلومات حول ميناء أبرين؟

_يمتد على مساحة 700 هكتار، ويُعد نقطة ربط رئيسية لخطوط السكك الحديدية التي تخدم أربع محافظات مجاورة.

_هذا المشروع هو ضمن خطة شركة السكك الحديدية في الجمهورية الإسلامية لتخفيف الضغط عن محطات الشحن المزدحمة في العاصمة طهران، ولرفع كفاءة وسرعة نقل البضائع عبر السكك الحديدية.

_يتمتع هذا الميناء بقدرة استيعابية تصل إلى 30 قطار و18 خط و1000 عربة يومياً. ويوفر حاليًا فرص عمل لنحو 500 شخص، ومع إمكانية توسعته يؤمن نحو 5000 فرصة عمل عند التشغيل الكامل.

_يتميز هذا الميناء باتصاله بالممرات الدولية، وهذا ما سيجعله حلقة مكملة في ممرات النقل شمال–جنوب، وتشابهار–سرخس، وحتى محور الصين–أوروبا، بما يعزز من دور الجمهورية الإسلامية كمركز لوجيستي محوري.

وفي ١٢ أيار / مايو الحالي، اجتمع مسؤولون في مجال السكك الحديدية من إيران والصين وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وتركيا في طهران، لتطوير شبكة سكك حديدية عابرة للقارات تربط آسيا بأوروبا. واتفقت الدول الست على تعريفات ومعايير تشغيلية تنافسية لتبسيط خدمات السكك الحديدية الإقليمية وتعزيز الترابط التجاري.

ومن خلال هذا الميناء يمكن الآن للعديد من الدول الشمالية المجاورة لإيران التي تفتقر إلى الوصول إلى البحار المفتوحة، بما في ذلك دول آسيا الوسطى وروسيا وبيلاروسيا، بالإضافة إلى دول القوقاز مثل أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، إلى جانب قيرغيزستان وأوزبكستان، الوصول إلى بندر عباس في الخليج الفارسي.

وبالمقابل، ستتمكن الإمارات أيضًا الاستفادة من الطرق الإيرانية الآمنة والوثيقة والفعّالة للوصول إلى آسيا الوسطى.

_من بين أهم مميزاته: دعم النقل السككي وتقليل الاعتماد على الشاحنات وغيرها، ما يؤدي إلى خفض تكاليف النقل والشحن، وتقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون والغازات المضرّة بالبيئة، بالإضافة إلى تخفيف الازدحامات المرورية في المدن، وتفادي الحاجة إلى خدمات الشحن في مستودعات التخزين الساحلية.

_ علقت بعض وسائل الإعلام على هذا الحدث، بأن "الصين وإيران تُرسيان شرايين فولاذية للاستقلال، وواشنطن لا تستطيع مراقبة هذه المسارات".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور