يتصدر المشهد اللبناني دائرة الاهتمامات الدولية خاصة الولايات المتحدة، لكونه بيئة خصبة يمكن استغلالها بسهولة من أطراف خارجية خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأسوأ في تاريخه.
وبالنسبة للولايات المتحدة فالتخبّط في الملف اللبناني حول الانخراط أو العزوف عنه سمة واضحة في أجندة القرار السياسي الأمريكي، لا سيما مع قول إدارة بايدن بعدم وجود حل أحادي الجانب أو عسكري في لبنان. ويجهد بعض السياسيين وذوي النفوذ للتأثير في إدارة بايدن للاهتمام بلبنان لمنع "توسع النفوذ الإيراني فيه عبر حزب الله"، وتاليًا تهديد أمن "إسرائيل" في المنطقة. هذه خلاصة مؤتمر معهد الشرق الأوسط التمهيدي لسياسة لبنان الذي أقامه معهد الشرق الأوسط وفريق العمل الأمريكي الخاص بلبنان (aftel) بالاشتراك مع صندوق الإغاثة الطارئة (life) وتضمن تسع ندوات شارك فيها عدد منها السياسيين والاختصاصيين منهم: السيناتور تيم كاين والسفير ديفيد هيل، وبول سالم، وجون ألترمان، والسفير الفرنسي دوكين، وعضو الكونغرس دارين لحود ونائب مدير الاستراتيجية والخطط والسياسة في سنتكوم ديوك بيراك، ومساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأمريكية دانا سترول. وفي ما يلي أبرز مخرجات المؤتمر وتوصياته:
على الصعيد السياسي:
-ضرورة انخراط الولايات المتحدة في لبنان ومعاودة الاهتمام به بلحاظ "نفوذ إيران في المنطقة".
-لا مصلحة للولايات المتحدة في الانخراط إلا إذا كان هناك فرصة ناضجة للقطف.
-عدم الاستعداد الروسي لحرق أوراقه السياسية في لبنان، والاهتمام التركي الأكبر في مصالحه مع الأميركي.
-التغيير السياسي غير محتمل حاليا والعمل على ذلك على المدى الأميركي.
-الرهان على استمرار التعبئة الجماهيرية وتجاوز الثغرات فيها وتشكيل قاعدة عريضة من المجتمع المدني.
-باتجاه ضرورة تغيير الطبقة السياسية، ولو على المدى البعيد، نصف عقد أو عقد وليس خلال الاثني عشر شهرا المقبلين.
-ضرورة الانتخابات في موعدها النيابية والبلدية، واختراق المجتمع المدني للمجالس القائمة وخسارة كتلة باسيل الأغلبية، وخسارة حليفه الأغلبية في المجلس.
-الأفضل للحريري دخول الانتخابات ضمن المعارضة.
-استمرار العقوبات على حزب الله لتغيير سلوكه أو فك التحالف معه.
على الصعيد الأمني الاجتماعي
-سيناريو الانهيار الأمني مرجح جدا في ظل تسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي والمالي وارتفاع البطالة ووجود اللاجئين وتحديدا السوريين.
-استشراف اندلاع توترات بين الطوائف والجماعات، وقيام بعض القوى المتطرفة بأعمال فوضى وشغب.
-رصد وترقب خلافات وتوترات الشارع الواحد سواء المسيحي أو المسلم، وخاصة الشيعي.
على الصعيد الاقتصادي
-الوضع قاتم ولبنان يغرق وسينهار أكثر خلال الأشهر المقبلة بعد رفع الدعم مع أواخر شهر أيار وفي شهر حزيران.
- تخوف البعض من حدوث مجاعة وشبّه الوضع الاقتصادي اللبناني بالفنزويلي.
-أهمية دعم القطاع الخاص، والاستفادة من مبادرة البنك الدولي "استيراد الأصول المسروقة" وبرنامج صندوق النقد الدولي واعتماد الرقمية المتنقلة والاستفادة من أموال المغتربين.
-منح فرنسية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الأسابيع المقبلة، وسعي لدفع الأمريكيين للمساهمة في الصندوق الائتماني الفرنسي، أكثر من 60 مليون يورو من خمس دول.
-لا مصلحة لدى الصيني والتركي والخليجي للاستثمار اقتصاديًا في لبنان.
المصدر: مركز غرب آسيا