تنشط في الآونة الأخيرة التحركات الأمريكية في المنطقة وتحديدًا لبنان حيث تشير التقديرات إلى سعي واشنطن لفرض المزيد من العقوبات والضغوطات على البلاد، فيما تصر مصادر عسكرية إسرائيلية على ضرورة استغلال الأزمة الداخلية القاسية التي يمر فيها لبنان من أجل إضعاف مكانة حزب الله العسكرية دون التورط بشن حرب في الوقت الراهن.
وفيما يلي أبرز التحركات الأمريكية والدولية الأخيرة في لبنان:
- يحمل الكلام الهام الذي نقل عن السفيرتين الأمريكية والفرنسية في بيروت احتمالات متزايدة بأن لبنان بات تحت شبه وصاية دولية مشددة حينما كشفت السفيرتان ذلك صراحة بالقول "كنا نتوقع اعتذار الحريري، لأننا تحققنا من أنه ورئيس الجمهورية لا يتبادلان نيّات إيجابية لتعاونهما، ولا يريدان هذا التعاون، التشكيلة التي حملها الحريري إلى رئيس الجمهورية ورفضها، لو قبِلها، لم نكن نحن والمجتمع الدولي ليقبل بها، عندما تحدّثنا إلى السعوديين في الرياض قالوا ليعتذر الحريري أولًا، ثم نبدأ الحديث، ولا اسم عندنا ولن نعطي أي اسم. لدينا المواصفات المتعارف عليها في المجتمع الدولي".
- قيام الأمريكيين بالجمع بين ملفي الفساد والتمويل غير الشرعي وملف الإرهاب خلال لقاء وفد من السفارة ووزارة الخزانة الأمريكية مع ممثلين عن القطاع المالي ومنظمات "المجتمع المدني" اللبناني دليل على أن العقوبات الأمريكية على لبنان آخذة بالتوسع وسوف تتخذ طورًا تصاعديًا أكثر شدة وشمولية.
- المساعي الأردنية المصرية لتزويد لبنان بالغاز المصري عن طريق الأردن تركّز على تلبية طلب الولايات المتحدة بأن لا تكون الحكومة اللبنانية شريكة في أي اتفاق مباشر مع الحكومة السورية، وأن تتولى عمان التفاوض مع دمشق والاتفاق معها لأن واشنطن تعتبر أن في لبنان من يريد استثناءات في قانون قيصر لأهداف أخرى.
- يعتبر معهد الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي برئاسة اللواء احتياط عاموس يادلين أن "لتفكك الدولة اللبنانية آثار أمنية على إسرائيل، فحزب الله هو الهيئة الأكثر تنظيمًا في لبنان والوحيد الذي يتمتع بدعم دولة إقليمية أي إيران، والمتوقع أن يقوما باستغلال الوضع، ويمكن أن يقوما بتسريع مشاريع بناء قوة حزب الله العسكرية من خلال التركيز على انتاج الصواريخ ذات القدرة على إصابة الهدف بدقة داخل إسرائيل". ويقدر المعهد أنه "في ظل وجود الأزمة اللبنانية سيتوجب على الحزب التركيز على التحديات الداخلية بشكل سيفرض عليه قيودًا بكل ما يتعلق بالمواجهة الممكنة مع إسرائيل ومن المتوقع أن يقل بشكل كبير التفهم الدولي لأي ضرر قد يلحق بالبنية التحتية لدولة لبنان في حال اندلاع حرب مستقبلية بين إسرائيل وحزب الله" ولفت المعهد في تقديره إلى أنه "من المرجح أن يقود القلق العميق من الوضع الكارثي إلى خلق منظومة دعم وزيادة وتيرة الدعم الجيش اللبناني من قبل المؤسسات الدولية والذي يمكن أن يكون بديلًا مستقبليا عن حزب الله".
- تصر مصادر عسكرية إسرائيلية على ضرورة استغلال الأزمة الداخلية القاسية التي يمر فيها لبنان من أجل إضعاف مكانة حزب الله العسكرية دون التورط بشن حرب في الوقت الراهن، تتخوف مصادر أخرى من أن تتحول الأزمة إلى مقدمات تهديد أمني لإسرائيل. وفي هذا السياق قرأت القيادة العسكرية الإسرائيلية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على شمال فلسطين المحتلة، فسارعت إلى دعوة المجتمع الدولي للعمل على إعادة الاستقرار إلى لبنان.
- اعتبر السفير الإيطالي السابق لدى العراق، ماركو كارنيلوس بأن "لبنان أصبح دولة فاشلة بالفعل، وحذر من انهيار الجيش اللبناني، ومن ترك الساحة خالية لحزب الله للسيطرة على البلاد".
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا