شنت الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم، أربع غارات على مواقع عسكرية تابعة للواء الرابع عشر في الحشد الشعبي العراقي، والتي تقع في منطقة "القائم" على الحدود العراقية السورية. وأسفرت هذه الغارات عن سقوط 5 شهداء، إضافة لوقوع إصابات في عديد اللواء.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، عن مسؤوليتها في تنفيذ عملية القصف، مدعية أنها أن قواتها الجوية استهدفت "منشآت تخزين سلاح لمليشيات موالية لإيران" في موقعين: الأول داخل سوريا (دير الزور) والآخر في العراق. مبررة هذه العملية بأنها جاءت رداً على هجمات بطائرات مسيّرة، شنتها تلك الفصائل سابقاً على أميركيين ومنشآت أميركية في العراق.
فينما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بأن العدوان الجوّي تسبب باستشهاد طفل وإصابة شخصين مدنيين.
وبناءً على توجيهات من الرئيس الأميركي جو بايدن، تم تنفيذ هذه الهجمات لتصبح ثاني مرة يأمر فيها بايدن، بشن هكذا هجمات ضد فصائل المقاومة العراقية، وفي هذه المنطقة بالتحديد أيضاً، منذ أن تولى منصبه قبل خمسة أشهر. ففي شباط الماضي، نفذت طائرات الجيش الأمريكي أيضاً، غارات على مواقع ادعت انها لكتائب حزب الله، وكانت رداً على هجمات صاروخية أيضاً.
الأسباب الحقيقية
تحاول أمريكا دائما التذرع بما يسمى بحق الدفاع عن النفس، لتبرير اعتداءاتها المختلفة خصوصاً الجوية، والتي تسفر في الكثير من الهجمات خسائر في صفوف المدنيين. لكن تخفي خلال هذه الهجمات ومدى شدتها أو توقيتها، رسائل معينة باتجاه طرف أو عدة أطراف. وتنوعت آراء الخبراء والمراقبين، حول أهداف هذه الضربات الحقيقة:
_ توجيه رسالة قاسية للحشد الشعبي العراقي: فبالإضافة إلى ما استطاع تحقيقيه خلال السبع سنوات من إنجازات، أفشلت الخطط الأمريكية المرسومة للعراق. نظم الحشد نهار السبت الماضي، استعراضا عسكرياً ضخماً في عيده، برعاية وحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ما شكل ضربة قاسية الى كل المحاولات الأمريكية، في تشويه صورة الحشد، وإلصاق تهمة اللا شرعية لوجوده دستورياً.
كما أن الاستعراض قد كشف قدرات متطورة للحشد، بحيث شكلت رسالة مدوية لأطراف عدة، بأن الهيئة تطورت كماً ونوعاً وإمكانيات، في سبيل حماية العراق من أي اعتداء خارجي أو إرهابي.
_ ربما تكون رسالة بالنار، لمحاولة تحصيل فوائد تفاوضية على صعيد البرنامج النووي، من الجمهورية الإسلامية في إيران.
_ لتخفيف ضغط كيان الاحتلال الإسرائيلي عنها، الذي بات مقتنعاً بأن الاتفاق النووي الجديد المزمع توقيعه، سيكون ذو تأثير أسوء بكثير من الاتفاق النووي السابق.
التداعيات
بالتأكيد سيكون للحشد أو لفصائل المقاومة العراقية، ردها المناسب على هذا الاعتداء، خصوصاً لتسببه بسقوط شهداء وضحايا. كما أن بيانا تنديد الرئيس الكاظمي والقوات المسلحة العراقية كانا ملفتين، حينما أدانا هذا الاعتداء معتبرينه اعتداءً على السيادة العراقية.
لكن إن كان هدف أميركا أيضاً، توجيه رسالة تفاوضية لإيران. فبالتأكيد أن طهران لن تقبل بهكذا رسائل، بل ستدعم قرار الحشد والفصائل، مهما كان لأن موقفها مبدئي لا يتغير، بأن مفاوضات البرنامج النووي لا تتعلق بأي ملف تفاوضي آخر. كما أنها تحترم و تلتزم بما تحدده قوى و دول محور المقاومة، بما يخص بشؤون ساحاتهم.
الكاتب: غرفة التحرير