أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر 2024، عن قيام القوات الأوكرانية بمهاجمة منشأة في مقاطعة برينسك الحدودية، بـ 6 صواريخ باليستية من طراز ATACMS الأمريكية الصنع. وبهذا تكون سلطات كييف قد تحدّت الدولة الروسية، وقرار الرئيس فلاديمير بوتين الأخير بتوسيع حيّز تفعيل الخيار النووي، حينما استخدمت الصواريخ الأمريكية في قصف أراض روسية، وهذا ما سيصعّد حتماً من حدة التوتر بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
فالرئيس الأمريكي جوزيف بايدن هو الذي اتخذ قرارا بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، التي يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر، ويمكن أن تهدد أمن شبه جزيرة القرم وإقليم كراسنودار وبعض ضواحي موسكو. ما تسبّب بإجراء موسكو تعديل لعقيدتها النووية، والذي قد يؤدي تفعيله الى اشتعال الحرب العالمية الثالثة.
فما هي أبرز المعلومات حول صواريخATACMS الأمريكية؟ وكيف يمكن لأوكرانيا استخدامها ضد روسيا؟
_ هو صاروخ باليستي تكتيكي MGM-140 أسرع من الصوت يتم تصنيعه بواسطة شركة "لوكهيد مارتن Lockheed Martin " الأمريكية.
_يستخدم الصاروخ الوقود الصلب، ويبلغ طوله 4 أمتار، بينما يبلغ قطره 610 مم.
_يمكن مهاجمة أهداف حتى مدى أقصاه 300 كم.
_يمكن إطلاق هذه الصواريخ من منصات إطلاق الصواريخ المتعددة المجنزرة M270 ونظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة M142 (HIMARS).
_تحتوي حاوية الإطلاق على صاروخ واحد، ولكن غطاءها مموّه بـ 6 دوائر مثل غطاء صاروخ MLRS القياسي لمنع الطرف المقابل من تمييز نوع الصاروخ المحمّل.
_ هناك عدّة أنواع للصاروخ: M39 Block I، و M39A1 Block I ، و M48 QRU، و M57 Block IA Unitary. وتختلف فيما بينها بنظام التوجيه وحمولة ووزن الرأس الحربي وبنوع الصاعق والمديات.
_ تتجاوز سرعة الصاروخ سرعة الصوت، وتبلغ أكثر من 3 ماخ.
_ حمولة الرأس الحربي للصواريخ:
1)صاروخ M39 Block I: 950 قنبلة M74 بوزن رأس حربي يبلغ 591 كغ، لمدى يتراوح ما بين 25 و165 كم.
2)صاروخ M39A1 Block I: 300 قنبلة M74 بوزن رأس حربي يبلغ 174 كغ، لمدى يتراوح ما بين 70 و300 كم.
3)صاروخ M48 QRU: رأس حربي أحادي من طراز WAU-23/B، بوزن 214 كغ، لمدى يتراوح ما بين 70 و270 كم.
4)صاروخ M57 Block IA Unitary: رأس حربي أحادي من طراز WAU-23/B، بوزن 214 كغ، لمدى يتراوح ما بين 70 و300 كم.
_ تبلغ كلفة الوحدة الصاروخية الواحدة من نوع M39 حوالي 1,476,000$، أما الوحدة الصاروخية الواحدة من نوع M75 فتبلغ حوالي 1,700,000$.
كيفية استفادة أوكرانيا من هذه الصواريخ
إن استحواذ أوكرانيا على هذه الصواريخ يوفر لها القدرة على ضرب القوات الروسية والخدمات اللوجستية والبنية الأساسية من مسافات بعيدة. وفيما يلي تفصيل لاحتمالات كيفية استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ بشكل فعال:
1)استهداف الخدمات اللوجستية وخطوط الإمداد: بهدف تعطيل سلاسل الإمداد والتعزيزات الروسية، عبر مهاجمة مستودعات الإمداد ومخزونات الذخيرة ومراكز السكك الحديدية (مثل تلك المتواجدة في مناطق ماريوبول أو ميليتوبول حيث تقوم روسيا بتوحيد الإمدادات قبل نقلها إلى ساحة المعركة). وهذا من شأنه في حال حصوله بنجاح، أن يجبر روسيا على نقل الأصول الحيوية بعيداً عن خطوط المواجهة، مما يعقد الخدمات اللوجستية ويعقد جهود إعادة الإمداد.
2)تحييد أنظمة الدفاع الجوي: بهدف خلق فرص التفوق الجوي للقوات الأوكرانية، عبر مهاجمة أنظمة الدفاع الجوي المتكاملة الروسية (مثل إس-400 أو إس-300) الضرورية لحماية الأصول والأراضي الرئيسية. فقد تشن القوات الأوكرانية هجمات على منشآت الرادار وبطاريات الدفاع الجوي بالقرب من شبه جزيرة القرم أو زابورجيا.
3)استهداف مراكز القيادة والتحكم: بهدف تعطيل التنسيق العسكري الروسي، من خلال الهجوم على الأهداف العسكرية المهمة مثل مراكز القيادة ومراكز الاتصالات.
4)مهاجمة البنية التحتية الثابتة: من أجل تقويض جهود الحرب الروسية طويلة الأمد، عبر تدمير الجسور وتقاطعات السكك الحديدية ومحطات الطاقة التي تدعم العمليات الروسية للحد من قدرت القوات المسلحة الروسية على الحركة والدعم اللوجستي. ومن أبرز الأمثلة على هذا الأمر: جسر مضيق كيرتش (الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا) أو السكك الحديدية الرئيسية المستخدمة في تحركات القوات.
مهاجمة القدرات البحرية الروسية: بهدف الحد من الهيمنة الروسية في البحر الأسود. فيمكن لكييف استهداف الأصول البحرية الروسية في قواعد رئيسية مثل سيفاستوبول أو نوفوروسيسك.
6)التأثير النفسي والرسائل الاستراتيجية: من أجل تقويض الروح المعنوية الروسية، بأن أوكرانيا استطاعت توجيه ضربات بعيدة المدى داخل روسيا أو حتى بالقرب من الحدود الروسية. وهذا من شأنه أيضاً، تعزيز الروح المعنوية الأوكرانية.
تحديات الاستخدام
هناك العديد من التحديات أمام أوكرانيا ومن خلفها المعسكر الغربي الأمريكي لاستخدام هذه الصواريخ أبرزها:
1)القدرة العالية للدفاعات الجوية الروسية على اعتراضها: فأنظمة الدفاع الجوي الروسية المتعددة الطبقات ستحد من نجاحها حتماً. وهو ما حصل فعلاً خلال الهجوم الأخير، حينما تمكنت منظومة S-400 من إسقاط 5 صواريخ من أصل 6.
2)التوافر: فإمدادات صواريخ ATACMS محدودة؛ وستعاني أوكرانيا من تجديد ما لديها من مخزون، خاصة بعد تسلّم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمهامه، وهو الذي تعهّد بتنفيذ سياسة جديدة تؤدي لوقف هذا الصراع.
3)خطر التصعيد: قد تؤدي الضربات العميقة في الأراضي الروسية إلى رد فعل تصعيدي من الكرملين، يتجاوز حدود الصراع مع المعسكر الغربي في أوكرانيا، إلى ما بعدها مثل القواعد العسكرية التابعة لحلف شمالي الأطلسي "الناتو" المنتشرة في دول القارة الأوروبية.