يبدو أن الدولة الأوكرانية تظن بأنها تستطيع إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية، من خلال بعض الراجمات التي استلمتها من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يمكن للطائرات الروسية استهدافها بسهولة كما استهدفت سابقاً مدافع الهاوتزر M777 البريطانية.
ففي الأمس الخميس، أعلن وزير الدفاع الأوكراني " أوليكسي ريزنيكوف" أن بلاده حصلت على ما طالبت به من الإدارة الأمريكية من أسلحة عالية الدقة، مضيفاً في تغريدة له "وصلت الهيمارس إلى أوكرانيا. شكرا لزميلي وصديقي لويد أوستن لهذه الأدوات القوية"، مرفقاً رسالته بصورة لهذه المنظومة المنصوبة على مدرعات خفيفة. مهدداً بأن الصيف سيكون حاراً لمن وصفهم بالمحتلين الروس، والأخير بالنسبة لبعضهم. من دون أن يحدد عدد المنظومات التي استلمت من الأمريكيين.
مع الإشارة، إلى أن الإدارة الأمريكية كانت قد أعلنت أوائل هذا الشهر، أنها ستزود أوكرانيا بهذه الأنظمة الصاروخية، التي ليست أنظمة بعيدة المدى، لكنها تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات بدقة عالية. ووقتها أشار الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بطريقة لافتة، تؤكد عدم نيته إغضاب روسيا، أو القيام بخطوة تشعل المواجهة العسكرية معها، حينما حصر مهام هذه القاذفات بضرب أهداف رئيسية في ساحة المعركة، مع تأكيده بأن كييف أكدت على أنها لن تستخدمها لضرب الأراضي الروسية.
أصوات غربية تعترف بالهزيمة
ومن جهة أخرى، بدأت ترتفع أصوات غربية، تعترف بالهزيمة أمام روسيا، مثل بلومبرغ نيوز، الذي اعترفت بالهزيمة في "دونباس" و"ماريوبول"، بعكس الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية.
ومنذ أيام أيضاً، وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، نصح وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق هنري كيسنجر أوكرانيا بالتنازل عن أراضيها لإحلال السلام مع روسيا. داعياً أوكرانيا ومن خلفها المعسكر الغربي أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة. معتبراً أنه من الناحية المثالية، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع السابق، لأن الاستمرار في الحرب بعد تلك النقطة لن يكون حول حرية أوكرانيا، بل حرب جديدة ضد روسيا نفسها. مشدداً على أن الفشل في استئناف المفاوضات مع روسيا، والاستمرار في تنفير الكرملين، سيكون له عواقب ضارة طويلة المدى على استقرار أوروبا.
وفي نفس السياق في الـ 19 من أيار / مايو 2022، كتبت هيئة التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" مقال رأي بعنوان الحرب في أوكرانيا تتعقد وأمريكا ليست جاهزة، والتي توصلت فيها إلى نتيجة مفادها أن التفاوض على اتفاق سلام مع روسيا يصب في مصلحة أوكرانيا وأمريكا أيضاً، حتى لو كان يجب على الأخيرة أن تتخلى عن بعض أراضيها، لأن صراعًا أكبر له إمكانات خطيرة للغاية. وذكر المقال أن مدير المخابرات الوطنية قد حذر لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ من أن الأشهر القليلة المقبلة من الحرب قد تكون متقلبة للغاية. وأنها قد تتخذ مسارًا لا يمكن التنبؤ به ويحتمل أن يكون تصعيداً، مع احتمال أكبر بتهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية.
فهل سنشهد في الأيام المقبلة، تصاعداً في المواقف المماثلة الداعية الى وقف ما يجري في أوكرانيا، أم ستكون الغلبة في المعسكر الغربي، لأولئك الأشخاص الذي يريدون إسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى آخر أوكراني!!
الكاتب: غرفة التحرير