هي "ليلة الكارثة القاسية والمؤلمة"، كما عبرت أوساط كيان الاحتلال العسكرية والسياسية والإعلامية، جراء العملية الهجومية النوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، التي نفذتها مساء 13/10/2024، ضد قاعدة تدريب لواء غولاني في بنيامينا جنوبي حيفا.
فهذه العملية، أعادت تبديد نشوة الكيان المؤقت الخطيرة، وأظهرته في موقع العاجز مجدداً، عن توجيه ضربة قاصمة لحزب الله، وأكّدت بأن المقاومة الإسلامية في لبنان سرعان ما ستعود بألف خير وقوة وقدرة، على تكبيد إسرائيل الخسائر الجسيمة، التي لن تعوّض والتي ستجعله حتماً: من سيصرخ أولاً.
وهذا ما عبّر عنه الصحفي الإسرائيلي نير كيبينيس في مقال نشره موقع واللا، تحت سؤال: " من قرر أننا هزمنا حزب الله؟"، حينما قال: "قيل لنا بأن حزب الله مهزوم ومكسور، لكنه أثبت الليلة الماضية أنه قادر على أن يكون فتاكًا". مشيراً الى "صحيح أن تسلسل قيادة حزب الله تضرر بشدة، وصحيح أنه فقد بعض وسائله الحربية، لكنه ها هو يتعافى ويقاوم". معتبراً أن هناك "حقيقة غير سارة وهي أنه منذ هجوم أجهزة النداء وسلسلة الأحداث التي تبعتها، فإن الشيء الرئيسي الذي تغير على الأرض هو أن دائرة النار التي شملت المستوطنات الشمالية، توسعت إلى منطقة حيفا الكبرى وحتى جنوبها". وهو ما يؤكّد بأن حزب الله نجح في ترسيخ معادلته: لا عودة لمستوطني الشمال النازحين، قبل وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع وغزة، وإلا فعددهم سيتضاعف.
وبالعودة الى عملية بنيامينا النوعية، فقد وصفها وزير الحرب "يوآف جالانت" خلال زيارته للقاعدة بالقول:"هذا حدث صعب ونتائجه مؤلمة، يجب علينا التحقيق فيه ودراسة التفاصيل وتعلم الدروس بطريقة سريعة ومهنية". وكذلك رئيس أركانه الجنرال "هرتسي هاليفي" الذي صرّح خلال زيارته للقاعدة: "نحن في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريب في العمق، صعب والنتائج مؤلمة".
وعليه فإن على كيان الاحتلال الإسرائيلي انتظار تضاعف خسائره أكثر فأكثر، فلن تكتف المقاومة بحصيلة 4 قتلى و52 جندي إسرائيلي لا يزالوا في المستشفى، 8 منهم في حالة خطيرة جراء العملية، بل ستكون الساعات والأيام وحصيلة العمليات المقبلة، تحمّل أضعاف هذا الرقم.
تفاصيل العملية
وحول تفاصيل العملية، أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بياناً أشارت فيه لتفاصيل العملية جاء فيه:
_ التذكير بتحذيراتها السابقة بأن تمادي الكيان بارتكاب جرائمه ضد لبنان وشعبه، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان. خاصةّ وأن هذه التحذيرات قد أُرفقت ببعض ما عادت وتعود به طائرات "الهدهد" المسيّرة، من معلومات عن أهداف عسكرية إسرائيلية "حساسة" ومرافق "حيوية" إسرائيلية في فلسطين المحتلة، وخاصةً في مدينة حيفا المحتلة. وأعاد البيان التأكيد للإحتلال بأنّ المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع.
_ أن إسرائيل راهنت على أن المقاومة الإسلامية لن تتمكن من تنفيذ تهديدها ولم يلتفت لتحذيراتها واستمر في التمادي باعتداءاته وارتكاب أبشع المجازر بحق النساء والأطفال، خاصةً في مدينة بيروت والضاحية الجنوبية. لذا كان قرار المقاومة بتأديب إسرائيل، وإظهار بعض من كثير مما هي قادرة عليه في أي وقت تختاره وأي مكان تريده، سري كان أو علني. فكان الهدف أحد معسكرات لواء النخبة "غولاني" في بنيامينا جنوبي مدينة حيفا المحتلة، غير المعلوم للكثير من المستوطنين. وهو ما أكّده تصريح أحد الساكنين بالقرب من القاعدة لوكالة "AFP" حيث قال: "نحن هنا منذ سنتين ولم نكن ندرك أننا بجوار قاعدة مهمة كهذه. كيف علم حزب الله بوجودها هنا؟".
_ العملية النوعية نُفّذت بأسلوب مركّب، من خلال إطلاق القوة الصاروخية في المقاومة، لعشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي. وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسراب من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيّرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها، وانفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الإعتداء على لبنان وبينهم ضباط كبار، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
_ معاهدة المقاومة لشعبها، بأنها ستبقى الدرع الحامي لهم، ولن تسمح "لهذا العدو الجبان أن يستفرد بهم، وتجدد وعدها لشهيدها الأسمى والأقدس بأنها مستمرة في الدفاع عن أرض لبنان العزيز وفقًا للخطط الميدانية التي أشرف على إعدادها شخصيًا مع القادة الشهداء، وهي تعد العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا الأبي والعزيز".
الأصداء الإسرائيلية: من المهم عدم الوقوع في هندسة الواقع الزائف
وتأكيداً على ما جاء في بيان المقاومة، قُوبلت عملية بنيامينا النوعية بتعليقات حادّة إسرائيلياً، أجمعت على وصف حال الذهول والتعجّب التي أصابتهم، بعد ذهاب نشوة ما حققه الكيان خلال الفترة السابقة.
فقد قال اليائور ليفي لقناة كان11 الإسرائيلية: "في الأيام الأخيرة أطلق المسؤولون في الكيان خطاباً متعجرفاً ومتبجحاً عنوانه "حزب الله ينهار.. لقد دمرنا معظم مجموعته الصاروخية.
إنه لأمر مدهش كم أنك لا تتعلم أي شيء هنا. حزب الله لم ينهار. يتمتع حزب الله بقدرات لا حصر لها في الترسانة التي راكمها. من يعتقد أنه من الممكن تدمير كل هذا في شهر واحد - فهو يعيش في لا لا لاند أو يريد أن يقدم للجمهور عرضًا تقديميًا لـ لا لا لاند.
إن إدخال الطائرة بدون طيار الليلة الماضية إلى قلب الكيان وإطلاق الصواريخ على وسطها وحيفا هو مجرد مثال على ذلك. هناك المزيد في الطريق ومن المهم عدم الوقوع في هندسة الواقع الزائف".
الكاتب: غرفة التحرير