السبت 12 تشرين أول , 2024 12:23

الرد الإسرائيلي على إيران.. الخلفيات والمبررات والدوافع

أجمعت الأوساط السياسية والحزبية الإسرائيلية بأن الكيان سيردّ بشكل غير مسبوق على الهجوم الصاروخي الإيراني على قلب المدن الإسرائيلية، وأن "إيران ستندم على هذه اللحظة"، وتوافقت فيما بينها على أن المعنى الحقيقي للضربة الإيرانية هو "إعلان الحرب على إسرائيل". فدعت بدورها إلى الرد بشكل كبير وقوي وجدّي، وكان لافتاً الإجماع حول هذا القرار الذي جاء بناءً على خلفيات ودوافع ومبرّرات عدّة، أبرزها:

الخلفية

الائتلاف الحكومي:

- بالنسبة لنتنياهو، فهو يستخدم التهديد الإيراني تحت إطار الحرب الوجودية التي من شأنها أن تجمع المستوطنين وتوحّدهم على اعتبار أن الخطر يهدد الجميع ويجب مقاومته، بما يخدم الحفاظ على وجوده واستقراره السياسي. وبالتالي، هو يسعى لفتح جبهة جديدة مع إيران، وحسم ما يعدّه معركة لكسر "حزام النار"، محاولًا دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في حرب إقليمية يراها السبيل الوحيد للتخلص من إيران وتهديدها النووي، والخروج من أزماته السياسية والعسكرية.

- اليمين المتطرف تتوافق مواقفه التصعيدية اتجاه إيران مع قرارات نتنياهو فمن جهة يهمّ اليمين المتطرف إضعاف إيران و"وكلائها" بصورة تؤمّن لهم الظروف المناسبة لتحقيق مشاريعهم التوسعية والاستيطانية في المنطقة وتمنع إيقاف الحرب التي تشكّل غطاءً لكامل مخططاتهم وسياساتهم.

- المعارضة: تنطلق بمختلف مكوناتها من مصالح سياسية. فصحيح أن إضعاف إيران وحلفائها هو نقطة جامعة إلّا أنّ المعارضة تستغله للمزايدة بضعف موقف الائتلاف الحكومي، وهو ما عبّر عنه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، في تصريحاته في أعقاب الهجوم بضرورة التحرك الفوري لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومنشآت الطاقة المركزية، لتظهر المنافسة والضغط في حالة عدم الرد أو إذا ما جاء الرد دون هذا المستوى الذي تطالب به المعارضة.

وعليه، تشكّل مواجهة إيران قضية جامعة لكل الأطراف، نظرًا لحجم الخطر الذي تجسدّه الجمهورية الإسلامية وحلفائها على وجود الكيان وأمنه القومي واستقراره، يستغلها المستوى السياسي من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها وتقليص هامش المناورة للمعارضة التي يمكن أن تذهب إليها برفع سقف التصعيد.

المبرّرات:

- الحق في الدفاع عن النفس.

- المواجهة في هذه المرحلة مع إيران ضرورية من أجل إحداث تغيير جوهري في الشرق الأوسط يدفع لإنهاء النزاع في المنطقة.

- معالجة "رأس الوحش"، ومنح الأمن لمستوطني الكيان.

- تصفية الحساب القديم مع البرنامج النووي الإيراني.

- مواجهة حرب المحور الهادفة لإبادة الكيان الصهيوني.

- ضعف أذرع "الأخطبوط الإيراني"-حسب توصيف نتنياهو لـ"محور المقاومة"- كتهديد إستراتيجي للكيان ما يشكّل الوقت المناسب لاستهداف إيران.

- تصفية المحور الذي يشكّل خطرًا على الكيان المؤقت.

- إعطاء الأمل للمحور المعتدل في الشرق الأوسط، لسنوات طويلة إلى الأمام.

- استرجاع الردع والانطلاق من أن من يهاجم الكيان سيتضرّر ويدفع الثمن.

- الدفع إلى تطبيق اتفاق سلام مع السعودية وبناء حلف دفاعي إقليمي إلى جانب خطة حقيقية للدفع بمشاريع إقليمية تعزز اقتصاد السلام والعلاقات بين دول المنطقة.

الدوافع

- ضرورة الحفاظ على ثقة الجمهور الإسرائيلي وما تمّ تحقيقه من مكاسب في الأيام الأخيرة. إذ يسعى قادة الكيان ومحلّليه ومسؤوليه إلى التأكيد على حتميّة الرّد ارتباطاً بسياق ما تحقق طيلة الفترة الماضية من استهدافات سعت من خلالها تل أبيب إلى ترميم معادلة الردع، فضلاً عن المكاسب التي راكمها المستوى السياسي وساعدته في تحسين شعبيته لدى الشارع الإسرائيلي.

- إثبات قوّة جيش الاحتلال وقدرته على الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط وضربها وبالتالي، محاولة استعادة مكانته.

- تعزيز التعاون والتحالف مع الولايات المتحدة والدول العربية التي تشعر بالقلق من إيران، مما يؤدي إلى موقف مشترك ضدها.

- تطوّر قدرات إيران النووية التي يمكن أن تشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن الكيان القومي.





روزنامة المحور