الثلاثاء 17 أيلول , 2024 03:02

تضارب المصالح يصل للانفجار: هل يقيل نتنياهو غالانت؟

وصلت الخلافات الداخلية الاسرائيلية بين رئيس الوزراء ووزير الحرب إلى مفترق طرق على ما يبدو، بعد أن نقل عن الأول نيته اقالة الأخير، رغم النفي العلني الذي لا يزال يخيم على المشهد. وتعود أسباب الخلاف إلى الانسحاب من محور فلاديلفيا، الذي يعارضه بنيامين نتنياهو ويشجع عليه يوآف غالانت، اضافة لتفاصيل اتفاق تبادل الاسرى وتوسيع الحرب في الجبهة الشمالية من أجل تأمين عودة المستوطنين. وبينما يتم تداول اسم جدعون ساعر لتولي المنصب، ثمة من يعتقد أن زج الاسماء بهذه الطريقة قد يكون اختباراً لرد فعل الشارع الاسرائيلي قبل الاقدام على أي خطوة، على الرغم من ان الاستقالة ليست محسومة إلى اليوم، ولو أنها قد تكون متوقعة.

بينما تنشغل عائلات الاسرى في الاضرابات والمطالبات لحث المستوى السياسي على عقد اتفاق وقف اطلاق النار، يتبادل الوزراء في الحكومة الاسرائيلية الاتهامات النابعة من مصالح شخصية. وفي الوقت الذي هاجم فيه الوزير السابق بيني غانتس نتنياهو قائلاً بأنه "مشغول بالجمع السياسي بدلاً من التركيز على الحرب"، رأى وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير أن "غالانت ليس الرجل الذي سيحقق النصر في الشمال". هذا الجدل المستمر دفع أهالي الأسرى الى الاعتقاد بأن نتنياهو "اعترف بأنه قرر التخلي عنهم".

كشفت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر عن حجم الخلاف بين الرجلين. فيما كانت الحرب التي تستمر دون تحقيق أي من الأهداف، سبباً آخر يزيد من حجم الهوة. منذ بداية الحرب، انحاز غالانت إلى رئيس الأركان ورئيس الشاباك، وكان صوتهم عندما لا يستطيعون أن يتحدثوا بصراحة نتيجة مسؤولياتهم الأمنية الحساسة.

في شهر أيار/ مايو، ومن أجل تحريك المفاوضات المتوقفة، قرر غالانت أن يضع على الطاولة واحدة من أهم الأوراق، وهو اخلاء طريق نتساريم. أدرك غالانت أهمية مغادرة المحور، وكان على استعداد للانسحاب منه من أجل المضي قدماً في صفقة مع حماس من أجل ايقاف الحرب واستعادة الأسرى. حينها، اعترض نتنياهو، لكن محاولاته لاستخدام هذا المحور من أجل احباط المفاوضات باءت بالفشل. لذلك، اختلق أزمة أخرى تمثلت بمحور فيلاديلفيا. وانضم غالانت مرة أخرى إلى جيش الاحتلال والشاباك، معلناً أنه من الممكن الانسحاب منه وإبقائه مغلقاً من بعيد.

وما زاد من حدة الخلاف، كان الحرب على الجبهة الشمالية. بداية، كان هناك شبه توافق لفترة طويلة بضرورة اعتبار هذه الجبهة ثانوية حتى الانتهاء من غزة. حتى تموز/يوليو الماضي، حافظ  كلاهما على تعريف أن الجبهة الشمالية ثانوية. إلى جانب محاولة من وراء الكواليس للتوصل إلى اتفاق مع لبنان من خلال المبعوث عاموس هوكستين. فيما كان نتنياهو حذراً جداً في ذكر كلمة "الحل الدبلوماسي"، ربما لأنه كان يخشى إغضاب إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

لكن هذا الأمر لم يدم طويلاً. حيث صادق الكابينت على توسيع أهداف الحرب لتشمل الشمالية مع لبنان. وهذا بدوره ما أعطى المرحلة المقبلة طابعاً أكثر حساسية، في ظل عدم وجود ثقة متبادلة بين وزير الحرب ورئيس الوزراء الذي لمح مراراً لاستبداله بجدعون ساعر.

ثمة من يعتقد أن زج اسم ساعر هو لقياس نبض الشارع الاسرائيلي حول الاسم من جهة، وحول استبدال الوزراء في هذا التوقيت من جهة أخرى. في حين تبقى الاستقالة -التي قد تكون أقرب من أي وقت مضى- مليئة بالتحديات أيضاً. ولجهة ساعر، لم يقدم بعد ثمناً مقبولاً ليدفع به إلى المنصب. وقد يكون ما يعد به على شكل اتفاق على مشروع قانون جديد، قانون يرضي الأرثوذكس المتطرفين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور