الأربعاء 21 آب , 2024 02:23

يديعوت أحرنوت: كيف أصبحت الدراجات النارية أعظم حليف للمقاومة؟

تستعرض "ليئور بن آري" في هذا المقال الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، والذي ترجمه موقع الخنادق، ظاهرة وأسباب استخدام حركات ودول المقاومة للدراجات النارية - خاصةً حماس وحزب الله وإيران - فيما وصفته بـ"مختلف الأنشطة الإرهابية".

واللافت بأن بن آري بيّنت، أن كيان الاحتلال (سواء في غزة أم في جنوب لبنان)، بات يستهدف راكبي هذه الدراجات ويحاول الحدّ منها، لما تمتلكه من إمكانيات تعطّل عناصر قوته.

النص المترجم:

من الناحية العملية، من السهل أن نفهم لماذا تختار المنظمات الإرهابية الدراجات النارية كوسيلة للنقل: فهي فعالة في إيصال الرسائل والمعدات والأسلحة والإرهابيين؛ وتسيير الدوريات؛ وتنفيذ هجمات واغتيالات.

وتتميز هذه المركبات بأنها صغيرة الحجم وخفيفة الوزن نسبيًا، مما يسمح لها بالتنقل السريع من مكان إلى آخر. وتعتبر الدراجات النارية مناسبة للركوب على مختلف التضاريس، سواء كانت الأراضي الرملية في غزة أو الطرق الجبلية في جنوب لبنان.

تسمح الدراجات النارية أيضًا بالهروب بسهولة عبر الشوارع الضيقة. وفي معسكرات تدريب الجماعات الإرهابية، يتم إجراء تدريب على ركوب الطرق الوعرة، ومن الصعب أن تفوت الدراجات النارية في مقاطع الفيديو الدعائية الخاصة بهم. ومن الأمثلة على ذلك الفيديو الذي نشره حزب الله لمنشأة "العماد 4" تحت الأرض، حيث يظهر إرهابي على دراجة نارية.

في الأشهر الأخيرة، أصبحت الغارات الجوية للجيش الإسرائيلي ضد إرهابيي حزب الله على الدراجات النارية أمرًا روتينيًا. وفي الأسبوع الماضي، ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن طائرات بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي هاجمت سائقي الدراجات النارية في قرى جنوب لبنان.

وفي الأسابيع السابقة، هوجمت دراجات نارية في مناطق من بينها مدينة صور في جنوب لبنان. في حين أن المنظمات الإرهابية لا تعتمد فقط على الدراجات النارية، إلا أن هناك علاقة طويلة الأمد بين المنظمات الإرهابية المختلفة والدراجات النارية.

في 7 أكتوبر 2023، شهد الشعب الإسرائيلي كيف استخدم إرهابيو حماس الدراجات النارية للتسلل إلى المجتمعات القريبة من حدود غزة.

وذكرت وسائل إعلام عربية أن هذه الدراجات النارية رخيصة الثمن وسريعة وسهلة المناورة، ومعظمها إما يتم تصنيعه أو تجميعه في مصر ويحمل علامتي DAYUN وHALAWA. وحلاوة هي شركة مصرية تقوم بتصنيع واستيراد الدراجات النارية، وهي الأرخص بين الدراجات النارية الصينية التي تباع في مصر.

وبحسب التقارير، فإن معظم هذه الدراجات النارية وصلت إلى غزة عبر الأنفاق تحت الأرض. كما تم إدخال بعض قطع غيار الدراجات النارية إلى قطاع غزة من إسرائيل عبر تنسيق خاص قبل الحرب. وتعتبر هذه الأجزاء من المعدات ذات الاستخدام المزدوج (يمكن استخدامها للأغراض المدنية والإرهابية على السواء)، لذا كان من الضروري الحصول على موافقة خاصة لإدخالها إلى غزة.

وكانت هناك أيضًا حالات لمحاولات تهريب مثل هذه المعدات تم إحباطها. في كانون الأول / ديسمبر، أفادت تقارير أن الجيش الإسرائيلي اكتشف نفقًا يحتوي على دراجات نارية يستخدمها إرهابيو حماس في 7 أكتوبر.

وبالنظر إلى الحدود الشمالية، في مايو/أيار 2023، تم نشر مقطع فيديو يظهر مناورة لحزب الله استخدمت فيها الدراجات النارية. وشوهد الإرهابيون وهم يتدربون على إطلاق النار أثناء ركوبهم. وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، بثت قناة "الجديد" اللبنانية مقطع فيديو يظهر سائقي دراجات نارية يرفعون أعلام حزب الله على الحدود اللبنانية.

خلال الحرب، صدرت مقاطع فيديو من لبنان تظهر قوافل كبيرة من الدراجات النارية تنظم مظاهرات لدعم غزة، بما في ذلك في بيروت ومخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.

لا يتم استخدام الدراجات النارية حصريًا من قبل حزب الله في لبنان. فالبلاد تمتلئ بالدراجات النارية، والمشكلة هي أن معظمها غير مسجل. في شهر مايو/أيار، ناقش مقال في صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله، استمرار استيراد الدراجات النارية إلى لبنان، حتى خلال أصعب الأوقات التي تمر بها البلاد.

وبين عامي 2014 و2023، تم استيراد 626 ألف دراجة نارية ودراجة كهربائية إلى لبنان، في حين أن عدد المركبات المسجلة في البلاد، بحسب بيانات وزارة الداخلية اللبنانية لعام 2021، لا يتجاوز 290 ألف مركبة.

ويلعب أصحاب الدراجات النارية غير المسجلة لعبة القط والفأر مع قوات الأمن المحلية. الوضع الاقتصادي في لبنان وارتفاع تكلفة التسجيل يدفعان الكثيرين إلى تخطي هذه العملية. ويختار اللبنانيون الدراجات النارية لأنها صغيرة الحجم، وتكلفة الوقود منخفضة، ومريحة للتنقل في المدن الكبيرة وضواحيها.

وأشار مقال الأخبار إلى أن الفئة الأكثر استيراداً إلى لبنان هي الدراجات النارية الصغيرة، حتى 250 سي سي، وذكرت أن الدراجات النارية الصينية هي الأكثر مبيعاً في البلاد.

إن استخدام الدراجات النارية لأغراض إرهابية أمر معروف في العالم العربي. منذ أكثر من عشر سنوات، ظهرت بالفعل مناقشات حول استخدام حزب الله للدراجات النارية لأغراض عسكرية. وذكرت مقالة نشرت عام 2010 أن الإيرانيين، وخاصة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، يستخدمون الدراجات النارية في مهام القوات الخاصة، وفي تدريب حماس وحزب الله.

كما أفادت أن التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالجهاد العالمي العاملة في سيناء تستخدم الدراجات النارية بشكل متكرر لتنفيذ الهجمات.

وقد حاولت بعض الدول مكافحة استخدام الدراجات النارية لمنع الإرهاب. ففي العراق، على سبيل المثال، قررت السلطات تقييد أوقات ركوب الدراجات النارية في عام 2022 "لمعالجة الوضع الأمني ​​المتعلق باستخدام الإرهابيين للدراجات النارية لتنفيذ هجمات".

وفي يناير/كانون الثاني من ذلك العام، منعت وزارة الداخلية العراقية جميع أنواع الدراجات النارية من العمل بين الساعة السادسة مساءً. والسادسة صباحًا، حيث يتعرض المخالفون للمصادرة والغرامات الباهظة. كما منع القرار نفسه شخصين من ركوب نفس الدراجة النارية معًا.

وادعى المسؤولون العسكريون أن هذه كانت محاولة لفرض حكم القانون، لكن العديد من العراقيين لم يكونوا راضين عنها. فقد أضر القرار بالفقراء، الذين لا يستطيعون شراء مركبات أخرى، وألغى خيارهم الوحيد لتجنب الازدحام المروري. وبدأ العديد من العراقيين في الاحتجاج، الأمر الذي أدى، بحسب تقارير صحيفة العربي الجديد، إلى التراجع عن القرار.


المصدر: يديعوت أحرونوت

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور