شكّل إقدام إسرائيل على عملية مزدوجة، استهدفت أحد كبار قادة حزب الله العسكريين، هو القائد فؤاد شكر، تلاها بعد حوالي 12 ساعة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، نقطة تحوّل تصعيدية من قبل الكيان المؤقت والتي ستترك تأثيرات على حسابات قوى المحور ومآلات المرحلة المقبلة. وقد بدأ الإعلام العبري الحديث عن الرّدود المتوقعة من قبل جبهات محور المقاومة على هاتين الجريمتين. وقد جاءت التوقعات على الشكل التالي:
- رد عسكري سيؤدي لحرب مباشرة واسعة النطاق مع الكيان، أي أن خطر التدهور إلى حرب شاملة أصبح حقيقيًا.
- احتواء الضربة وتهدئة الوضع تدريجياً.
- حرب كبرى يتعرّض فيها الكيان لهجمات صاروخية بجميع أنواعها، إلى جانب الطائرات بدون طيار المتفجرة، التي ستنطلق ليس فقط من لبنان واليمن، بل من إيران.
- احتمال ردّ مدروس ومحدود منعاً من التدهور إلى حرب إقليمية.
- مهاجمة حزب الله الكيان بطريقة قوية رداً على الاغتيال، وعدم تمكّن الأميركي من الوقوف جانباً.
- استمرار "حرب الاستنزاف" التي يديرها حزب الله في الشمال، واتخاذه القرار برد مناسب يسمح للطرفين بتجنب حرب واسعة. إذ إن الرد سيكون غير عادي، ولكن يبدو أن طبيعة العملية الإسرائيلية المحدودة نسبياً، ستجعل رد حزب الله يسمح لإسرائيل بـ"احتواء" الحدث، ومنع تصعيد لحرب شاملة في الشمال.
- استعداد الكيان لإمكانية عمليات انتقام في الضفة الغربية.
- تعرّض الكيان لوابل من الصليات الصاروخية من إيران ولبنان.
- هجوم بطائرات مسلحة بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية.
- ستسعى إيران جاهدة إلى تنفيذ الرد المناسب، ولكن من دون جر إيران إلى مواجهة شاملة في الوقت الحاضر.
- إن رد الفعل المتوقع سيكون على الأرجح استمراراً لأنماط العمل المألوفة. ومع ذلك، وبما أن الصراع الحالي يعتمد على النتائج أكثر من النوايا، فإن حتى صاروخاً طائشاً وحادثاً يخلف خسائر فادحة قد يشعل برميل البارود لحرب شاملة.
- استهداف حزب الله تل أبيب وأهداف عسكرية حساسة بما في ذلك مقر الكرياه واحتمال استهداف محطات توليد الكهرباء.
- محاولة الرد باستهداف مسؤول إسرائيلي، أو بلدة إسرائيلية مهمة، أو بقصف صاروخي بعيد المدى، أو ضرب أهداف مختلفة عن الأهداف التي استهدفها حزب الله منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر.
- مواجهة حرب متعددة الجبهات، في ظل توتّر العلاقات مع الولايات المتحدة، وبالتالي سيكون لذلك تداعيات أمنية واقتصادية خطِرة جداً على الكيان.
أما التحليلات الأمريكية عن اغتيال القائد فؤاد شكر فقد تبنّت الرواية الإسرائيلية بأعمها الأغلب، فروّجت للسردية الإسرائيلية حول العملية وسببها والشخصية المستهدفة. وحمّلت المقالات في مقدماتها المتماثلة السيد شكر مسؤولية قتل أطفال مجدل شمس، كما تطرق الجميع إلى التعريف بالسيد وتبيان أهمية استهدافه بالنسبة لأمريكا. البعض وصفها بالضربة الانتقامية، والبعض أثنى عليها ورآها ضربة ذكية استراتيجية حاصر بها نتنياهو بايدن وهاريس وحزب الله؛ وهناك من نظر إليها من زاوية التهديد بتصعيد الأعمال العدائية بين الكيان وحزب الله. ومن الملفت أن هذه المقالات تجاهلت أو أسقطت تحليل خطورة الخطوة التي قام بها الكيان، وركّزت على إبرازها بمثابة حق طبيعي قام به جيش الاحتلال كردة فعل على حادثة مجدل شمس وتصويرها كإنجاز إسرائيلي قدمه نتنياهو للولايات المتحدة. ويُلاحظ تحميل حزب الله مسؤولية التصعيد الذي قد ينشب نتيجة رده على العدوان الإسرائيلي.
الكاتب: غرفة التحرير