يبيّن الباحث في مؤسسة راند للأبحاث الأمريكية الدكتور ستيفن ت. هوسمر في هذا الكتاب الذي عنوانه بـ " عمليات ضد قادة العدو"، والذي تم نُشره في العام 2001 لصالح القوات الجوية الأمريكية، بأن اغتيالات قادة "العدو" لها نتائج سيئة على (الولايات المتحدة الأمريكية)، وفي كثير من الأحيان لا تؤدي إلى النتائج المرجوة، بل وتتسبّب بنتائج عكسية في الكثير من الأحيان.
واستدّل هوسمر على هذه الاستنتاجات من خلال نتائج هذا النوع من خلال عشرات العمليات التي قامت بها أمريكا ومن عمليات كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد حركات المقاومة الفلسطينية أيضاً (وصفهم بالإرهاب الفلسطيني).
وبحسب هوسمر فإنه لطالما اعتبرت العمليات التي تهدد شخصية وقوة كبار صناع القرار في العدو، أدوات واعدة لتقصير مدة الحروب، والتأثير على التغييرات الأخرى في سياسته وسلوكه، وإضعاف قدرته على القتال. وأنه على مر السنين، شنت الولايات المتحدة عمليات علنية وسرية لقتل قادة العدو بشكل مباشر أو لتأمين الإطاحة بهم إما عن طريق الانقلاب أو التمرد المحلي أو عن طريق الغزو الخارجي والإسقاط. ومن خلال عرض المعلومات عن الحالات المدروسة، استخلص عبراً ودروساً سياسية وعملياتية فيما يتعلق بالكفاءة النسبية والمتطلبات الأساسية لنجاح أشكال الهجوم المختلفة، وقيمها القسرية والرادعة المحتملة، والعواقب المحتملة غير المقصودة لاستخدامها غير المدروس.
وعلى سبيل المثال لإحدى التجارب، حول أن بعض الهجمات غير المدروسة على القيادة يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة ضارة للغاية، اعتبر هوسمر أن الهجوم بطائرات الهليكوبتر الحربية الأمريكية على قادة "التحالف الوطني الصومالي" في مقديشو في 12 تموز / يوليو 1993 قد أثبت بأنه خطأ فادح، لأنه أدى إلى زيادة كبيرة في الدعم للجنرال عيديد وولد مشاعر قوية معادية لأمريكا، لدرجة أن الصوماليين كانوا بعد ذلك متحمسين لقتل القوات الأمريكية.
وفي سياق متصل، عدّد هوسمر متطلبات عمليات الاغتيال – خاصة الجوية منها، وهي: توفر معلومات استخباراتية دقيقة أو تنبؤية في الوقت الفعلي تقريبا، وستكون هناك حاجة إلى أسلحة اختراق خاصة لمهاجمة مخابئ القيادة الموجودة في أعماق الأرض بشكل فعال؛ وستكون هناك حاجة إلى ذخائر دقيقة ومنخفضة القوة لضرب القادة الذين ينتقلون إلى مناطق سكنية مدنية.
لتحميل الكتاب باللغة الإنكليزية
المصدر: مركز راند
الكاتب: غرفة التحرير