انتشر بالأمس، مقطع فيديو ينشر للمرة الأولى السيد علي الخامنئي، كان قد تم تسجيله منذ 3 سنوات. وقد كشف فيه الامام الخامنئي لأول مرة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة على صنع صواريخ باليستية بمدى 5000 كلم، لكنه رفض ذلك محدداً سقف المدى ب 2000 كلم، على أن يتم التركيز على زيادة دقة الصواريخ، وجعلها تصيب أهدافها نقطوياً بهامش يصل من 5 إلى 10 أمتار.
لذلك فإن نشر هذا الفيديو بهذا التوقيت، وما كشف فيه من معلومات، يحمل دلالات ورسائل مهمة واستراتيجية:
1_ إيران قادرة من النواحي العلمية والتكنولوجية والتصنيعية، على تصنيع صواريخ بمديات أكبر من 2000 كلم حتى 5000 كلم، متى رأت القيادة ذلك واجباً ضرورياً.
وتوقع الكثير من المتخصصين المتابعين، أن إيران بات لديها صواريخ تصل الى مدى 4000 كلم (صاروخ سجيل 3) أو 6000 كلم (صاروخ شهاب 6).
2_ إن مركز اهتمام إيران منذ نجاح الثورة الإسلامية عام 1979، هو العمل على إنهاء وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، ومساعدة قوى وشعوب المقاومة على ذلك بكل الإمكانيات. وبالتالي فإن ذلك يؤكد أن إيران لا تنظر إلى الدول الأوروبية، على أنها عدو يجب امتلاك صواريخ ذات مدى يتخطى 2000 كلم لضربها. كما روج لذلك الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، ليبرر نشر الدرع الصاروخية في الدول الأوروبية الغربية، التي لديها هدف واحد وهو حماية أمريكا من الصواريخ الروسية في خال اندلاع أي مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين.
3_ ويؤكد هذا المقطع أن السيد الخامنئي يرى بأن الصواريخ الدقيقة والنقطوية، لها تأثير استراتيجي ردعي وعملياتي، أفضل بكثير من الأسلحة النووية. ما يكذب الادعاءات الامريكية والإسرائيلية والأوروبية المتكررة، عن نية إيران بامتلاك أسلحة نووية، في سعي منهم لمنع طهران من امتلاك القدرة والمعارف النووية السلمية، التي ستوفر عليها الكثير في مجال الطاقة من جهة، أو مختلف أنواع العلوم من جهة أخرى.
4_ يأتي نشر هذا المقطع بالتزامن مع حدثين مهمين تمر بهما إيران:
أ) الانتخابات الرئاسية الثالثة عشر في عمر إيران والثورة، والتي ستجرى نهار الجمعة المقبل، ويعتبر السيد إبراهيم رئيسي هو الاوفر حظاً بالنجاح فيها من الدورة الأولى.
ب) محادثات فيينا للعودة الى تطبيق الاتفاق النووي، بعد أن أخلت أمريكا والدول الأوروبية بالتزاماتهم فيه.
ويحاول الامريكيون دائماً، ادخال موضوع برنامج إيران للصواريخ الباليستية، كبند أو موضوع ضمن الاتفاق مع طهران، التي تصر على رفض ذلك، مؤكدة على مبدأ فصل الملفات.
لذا فإن عرض المقطع في الوقت الحالي، قد يدل على تكتيك إيراني، يريد أن يوصل الرسالة الى أطراف المحادثات، بأن موضوع الصواريخ الباليستية لا يهدد مطلقاً القارة الأوروبية،كما للتأكيد بأن ما يهم إيران هو انتاج صواريخ تصيب أهدافها بدقة ضمن شعاع 2000 كم (في تهديد واضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي).
الكاتب: غرفة التحرير