لا يقاس عمر الحكومات بأيامها بل بما أنجزته. لكن المعادلة في عهد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي كانت على شاكلة منقحة، وكان لكل يوم إنجازه الذي يُدمغ به، بعد أن سجلت ولايته التي لم تتجاوز 900 يوم، سجلاً حافلاً من الإنجازات التي تركت مساراً ملهماً للحكومة اللاحقة وعلى مستويات عدة، كان أهمها على الصعيد الداخلي، الملف الاقتصادي. ولعل القدرة على انتشال 6.5 مليون شخص من خط الفقر وبناء آلاف المصانع والمشاريع الاقتصادية واستكمال تلك المتوقفة منذ سنوات، بما يزيد عن 500 ألف مليار تومان، دون تسجيل عجز في الموازنة بل رفدها بإيرادات النفط والتجارة التي ارتفع معدلها إلى 40%، هي بذاتها تجربة مُلهمة.
استطاع الرئيس الشهيد رئيسي، الذي قضى ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما في حادثة تحطم المروحية، وخلال وقت قصير أن يضع البلاد على عجلة من العمل الدؤوب لتحقيق ما يراه أولوية قصوى وهو تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي. وهنا نافذة على أبرز الإنجازات التي سجلتها الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس الراحل:
-ارتفاع حجم التصدير النفطي. وصلت الطاقة الإنتاجية من حوالي 2.2 مليون برميل يومياً، إلى 3.6 مليون برميل يومياً، وهذه الطاقة مخصصة جزئياً للاستهلاك المحلي وجزء آخر للصادرات. وهذا يعني أنه الحكومة تمكنت من تحقيق زيادة كبيرة في الإيرادات الناتجة عن صادرات النفط، تصل إلى حوالي 15 مليار دولار سنوياً.
-بلغت قيمة المشاريع التي افتتحت أكثر من 500 مليار تومان. كانت هذه مشاريع نصف منتهية، بعضها كان منذ سنوات والكثير منها عبارة عن أنفاق تمر عبر الجبال، تمكنت العديد من القرى من الاتصال بالمدن ووسط البلاد من خلال فتح هذا الطرق.
- جرى ترميم 8770 وحدة إنتاجية وإنجاز آلاف المشاريع نصف الجاهزة المتوقفة منذ سنوات. في عام 2023، تم تشغيل أكثر من 1200 مشروع بناء بقيمة تزيد عن 500 ألف مليار تومان؛ مثل طريق إزادخاز - شيراز السريع بطول 212 كم، وسكة حديد همدان - سنندج بطول 160 كم، وسد شمشير في كوهكيلويه ومقاطعة بوير أحمد بسعة 2.3 مليار متر مكعب.
إلى مشاريع متوسطة الحجم مثل إمدادات المياه للمدن، وبناء 900 كيلومتر من الطرق السريعة والطرق الرئيسية وبناء 123 مستشفى مع أكثر من 5300 سرير، وأخيرا المشاريع الصغيرة مثل بناء المساحات الرياضية والمساحات التعليمية الأساسية والعالية وتنفيذ خطة المبادئ التوجيهية الريفية.
-تحسين نظام توزيع الدواء في البلاد ومنع التهريب العكسي للأدوية إلى دول أخرى
-إنشاء صندوق للأمراض الخاصة والمستعصية والحماية المالية للمرضى الخاصين والمستعصين الذين يعانون من 107 أنواع من الأمراض المدرجة في شكل 51 حزمة من الخدمات الطبية والصيدلانية.
-تحسين العلاقات مع دول المنطقة والعضوية في المعاهدات الإقليمية الهامة مثل شنغهاي وبريكس، مما أدى إلى تحسين وضع التجارة الإقليمية، بحيث نما حجم التجارة الخارجية غير النفطية في 3 سنوات 34.8٪ أي من 246.2 إلى 331.3 مليار دولار.
-تحسن اتجاه صادرات السلع غير النفطية بشكل كبير، بحيث نمت صادرات البلاد إلى أكثر من 49 مليار دولار.
-سجلت التجارة الخارجية على مدى 32 شهراً أكثر من 300 مليار دولار. وأظهرت إحصائيات مصلحة الجمارك، أن التبادل التجاري في السنة المالية المنتهية 19 مارس/آذار 2024 قد بلغت 150 مليار دولار.
-لامست صادرات السلع الايرانية على مدى 32 شهرا 347 مليون طن بقيمة تخطت 137.8 مليار دولار.
-ابرام اتفاقية تجارة حرة مع دول الاتحاد الاوراسي ( روسيا – بيلاروسيا –كازاخستان – أرمينيا – قرغيزيا) العام الماضي، وبموجبها تم تصفير تعرفة 87% من السلع التجارية الايرانية مع الدول الاعضاء.
ويشير أستاذ الاقتصاد في جامعة سمنان، عبد الحميد كاشيان، إلى ان النهج الاقتصادي الذي اعتمدته الرئيس الشهيد في عهده كان لافتاً لجهة:
- أسلوب الإدارة الاقتصادية
تظهر الإحصاءات الاقتصادية أنه خلال3 سنوات، شهدت العديد من مؤشرات الاقتصاد التي كانت في الغالب سلبية وغير مقبولة في العقد السابق تغييرات إيجابية في هذه الفترة. وكانت مؤشرات مثل النمو الاقتصادي، والاستثمار الأجنبي، والميزان التجاري، والإنتاجية، والاستثمار المحلي، والعمالة من أهم المؤشرات التي شهدت تحسنا ًكبيراً.
كان لأسلوب إدارته سمات مثل الصدق والأمانة والروح الجهادية والسعي المستمر للشؤون، وتحديد أولويات القضايا الرئيسية للبلاد، وتجنب الهوامش والجدية في مكافحة الفساد، وكان لأسلوب إدارته دور بارز ومهم في تحسين هذه المؤشرات.
- الدبلوماسية الاقتصادية العلمية
وعلى النقيض من التيار الذي رأى مخرجاً من ضغوط العقوبات فقط في المفاوضات مع الدول الغربية وعلى رأس الولايات المتحدة، وتمكنت حكومة السيد رئيسي، من خلال استخدام دبلوماسية اقتصادية حكيمة، من التغلب على العديد من الضغوط الناجمة عن العقوبات، بما في ذلك مبيعات النفط والمعاملات المصرفية وجذب رؤوس الأموال الأجنبية والتبادلات التجارية واحتياطيات النقد الأجنبي، ومن خلال تطوير التفاعلات مع دول المنطقة، وخاصة دول الجوار والخليج العربي، وهنا يبرز أيضاً دور الشهيد عبداللهيان.
الكاتب: غرفة التحرير