عقب اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي توالت التعليقات الإسرائيلية، كان أبرزها اعتبار الحدث استراتيجي، ويحمل خطورة كبيرة نظراً لأهمية الشخصية المستهدفة في قوة القدس، وطبيعة المبنى الذي تواجد فيه زاهدي (القنصلية الإيرانية). فكيف قارب كيان الاحتلال ومن خلفه الإعلام العبري والمحللون الإسرائيليون حادثة الاغتيال وإلى ماذا كانت تهدف "إسرائيل" من فعلتها التي انتهكت القوانين الدولية.
الأهداف والإجراءات عقب الاغتيال
بعد عملية الاغتيال مباشرةً رفع كيان الاحتلال حالة الاستنفار والتأهب الأمني داخل الكيان، وفي الشمال تحسباً لرد في الجبهة الشمالية، كما شمل التأهّب السفارات والممثليات الدبلوماسية خشيتاً من ردٍ إيراني على العملية بمهاجمة بعثة دبلوماسية إسرائيلية في الخارج. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت بياناً تحذيرياً للدبلوماسيين الإسرائيليين يقول "نطلب منكم الاستمرار في اتخاذ تدابير وقائية وإيلاء المزيد من الاهتمام خلال العمليات الروتينية".
تتعدد أهداف "إسرائيل" من عمليتها الإجرامية منها التأثير على سلوك إيران المتعاظم في الشرق الأوسط، وجرّها إلى صدام مباشر مع الولايات المتحدة الأميركي، وهو مسعى إسرائيلي متجدد منذ بداية عملية طوفان الأقصى، لكنه يواجه برفض أميركي مستمر، من جهة أخرى هدف نتنياهو من الاستهداف الضغط على حركة حماس من الزاوية الإيرانية لإبرام اتفاق لمصلحته، والضغط على جبهات الإسناد التي تركت تأثيراتها على الداخل الإسرائيلي، باعتبار إيران أهم حليف للحركة وتشكّل مظلة لحركات المقاومة في المنطقة.
المحللون الإسرائيليون
قارب بعص المحللين الإسرائيليين حادث الاغتيال بنقل رسائل إلى إيران لتعديل سلوكها في المنطقة، حيث قال معلق الشؤون العسكرية في القناة 12 نير دفوري: إن "إسرائيل أرادت نقل رسالة من فعل ذلك. توجد رسالة للإيرانيين أن عليهم البدء في تهدئة نشاطاتهم في المنطقة، بما في ذلك محاولاتهم للتأثير على المفاوضات مع حماس على صفقة المخطوفين (الأسرى)".
فيما ربط محلل الشؤون السياسية في قناة "كان"، موآف فاردي دور إيران الفاعل بدعم حركات المقاومة واعتبارها مظلّة لهم، مع إقراره بنفي علاقة إيران مباشرةً بطوفان الأقصى: "رأينا المسيَّرة على إيلات، التي أُطلقت من الميليشيات الشيعية في العراق، ونرى كل ما يحدث على الحدود الشمالية على يد حزب الله، وبالطبع ما يجري في الجولان، ولا حاجة لتوسيع الحديث عن حماس على الرغم من أنها لم تطلب إذن (الأمام السيد علي) الخامنئي و(الرئيس الإيراني السيد إبراهيم) رئيسي لتنفيذ هجوم 7 تشرين أول (طوفان الأقصى)، ولكنها بمثابة المظلة لها، وهنا للمرة الأولى إسرائيل تجبي ثمنًا باهظًا جدًا من القيادة الإيرانية بسبب المعركة ضد إسرائيل".
الإعلام الإسرائيلي
رفض الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، التعليق على الاعتداء في دمشق، قائلًا في مؤتمر صحافي، مساء الإثنين، "لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية"، مشيراً إلى أن تعليمات الجبهة الداخلية تظل في هذه المرحلة من دون تغيير. وأضاف المتحدث: "نحن في حال حرب ويجب ألا نتهاون، ويجب أن نبقى يقظين. في حال كان هناك تغيير في منطقة أو أخرى - سنبلغ الجمهور بذلك". فيما اتهم الناطق الإسرائيلي إيران بتوجيه الطائرة المسيَّرة التي ضربت القاعدة البحرية للجيش الإسرائيلي في إيلات، فجر الإثنين، حيث أصيبت بأضرار، معتبرا أن "المُسيّرة إيرانية الصنع، وإن توجيهها تم بواسطة إيران".
لا يزال الرد الإيراني مبهماً وسط الاستنفار الإسرائيلي على مختلف الجبهات، منها السفارات في كل مكان، وفي ظل ترجيحات باستهداف مواقع إسرائيلية بطائرات مسيرة خارج الحدود الإسرائيلية. في هذا الإطار، قال قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي: "سيستمر فشل الكيان الصهيوني في غزة، وأمّا المحاولات اليائسة مثل الاعتداء الإرهابي على القنصلية الإيرانية في دمشق لن تنقذهم من الهزيمة. وبالطبع، سيتلقّون صفعة فِعلتهم هذه".
الكاتب: غرفة التحرير