الأربعاء 08 تشرين أول , 2025 04:39

الشيخ نبيل قاووق: العالم والجنرال والقائد الشهيد

الشيخ نبيل قاووق

الشهيد القائد الجهادي الشيخ نبيل يحيى قاووق، هو "نبيل المقاومة" كما باتت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله تصفه، وهو "خليفة خليفة السيد حسن نصر الله" و"الجنرال قاووق" بحسب وصف مسؤولي الكيان المؤقت. والشيخ قاووق واحد من قادة المقاومة الذين استطاعوا أداء أدوار مهمة وحساسة خلال الـ 3 عقود من مسيرة الجهاد، تولّى خلالها الكثير من المهام التنظيمية والعسكرية والأمنية، ولم يقتصر دوره على جبهة واحدة من جبهات محور المقاومة، حتى بات هدفاً للقتل عند كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال "أولي البأس"، وهذا ما كان الشيخ قاووق يطمح ويسعى جاهداً للوصول له كخاتمة لعمره أصلاً: الشهادة.

فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة جهاد ومقاومة الشيخ القائد نبيل قاووق؟

_من مواليد الـ 20 من أيار / مايو 1964 في قرية عبا في محافظة النبطية جنوبي لبنان.

_ انتسب إلى المجموعات الشبابية المتأثّرة بالثورة الإسلامية، قبل أن يلتحق بسلك طلبة العلوم الدينية في الحوزة التي أسّسها المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) في حي السلم. ثم سافر في العام 1981 الى ايران لإكمال دراسته الدينية في مدينة قم المقدسة وبقي هناك حتى العام 1991.

_ كان من أوائل الأفراد الذين التحقوا بحزب الله في سنّ مبكرة، وشكّل مع السيدين نصرالله وهاشم صفي الدِّين فريقاً متعاوناً ومنسجماً منذ لقائهم الأول في مدينة قم في بداية الثمانينيات.

وبدأت علاقته بالسيد نصر الله والسيد صفي الدين في ميدان التعليم الديني، عندما كان السيد نصرالله يُعطي دروساً لمجموعة من الطلبة، ولاحقاً حين قرّر حضور دروس كبار العلماء، فكان يستعين بالشيخ قاووق لاختيار مجالس الدرس والمشاركة فيها.

_تلقى تدريبه العسكري في الجمهورية الإسلامية في إيران، وكان من ضمن اللبنانيين الذين شاركوا في حرب الدفاع المقدس عنها خلال حرب صدام حسين ومعسكر الاستكبار العالمي ضدها.

وفي حزيران / يونيو 1982، عاد الشيخ قاووق إلى لبنان للمشاركة في التصدّي للاجتياح الإسرائيلي، وحمل السلاح مع مجموعة من شباب بيروت والضاحية، وقاتل على محاور الضاحية حتى احتلال بيروت، فعاد بعدها إلى الجمهورية الإسلامية لمتابعة مشواره في التعليم الديني، لكنه كان يزور لبنان صيفاً ويشارك في الأنشطة مع حزب الله.

_ خلال وجوده في إيران، كلّفته شورى المقاومة بمهام في إيران، من بينها إجراء لقاء مع الإمام الخميني لشرح الأوضاع في لبنان، ومنذ ذلك الوقت استطاع الشيخ قاووق من نسج علاقة خاصة مع بيت الإمام جعلته من المقرّبين منه في إيران.

_منذ العام 1991، تم تعيينه نائباً بمسؤول منطقة الجنوب آنذاك السيد هاشم صفي الدين، ثم توله من بعده موقع المسؤول التنظيمي لمنطقة الجنوب في حزب الله حتى العام 2010. وكان الشيخ قاووق أكثر من مجرّد مسؤول تنظيمي لهذه المنطقة، بحيث يروي معاونه أنه كان قائدًا مميزًا يُشرف على جميع الأعمال والمهام المرتبطة بعمل المقاومة، ويهتم بأدق تفاصيل العمليات الجهادية في مواجهة كيان الاحتلال.

_خلال فترة تحرير جنوبي لبنان عام 2000، "لم يكن يهدأ له بال، كان متنقلاً من موقع إلى آخر بين المجاهدين، يزورهم، يؤازرهم، ويطّلع على أوضاعهم، فلم يعر اهتماماً لتهديدات العدو لقيامه بهذا الدور القيادي في تفعيل عمل المقاومة وتطوير أدائها" كما يصف معاونه. ومضيفاً بأنه لم يشغل الدور الجهادي للشيخ قاووق عن القيام بدوره السياسي حيث وثّق "علاقات حزب الله مع جميع الجهات والأحزاب والقوى السياسية في منطقة الجنوب، حتى بات سماحة الشيخ يمثّل المرجعية السياسية لكثير من هذه القوى العاملة على ساحة الجنوب، لا سيّما الفصائل الفلسطينية بانتماءاتها المختلفة، فكان يمتلك من الحنكة والحكمة في هذا المجال ما ميّزه كقائد سياسي، لا تنظيمي فقط".

_ من التنسيق السياسي والتخطيط الجهادي إلى النشاط المنبري، بحيث واظب الشيخ الشهيد على صعود المنبر، ليُحاضر وليُرشد الناس. ولطالما اهتمّ بالجانب العرفاني سلوكًا ومعرفة.

_في العام 2010، تم اختياره ليكون نائباً لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله واستمر في هذه المسؤولية حتى العام 2018.

_خلال حرب الدفاع عن سوريا، تولى مهمة قيادة بعض الملفات الأمنية والجهادية، وكان على علاقة وثيقة بقائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني.

_قبل استشهاده كان يشغل منصب قائد "وحدة الأمن الوقائي" وعضو المجلس المركزي فيه.

_خلال معركة أولي البأس، في الـ 29 من أيلول / سبتمبر 2024، نعته قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان رسمياً إثر الغارة الصهيونية التي استهدفت مقره في منطقة الشياح في 28/09/2024.

وجاء في بيان قيادة المقاومة الذي وجهته إلى شعب المقاومة وأمة المجاهدين، وإلى الحوزات العلمية في لبنان والخارج: "تزف قيادة حزب الله إلى شعب المقاومة وأمة المجاهدين، وإلى الحوزات العلمية في لبنان والخارج سماحة العلامة المجاهد الشيخ نبيل قاووق الذي نال وسام الشهادة الإلهية الرفيع أثر غارة صهيونية غادرة في منطقة الشياح
لقد تولى سماحة الشيخ الشهيد العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات حزب الله المختلفة جديرا بالأمانة التي حملها، عالماً رسالياً ومجاهداً كبيراً وكان موجوداً بشكل دائم في ساحات الجهاد قريباً من المجاهدين في الخطوط الامامية وقضى عمره الشريف في ميادين الجهاد والعطاء والتضحية
نتقدم بالعزاء من صاحب العصر والزمان ومن سماحة السيد القائد الامام الخامنئي ومن عائلته الشريفة الصابرة المحتسبة أن يمن عليهم بالصبر الجميل وحسن ثواب الدينا والاخرة".

_أعدّ كتابان: "عقائد شیعة أهل‌ البیت عليهم السلام في الأدلة المعتبرة" و "هذا هو بلال" قراءة في سيرة الصحابي الجليل وعلاقته بالنبي وأهل بيته عليهم السلام.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور