في الوقت الذي يناقش فيه المشرعون الأميركيون حزمة مساعدات جديدة لإسرائيل وأوكرانيا، أبدى المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب تشجيعه لهجوم روسي على دول حلف الناتو إذا امتنعت الأخيرة عن تسديد الأموال، وسط معارضة شديدة لتقديم الدعم بهذا الشكل. وهذا ما طرح أسئلة حول قدرة الديموقراطيين على تمرير المشروع في مجلس النواب الذي تحكمه أغلبية جمهورية. في حين أن الواقع الميداني الذي يواجهه جيش الاحتلال في قطاع غزة يفرض حاجة إسرائيلية مستعجلة لهذه المساعدات على الرغم من ان الانقسام الأميركي يتزايد.
في إطار الرد على أحد المسؤولين الأوروبيين خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولين، الذي سأل "إذا لم ندفع، وتعرضنا لهجوم من روسيا، فهل ستحمينا؟"، رد ترامب: "لا، لن أحميك. في الواقع، أود أن أشجعهم على فعل ما يريدون... عليك أن تدفع فواتيرك".
هذا الجدل كان صورة مصغرة عما يجري خلف الأبواب في الكونغرس، حيث يرفض الجمهوريون خاصة المحسوبين على ترامب، إقرار القانون بدفع مزيد من الأموال في حزمة واحدة. وتحظى مبادرة "المساعدات لإسرائيل"، وهي واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الخارجية الأميركية، تقليدياُ بدعم قوي من الحزبين في الكونغرس. لكن العديد من المعارضين وصفوا تشريع مجلس النواب بأنه حيلة سياسية من جانب الجمهوريين لصرف الانتباه عن معارضتهم لمشروع قانون في مجلس الشيوخ بقيمة 118 مليار دولار يجمع بين إصلاح شامل لسياسة الهجرة وتمويل جديد لأمن الحدود مع مليارات الدولارات من المساعدات الطارئة لأوكرانيا وإسرائيل والشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يقوده الجمهوريون يقدم 17.6 مليار دولار لإسرائيل في الوقت الذي قال فيه الديمقراطيون إنهم يريدون التصويت بدلاً من ذلك على إجراء أوسع نطاقا يوفر أيضاً مساعدات لأوكرانيا وتمويلاً إنسانياً دولياً وأموالا جديدة لأمن الحدود.
وجاءت نتيجة التصويت 250 صوتا مقابل 180 صوتا، وهو ما جاء في إطار إجراء عاجل يتطلب أغلبية الثلثين لإقراره. كان التصويت إلى حد كبير على أسس حزبية، على الرغم من أن 14 جمهورياً عارضوا مشروع القانون وأيده 46 ديمقراطياً.
وعلى الرغم من تمرير مشروع القانون في مجلس الشيوخ، حيث أظهرت نتائج التصويت الإجرائي أن المجلس أيّد مشروع قانون مساعدة أوكرانيا وإسرائيل، بأكثر من ثلثي المشرعين، وهو ما كان مطلوباً للانتقال إلى المرحلة التالية. بالإضافة إلى ذلك، فحتى لو دعم أعضاء مجلس الشيوخ المشروع، فسوف يتعين أن يدرسه مجلس النواب، حيث المعارضة الجمهورية قوية، التي تعارض تخصيص أموال جديدة لأوكرانيا.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إن مشروع القانون "ميت عند وصوله" إلى المجلس حتى قبل تقديمه. وقال زعماء الجمهوريين في مجلس الشيوخ إنهم لا يعتقدون أن الإجراء سيحصل على ما يكفي من الأصوات لإقراره.
من جهتها، قالت كبيرة الديمقراطيين في لجنة المخصصات في مجلس النواب، روزا ديلورو، بأن "هذا لا يحقق شيئاً ويؤخر وصول المساعدات إلى حلفائنا"، وحثت على معارضة مشروع القانون الخاص بإسرائيل فقط. "يواجه حلفاؤنا تهديدات وجودية وأصدقاؤنا وأعداؤنا في جميع أنحاء العالم يراقبون وينتظرون ليروا كيف سترد أمريكا".
لكن جونسون رد في مؤتمر صحفي قائلا إنه "من المشين والمخزي" أن يقترح الرئيس جو بايدن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد دعم إسرائيل "في وقت الحاجة القصوى".
ووصف الديمقراطيون في مجلس النواب مشروع القانون بأنه "محاولة واضحة وساخرة" لتقويض الحزمة الأكبر، التي تربط الأموال الإسرائيلية بمساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا و20 مليار دولار لأمن الحدود الأميركية، لكنها وصلت إلى طريق مسدود في الكونغرس.
الكاتب: غرفة التحرير