بيني غانتس أحد المنافسين على الحلبة السياسية الإسرائيلية، التي تلمع أسماؤهم في استطلاعات الرأي، ويشي بروزه في معركة طوفان الأقصى، إلى ترشحه مجدداً على خط الانطلاق للمشاركة في السباق الانتخابي القادم. المتحفظ التوافقي، منافس نتنياهو على منصب رئاسة الوزراء، تصفه الصحافة الإسرائيلية بـ"الوسطي"، هو الذي ارتاد ساحات المعارك أكثر من التجمعات السياسية، فحفل بسجل إجرامي ممتاز.
أظهر استطلاعاً أجرته "Lazar Researches"بتاريخ27/1/2024 تصاعداً لشعبية الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس وحزبه "الوحدة الوطنية"، واعتقاد 32% فقط من الإسرائيليين بأن بنيامين نتنياهو هو الأنسب لرئاسة للحكومة. ويظهر الاستطلاع أيضاً أن غالبية المستطلعين (52%) يعتبرون بيني غانتس أكثر ملاءمة لمنصب رئيس الوزراء من بنيامين نتنياهو (32%).
السياسي الإسرائيلي المسؤول عن فشل الجيش
تبوأ المعترك السياسي بعد مسؤوليات ومناصب عسكرية، تدرج فيها وأصبح من بعدها سياسي إسرائيلي يحظى بشعبية واسعة، تولى خلالها وزارة الدفاع في ائتلافين حكوميين، ثم تزعّم حزب "أزرق أبيض"، وانضم إلى الكنيست عام 2019. وشغل منصب نائب رئيس الوزراء ورئيس الحكومة البديل في حكومة الطوارئ الوطنية التي شكلها بنيامين نتنياهو في أبريل/نيسان 2020. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 انضم غانتس إلى "المجلس الأمني" الذي انبثق عن حكومة الطوارئ التي تشكلت لإدارة الحرب على غزة، عقب عملية طوفان الأقصى. وقال إنه ينظر بإيجابية للانضمام إلى حكومة تتركز مهامها حول الوضع الأمني، وتعهد ببذل كل ما يلزم لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، وسط تحميله مسؤولية فشل الجيش الإسرائيلي، والمطالبة بمحاسبته قضائياً بعد الحرب، ولومه على دعم "حكومة نتنياهو الفاشلة"، بحسب تعليقات المغردين على تغريداته، والتي وصفته أيضاً: بالخائن والشرير العالمي والحقير والغبيّ...
حياته ومسيرته العسكرية
وُلد بيني غانتس عام 1959، وتم تجنيده في الجيش الإسرائيلي عام 1977، وتطوع كمظلي في لواء المظليين، وفي عام 1979 أصبح ضابطاً في الجيش. خلال حياته المهنية، شغل غانتس عدداً من الأدوار، بما في ذلك: قائد وحدة شلداغ في سلاح الجو الإسرائيلي قائد لواء المظليين الخامس والثلاثين، قائد فرقة الاحتياط في القيادة الشمالية، قائد وحدة الاتصال في لبنان، قائد شعبة يهودا والسامرة في عام 2000، قبل أن يصبح قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية في عام 2001، وكملحق عسكري لإسرائيل في الولايات المتحدة من عام 2005 حتى عام 2009، وفي عام 2011 تولى غانتس القيادة كرئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي.
لم تضع الحرب أوزارها بعد، إلا أن السباق الانتخابي بدأ باكراً ويظهر كمُدخل في كل تصريح وقرار استراتيجي. يتقدم غانتس اليوم على منافسه الأول نتنياهو، لكن وجود الأخير في سدة الحكم يمنحه أفضلية خلق جدول الأعمال السياسي والأمني والإعلامي، والتأثير على الساحة بشكل لا يمكن تجاهله، وهو ما يشير إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على الخارطة السياسية المستقبلية في إسرائيل، خصوصاً مع استطلاعات رأي دورية متغيّرة، وإن كانت تنبئ بتغيرات كبيرة.
الكاتب: حسين شكرون