الطرق الإبداعية لنصرة غزة؟

سعت المناصرة العالمية إلى تعطيل الحلول السلبية المفروضة من السلطات وإعاقة تقدّم مشاريعها الداعمة للكيان في الحرب، وكشف عيوبها. كما سعت أيضًا لخلق الشعور بالثقة والتحفيز على الاستمرار في التضامن مع غزّة حتّى تحقيق هدف المناصرة. تقدم المناصرة الشعبية العالمية العديد من الطرق الإبداعية والملهمة للناس للمشاركة والدفاع عن القضية الفلسطينية ولرفع مستوى الوعي اتجاهها. فما هي أشكال المناصرة التي اعتمدتها شعوب العالم؟

أشكال المناصرة

- حملات التوعية والتثقيف: قام المناصرون بحملات لنشر الوعي وتثقيف الناس حول واقع الحياة في غزة والقضية الفلسطينية، تم ذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية، وكتابة التقارير والقصص الشخصية التي تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة.

- التعاون مع المنظمات غير الحكومية: هناك العديد من المنظمات غير الحكومية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والعدالة الطبية والسلام، تعاونت هذه المنظمات وتبنّت نصرة غزّة حيث خصصت حملاتها ومبادراتها منذ بدء الحرب لدعم غزة والشعب الفلسطيني.

- تحركات شبابية داخل الوزارات والحكومات: شاركت المنظمات في حملات الضغط على الدول والمؤسسات الدولية من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. وشملت هذه الحملات الاتصال بالمسؤولين وإرسال الرسائل والعروض للمشاركة في الحملات الوطنية والدولية.

- توثيق الفبركات والمزاعم الإسرائيلية الكاذبة، التي أطلقتها الحكومة والمسؤولون الإسرائيليون، وتوزيعها في إصدارات مختلفة وبلغات عالمية لفضح تلك الأكاذيب، وتفنيد الروايات الصهيونية لكيلا تكون مثل هذه الأكاذيب تبريراً لجرائم قادمة أو مجازر مستقبلية.

- إصدار أفلام قصيرة توثق قصص ضحايا حرب الإبادة الصهيونية من الأبرياء خصوصاً من الأطفال والنساء. وكان الفلسطينيين المهاجرين والذين عانوا من الاحتلال الصهيوني هم أول من قام بهذا العمل، حيث وثقوا قصص معاناتهم عبر فيديوهات كدليل على وحشية الاحتلال الصهيوني.

- المشاركة في المهرجانات العالمية لنقل المعاناة الفلسطينية الإنسانية. على سبيل المثال، فقد شهد مهرجان غورنيكا في إسبانيا هو حدث ثقافي وفني يقام سنويًا في مدينة غورنيكا-لومبارديا، تضامنًا كبيرًا مع القضية الفلسطينية حيث وصفت الممثلة إيتزيار إيتونيو، بطلة مسلسل "لا كاسا دي بابل" (La Casa de Papel)، ما يحدث في غزة بحملة إبادة جماعية ترتكبها القوات الإسرائيلية. وأضافت خلال كلمتها بالمظاهرة الاحتجاجية "من غرنيكا إلى فلسطين.. من غرنيكا إلى العالم، نريد أن نقول، إنه بعد الذي مررنا به، منذ القصف الأول الذي تعرضنا له وحتى اليوم، لا يمكن للتاريخ أو العالم أن يتحمل دمار شعب واحد، لا ينبغي للعالم والتاريخ أن يتحملا ما يحدث في فلسطين، ويجب على العالم والتاريخ ألا يقبلا غرنيكا جديدة ".

- إطلاق حملات عالمية بدعم من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والمفكرين والإعلاميين والفنانين والرياضيين والسياسيين المتعاطفين مع الفلسطينيين، وانتشرت العديد من الهاشتاغات العالمية على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمهم.

- دعم الإجراءات القانونية المتخذة ضد إسرائيل من خلال وفود وطنية من دبلوماسيين شعبيين، على سبيل المثال، لحث البعثات والقنصليات والسفارات على دعم الإجراء القانوني الذي اتخذته جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية.

- ندوات عابرة للقارات عبر الإنترنت من أجل التحفيز والتثقيف ونقل المعرفة بهدف تحرير فلسطين.

- الاجتماع في المجالس البلدية التابعة للمحافظات، وبحسب حملة USCPR المتضامنة مع غزّة، تعتبر المجالس البلدية إحدى أفضل الفرص للناشطين الشعبيين لجعل الحقوق الفلسطينية قضية في الكونغرس.

- المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل والتي نجحت على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية. وبدأت هذه الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقلت إلى أرض الواقع لمقاطعة المنتجات والشركات التي يُعتقد أنها تدعم إسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.

- العمل اللوبي والدبلوماسي: أعمال اللوبيات والدبلوماسية تلعب دوراً هاماً في نصرة غزة ودعم الفلسطينيين. يعمل اللوبيات على تأثير صناعة القرار في الدول والمؤسسات الدولية من خلال التواصل والحوار لتعزيز الوعي بالوضع في غزة وتحقيق الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين.

تأتي أهمية المناصرة الشعبية كونها الأقدر على تسليط الضوء على القضية وترجمتها على أرض الواقع وتقديم الحلول التي يمكن أن تساعد في تنفيذ حل مستدام لها، كما وتحصيل رؤية كبيرة حولها، وتثقيف مساحة واسعة من خريطة العالم حول هذه القضية بشكل عام وتوثيق مجريات حرب غزّة بشكل خاص. واستطاعت المناصرة أن تشكّل نقطة اجتماع المستضعفين حول العالم، وكذلك أصحاب الفطرة السليمة، ممن ليس لديهم مصالح مع الرأسمالية والصهيونية مثل اليساريين والسود المضطهدين حول العالم.