عقب العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، تصاعدت الاعتراضات داخل الكونغرس الأميركي من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث وجّهوا انتقادات حادّة إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك بسبب عدم حصول الأخيرة على تفويض من الكونغرس قبل المضيّ في توجيه الضربات العسكرية ضد أهداف تابعة لأنصار الله في اليمن. فطبقاً للمادة الأولى من الدستور الأميركي فقط الكونجرس لديه سلطة إعلان الحرب.
خطوة بايدن "غير دستورية"
لم تكد تمضي بضع ساعات حتى طعن نواب في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في دستورية قرار بايدن بالهجوم الأمريكي، في هذا الصدد، شدّد النائب الديمقراطي Ro Khanna في تغريدة له على موقع إكس أنه يتوجب على الرئيس الحصول على تفويض الكونغرس قبل توجيه الضربات ضد أنصار الله، وتوريط الولايات المتحدة بنزاع آخر في الشرق الأوسط. كما لفتت إلى أن "المادة الأولى في الدستور الأميركي تنص على ذلك، وبأنه سيبقى يدافع عن ذلك سواء كان الرئيس ديمقراطياً أم جمهورياً". كما اتهمت النائبة رشيدة طليب، ذات الأصول الفلسطينية والعضوة في مجلس النواب عن ولاية ميشيغان، الرئيس بايدن بتخطي الكونغرس بشنه هجمات على الحوثيين. وقالت في تغريدة على موقع إكس إن الرئيس الأميركي "انتهك المادة الأولى من الدستور من خلال تنفيذ غارات جوية في اليمن دون موافقة الكونغرس، لقد سئم الشعب الأميركي من الحرب التي لا نهاية لها".في المقابل زعم بايدن في سياق تبريره لهذه الضربات أنها "عمل دفاعي" أي إنها تندرج في إطار السلطات الرئاسية الممنوحة له، وتعهَّد باتخاذ مزيد من الإجراءات لتأمين البحر الأحمر.
مخاوف من الانخراط مجدداً في الشرق الأوسط
أثارت مسألة القصف الليلي على مدن يمنية مخاوف العديد من المحلّلين من التصعيد الذي تقول إدارة بايدن إنها لا تريده. تندفع الولايات المتحدة مرة أخرى في الشرق الأوسط، والمفارقة أن بايدن وأسلافه دونالد ترامب وأوباما، سعوا إلى تقليص وجودهم العسكري فيه، لكن مع استمرار الصراعات تعود الولايات المتحدة إلى المشهد الإقليمي مجدداً، ويبدو أن الكونغرس بطيفيه غير راغبين بذلك. في هذا السياق، غردت تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن، على منصة "إكس" معلقاً على هذه التطورات بالقول إن "الطريقة الأكثر فعالية لتجنب هذا التصعيد ليست قصف الحوثيين، بل تأمين وقف إطلاق النار في غزة، لكن بايدن لن يفكر في ذلك، فبدلاً من ذلك هو يستعد لحرب إقليمية". وفي إشارة إلى انتصار أنصار الله في الحرب مع السعودية على الرغم من القصف الصاروخي الروتيني من المملكة المدعومة من الولايات المتحدة، غردت تريتا بارسي من معهد كوينسي "إذا كان الهدف هو وقف هجمات الحوثيين دون تصعيد الأمور نحو حرب كاملة، فإن قصفها أثبت أنه غير فعّال على الإطلاق في الماضي. فقط اسأل السعوديين".
ليس النواب وحدهم من اعترض على الاعتداء الأميركي على السيادة اليمنية، حتى الجمهور الأميركي لم يكن مؤيداً لذلك، فنفّذ متظاهرون اليوم وقفة احتجاجية على أبواب البيت الأبيض، من أجل التعبير عن الموقف الرافض للقصف الأمريكي على اليمن. وأكد المحتجون، ضمن تحالف "آنسر" المناهض للحرب، أنّ اليمنيين "يحاولون وقف الإرهاب والإبادة الجماعية في غزة". كما تجمع عدد من المتظاهرين المناهضين للحرب في "تايمز سكوير" بمدينة نيويورك، بهدف إدانة القصف الأمريكي لليمن، والمطالبة بخروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، مرددين هتاف: "من فلسطين إلى اليمن الإمبريالية جريمة".
الكاتب: غرفة التحرير