تنوعت الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة حتى الآن في العدوان على قطاع غزة والضفة وجنوب لبنان، عسكرية منها وغير عسكرية، الأولى بهدف زيادة عدد الشهداء والجرحى، وخلق حالة ترويع ورعب عند المدنيين، والثانية أسلحة ذات تأثير عالمي للتعمية على جرائمها ضد الإنسانية، العامل المشترك بين مختلف الأدوات "الرذالة "، وهي أسلحة فتاكة، وأسلحة لعبت على أوتار العاطفة، والغريزة الجنسية، وحرب المعلومات، وتكتيكات نقلت مسرح العمليات من قطاع غزة الضيق، إلى فضاء إلكتروني واسع، وساحات مظاهرات في أكبر المدن والعواصم الغربية، وقاعات اجتماعات لحكومات ومؤسسات دولية. وحتى ضد أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة نفسه، الذي تعرض للهجوم من الدبلوماسية الصهيونية بسبب تصريحاته عن الوضع في غزة.
الذخائر المستخدمة لقتل المدنيين
- كمية المتفجرات: أكثر من 15.000 هدف تم قصفهم من قبل جيش الاحتلال بآلاف الأطنان من المتفجرات في واحدة من أعنف العمليات العسكرية في العصر الحديث، أعنف من كل عمليات الولايات المتحدة الأميركية في العراق وأفغانستان وسوريا، وبسبب استخدام القنابل الأميركية الضخمة بوزن 2000 رطل في مناطق سكنية ضيقة ومزدحمة، نستطيع مقارنة هذه الحرب بحرب فيتنام وبالحرب العالمية الثانية بحسب مارك جارلاسكو، محلل الاستخبارات الأمريكي السابق في البنتاغون الذي وصف العدوان الصهيوني على غزة بأنه "يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية". العدوان الإسرائيلي على غزة تسبب في أسرع معدل قتل للمدنيين، أكثر من أي عملية عسكرية حصلت في هذا القرن (تخطت فيها نسبة الشهداء من الأطفال والنساء أكثر من الثلثين). أما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فقد ذكر بأن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة منذ بدء حربها واسعة النطاق في 7 أكتوبر الماضي، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين. وهذا التقدير حتى تاريخ 2 نوفمبر فقط!
- الذخائر المحرمة دولياً: في بداية العدوان كان منها الفسفور الأبيض المحرم دولياً، واستخدامه جريمة حرب، وبحسب تأكيد صحيفة واشنطن بوست الأميركية، ومنظمة العفو الدولية، تم استخدامه في قصف غزة وجنوب لبنان. بالإضافة إلى استخدام القنابل العنقودية المحرمة أيضاً دوليا بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية.
- صاروخ "هيلفاير R9X": هذا الصاروخ الأميركي، هو سلاح سري يقتل دون إحداث انفجار كبير، ويمزق الهدف وكأنه جندي يقتل العدو بالسكاكين، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي تشير إلى أن هذا الصاروخ يجري استخدامه تحت اسم "جينسو الطائر" وذلك نسبة إلى علامة "جينسو" الشهيرة في عالم السكاكين، تقتل كل شخص في محيط الصاروخ، والذي انتشر فيديو له بقصف محيط مستشفى الشفاء في غزة، وهو أكثر الأسلحة فتكاً التي استخدمت ضد المدنيين لترويعهم وليس قتلهم فقط، وكان الهدف زيادة عدد الشهداء والجرحى.
أسلحة تستهدف التأثير على الرأي العام العالمي
حاول الاحتلال تضليل الشعوب العربية والأجنبية، لتبرير جرائمه داخل قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان:
- أسلحة إلكترونية: كحسابات لشخصيات صهيونية، ومؤسسات رسمية للكيان، تنشر محتويات باللغة العربية، حسابات بأسماء وهمية أخرى، تنتحل أسماء شخصيات عربية، وتثير حالات من الجدل، وتروج للأكاذيب الصهيونية، وتشعل نار الفتنة بين الشعوب، وتحاول إقناع المستخدم بدفاعهم عن مصالح العرب. أغلبها حسابات على علاقة بحساب الصهيوني إيدي كوهين، وتكرر سرديته للأحداث.
- الغريزة الجنسية: استقطاب وتجنيد عملاء والضغط على مسؤولين أجانب والترويج لجيش الاحتلال، هذا السلاح ليس بجديد، وفي مقال للكاتبة "رولينج ستون" تتحدث عن استراتيجية "فخ العطش" التي تستخدم النساء "كفخاخ عطش" لكسب القلوب والعقول. يعد ذلك جزء أساسي من استراتيجية الاحتلال على السوشيل ميديا، على منصة "تيك توك" تحديداً. بالإضافة إلى رشوة الإنفلونسرز المؤثرين الغربيين بالمال.
- آلة الدعاية والبروباغندا الصهيونية: الترويج لأكاذيب تستجدي التعاطف، كرواية اغتصاب الأسيرات في الكيبوتس تحت النار، دون تقديم أي صورة او دليل، ورواية قطع رأس 40 طفل، التي أدت إلى تراجع البيت الأبيض عن ادعاء الرئيس بايدن بأنه رأى "صوراً مؤكدة" لإرهابيين يقطعون رؤوس أطفال في إسرائيل. وأخيراً ادعاءات بوجود أنفاق تحت المستشفيات وغيرها من الأخبار الملفّقة.
منظمات مؤيدة لإسرائيل: كالاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية من خلال تقديم عروض "منح صغيرة" بقيمة 250 دولاراً لدفع أموال لطلاب الجامعات لحضور التجمع القادم في العاصمة واشنطن، والعدد المستهدف مليون متظاهر.
أنطونيو غوتيريش: دعا مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى استقالة الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، بعد تصريحاته بشأن الحرب في غزة، باتهامه بتبرير الإرهاب حين دعا إلى وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة لأسباب إنسانية، من بعدها أصدر غوتيرش اعتذاراً، مستغرباً التضليل في تصريحاته بشأن الخلاف مع إسرائيل.
إيلون ماسك: رجل الأعمال ومالك موقع إكس، المنصة الوحيدة التي وفرّت حرية الرأي كاملاً للرواية الإسرائيلية. يملك ماسك أيضاً شركة اتصالات تعهدت بتوفير شبكة للاتصالات للجهات والمنظمات الرسمية والدولية والإنسانية بعد قطع الكيان الاتصال بالكامل في قطاع غزة. استضافه نتنياهو في الكيبوتس لمشاهدة نتائج هجوم طوفان الأقصى، بعد أكثر من 50 يوم من انطلاق المعركة! لقد كان الهدف خديعته وتضليله، ومحاولة إقناعه بان الكيان المؤقت يدافع عن نفسه، فيما هو يرتكب أبشع عملية إبادة جماعية في التاريخ الحديث.
لم يكن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً على الصعيد العسكري والسياسي والإعلامي، سوى جزء من صورة كليّة، تظهر وحشيّة كيان الاحتلال، وسط إدانات محدودة، وغض الطرف من قبل ما يُسمى المجتمع الدولي في أغلب الأحيان.
الكاتب: حسين شكرون