سنعيدها سيرتها الأولى، هكذا يقول اليمني أنا لست آبهاً بحصاركم وأساطيلكم وجيوشكم، أوقفوا إبادتكم في غزة أو انظروا ماذا نحن فاعلون، في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خرج الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحي سريع، في ساعات هذا اليوم الباكرة وقال “انطلاقاً من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية ونظرا لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي أمريكي غاشم حيث المجازر اليومية والإبادة الجماعية، واستجابة لمطالب شعبنا اليمني ومطالب الشعوب الحرة، ونجدة لأهلنا المظلومين في غزة تعلن القوات المسلحة اليمنية أنها ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن التالية:
-السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني.
- السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية.
-السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية.
كما تهيب القوات المسلحة اليمنية بجميع دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها، وإبلاغ سفنكم بالابتعاد عن هذه السفن.
لم ينته نهار التاسع عشر من نوفمبر، الا وقد فعلها اليمنيون، لا خطوط حمراء، نحن أصحاب المعادلة ونحن من سنفرضها، ونصرة لأهلنا في غزة قمنا ب “احتجاز سفينة إسرائيلية في أعماق البحر الأحمر"، وبحسب المعلومات المتداولة إنّه جرى احتجاز 52 شخصاً كانوا على متن السفينة الإسرائيلية، وأنّ طاقم السفينة ومن كانوا عليها هم حالياً قيد التحقيق معهم، والتثبّت من جنسياتهم من قبل الأجهزة اليمنية المعنية.
ماذا في تفاصيل السفينة؟
تعود ملكية، سفينة Galaxy Leader رامي أنغر، التي سيطرت عليها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وهو إسرائيلي مواليد تل أبيب عام 1947، وهو أحد أكبر مستوردي السيارات في الكيان المؤقت، ولديه العديد من شركات العقارية في الكيان وفي اوروبا.
من هو رامي أنغر؟
يُعد رامي أبراهام أنغر من الشخصيات المقربة من الوزيرين لدى الكيان المؤقت يوآف غالانت (وزير الحرب حاليا) وبيني غانتس (وزير الحرب سابقا وعضو في حكومة الطوارئ الحالية) وهو بشكل عام معروف بعلاقاته الواسعة مع السياسيين. كونه من أكبر رجال الأعمال في الكيان، ويمتلك بنية تحتية ضخمة على مستوى الشحن واللوجستيك يجعله لصيقا بالأجهزة الأمنية أيضا.
وفي مجال الأعمال التجارية الإسرائيلية، يبرز أنغر كشخصية بارزة، مع اهتمامات متنوعة تشمل استيراد السيارات والشحن والعقارات. ولد عام 1947 لعائلة راسخة في شمال تل أبيب، وكان والد رامي شالوم أنغر. أخذته رحلته التعليمية إلى الجزر البريطانية حيث درس في مدرسة خاصة في بريطانيا. بعد تعليمه المبكر، خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي كجزء من فيلق المخابرات. وبعد الانتهاء من خدمته العسكرية، شرع أنغر في دراسات القانون في جامعة أكسفورد لكنه لم يكمل شهادته. ومع ذلك، قادته مساعيه الأكاديمية في نهاية المطاف إلى العودة إلى اسرائيل، حيث تخرج بنجاح بشهادة في الحقوق من جامعة تل أبيب في عام 1971. بدأ دخول رامي أنغر إلى عالم الأعمال في أواخر الستينيات عندما أسس مشروعًا صغيرًا متخصصًا في استيراد البضائع وأنظمة تكييف الهواء للمقطورات والكرفانات. كانت هذه بمثابة الخطوات الأولى في رحلة عمله، حيث أصبح فيما بعد المستورد الأول لسيارات أوتوبيانكي في إسرائيل، يليه استيراد سيارات لانسيا.
حياة أنغر السياسية
انضم إلى حزب جيل (حركة حرية إسرائيل)، الذي كان جزءًا من الحركة السياسية الليبرالية الأوسع، وطور علاقاته مع شخصيات مثل عيزر وايزمان، الذي انضم لاحقًا إلى حزب الليكود، وهو استمرار لحركة جيل، وايزمان بالتعاون مع ديفيد كوليتز، الذي كان لديه مصالح في الشركات المرتبطة بإيران من خلال شركة إيلول، قدم المساعدة لأنغر في تصدير أنظمة تكييف الهواء إلى إيران حتى الثورة الإسلامية في عام 1979.
في أوائل الثمانينيات، بعد أن ترك وايزمان الحكومة أصبح أنغر ووايزمان شريكين تجاريين، مع التركيز على استيراد السيارات والشحن والمشاريع العقارية. جنبا إلى جنب مع بنيامين (فؤاد) بن اليعازر وشلومو عمار، أسسا معًا حزب يحاد في عام 1984، حيث لعب أنغر دورًا محوريًا باعتباره مانحًا رئيسيًا وعمل أمينًا لصندوقه.
يمتلك رامي أنجر أصولًا عقارية كبيرة في إسرائيل وأوروبا الشرقية والولايات المتحدة. وهو من مؤسسي صندوق "فاير" العقاري الذي يديره شلومو جروفمان. متزوج من يائيل، التي تنشط أيضًا في أعماله التجارية، ولديهما ولدان تقيم العائلة في كفر شمرياهو، وهي قرية في وسط إسرائيل.
الموقف الإسرائيلي
أعلنت الحكومة الإسرائيلية إدانتها للتوجيه الإيراني "لاختطاف" السفينة الدولية على أيدي حركة أنصار الله اليمنية، واعتبرت أنّ الحدث "خطير للغاية". وقالت إنّ السفينة التي أبحرت من تركيا الى الهند لا يوجد على متنها أي مواطن إسرائيلي، هكذا يقول قادة العدو.
سابقا أصاب الكيان المؤقت في تقديره بأن اليمن يتحوّل بسرعة إلى تهديد إستراتيجي في المنطقة (أيّ تهديد لكيانهم) وبات من الواضح أنّ الجبهة اليمنية ضد الكيان لن تقتصر على ارسال المسيرات والصواريخ الى "إيلات" وستكون لها امتدادات أكثر من ذلك، وهو ما ظهر اليوم من احتجاز للسفينة الاسرائيلية، وأنّ مفاعيل اليوم ستكون أكبر في الأيام القادمة إذا ما استمر الإسرائيلي في عدوانه على غزة.
الكاتب: زينب رعد