يبدو أنّ ثمة جهود لإذابة الجليد بين رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل ورئيس تيار المردة المرشح للرئاسة اللبنانية سليمان فرنجية. في لقاءٍ هو الاول بينهما منذ لقائهما الشهير العام الماضي مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. باسيل الذي يلتقي فرنجية اليوم يُبدي مرونة في عدة ملفات ظهرت خلال جولات تشاورية على مجموعة من الفاعلين السياسيين على رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. وُصِف اللقاء بين باسيل وبري أنه "غاية في الإيجابية"، على عكس الحدّية التي اتسمت بها العلاقات بين الطرفين لفترة طويلة.
في اللقاء مع بري أيضًا، كان لافتًا أن باسيل أظهر مرونة كبيرة في كل المواضيع التي طُرِحت بما فيها الرئاسة، وقد انسحبت "الإيجابية" أيضًا على اللقاء الذي عُقِد بين باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، واتّصل بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لـ"التشاور من أجل حماية لبنان والوحدة الوطنية".
جولات باسيل تأتي على وقع التوتّر الميداني القائم في الجنوب، والتوتر الدبلوماسي القائم في الداخل اللبناني على إثر سحب البعثات الدبلوماسية لرعاياها، والتوصيات الأمريكية للضغط على حزب الله لعدم التدخل في الحرب. في لقائه مع بري، أبدى باسيل استعداده لبلورة موقف وطني فيما يتعلّق بالحرب على غزة، فوعده بري بإجراء الاتصالات اللازمة للتفاهم على بلورة موقف وطني حول حقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة على أرضه"، وابدى بري تقديره لهذه المبادرة بحسب المصادر التي نقلت تفاصيل اللقاء. وكان تكتّل لبنان القوي قد دعا إلى "بلورة موقف وطني في ضوء الجولة التشاورية التي يقوم بها الوزير جبران باسيل على القيادات السياسية"، مؤكدًاً أن "حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدّس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم واستقرارهم مقدّس أيضاً". ودان "الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد الجنوب اللبناني"، محذّراً من "مخاطر التمادي الإسرائيلي في الحرب استنادًاً إلى غطاء من بعض الدول التي عبّرت عن نفسها في هذا الخصوص". ومن المتوقع أن تكون هذه المبادرة على جدول اللقاء مع فرنجية، النائب فيصل كرامي وكتلة نواب الاعتدال الوطني. فيما سيتم التواصل مع القوات اللبنانية ونواب "تجمّع الصيفي" وفق الآليات المعتادة للتنسيق عبر نواب من الطرفين.
وفي هذا الإطار، نُقِل عن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة دوروثي شيا أنها زارت رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون قبل أيام، "نصحته بعدم اتخاذ موقف إلى جانب حزب الله كما حصل في حرب تموز عام 2006، وطلبت منه التدخل لحثّ الحزب على عدم التورط، "لكنها لم تحصل على جواب شافٍ". كذلك نُقل عن شيا استياؤها من مواقف جهات سياسية أعلنت وقوفها إلى جانب المقاومة في حال شنّت إسرائيل حربًاً على لبنان.
وشدّد التكتل، في بيان، على رفض "أي عمل من شأنه استدراج الحرب إلى بلادنا، وبالتالي ضرورة رفض ومنع استخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضدّ إسرائيل والتقيّد بدعم المقاومة في حال اعتدت إسرائيل علينا".
الكاتب: غرفة التحرير