ترسيم الحدود بين لبنان والكيان المؤقت هي من النقاط المثيرة للجدل المطروحة على طاولة البحث والنقاش. خاصة وأن لبنان في السابق كان يحصر مطالبه بتطبيق القرار 425 قبل اندحار الاحتلال على أيدي المقاومة. وكان هذا التطبيق يفترض توضيح الحدود المعترف بها دولياً التي وردت في الفقرة الأولى من القرار 425.
ولا بد من تسجيل بعض الملاحظات الجوهرية في مجال ترسيم الحدود:
1 – إن الحدود بين الدول هي خطوط تحمل مفاهيم سياسية وحقوقية، وهي التي توضح الحيز الجغرافي لسيادة الدول.
2-إن نسبة لا تقل عن 17.2% من حدود بلدان العالم الثالث قد تم ترسيمها من قبل فرنسا، بينما 21.5% من حدود هذه البلدان قام بترسيمها الإنكليز.
3-إن نسبة لا تقل عن 35% من الحدود في قارة آسيا رسمت على أسس القمم أو خط تقاسم المياه Lignes de Crete ou de partage les eaux. وحدود لبنان مع فلسطين وكذلك حدود لبنان مع سوريا رسمت بشكل أساسي على أساس خط القمم أو خط تقاسم المياه.
4-في كثير من دول العالم ثمة مراكز متخصصة في متابعة مسائل الحدود على الصعيد الدولي بشكل عام، وحدودها بشكل خاص. بحيث تجمع هذه الدول كل الوثائق والدراسات المتعلقة بموضوع الحدود. ولبنان بدأ متأخراً في هذا المجال، فيما أن الكيان المؤقت عزز مراكز أبحاث عديدة في هذا المضمار، من أبرزها مركز في جامعة القدس، وكذلك معهد الدراسات الاستراتيجية في تل أبيب، الذي يديره عدد من العسكريين في الجيش الإسرائيلي.
5-إن ترسيم الحدود بين فلسطين ولبنان يجب في أن يًفهم في سياق مخططات تقاسم غرب آسيا والمشرق العربي أثناء وقبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى وخلال اتفاقيات سايكس-بيكو عام 1916، واتفاقية سيفر، ومؤتمر سان ريموا، وما رافقها كلها من خروج روسيا من الاتفاقيات عام 1917، ونهوض تركيا الكمالية، وانبعاث القومية العربية، وأخيراً الصراع الفرنسي الإنكليزي على النفوذ في هذه المنطقة من الشرق الأوسط.
6-لقد شهدت الحدود بين لبنان وفلسطين تغيرات وتوسيع لصالح الأراضي الفلسطينية:
7-إن المقارنة بين ترسيم الحدود (اتفاق بوله-نيوكومب) وترسيم الحدود الثاني الذي حصل بعد اتفاقية الهدنة بين لبنان والكيان المؤقت يبّين ثمة تغييراً قد حصل في المنطقة الوسطى من الحدود.
8- مسألة ترسيم الحدود هي مفهوم حديث العهد قام به الدبلوماسيون والعسكريون، وبشكل عام فإن مسألة تخطيط الحدود وترميمها تمر بثلاث مراحل:
لعل هذه أسس تقنية في عملية ترسيم حدود ما، ولبنان ذاهب الى مفاوضات ترسيم الحدود، لكن الغريب أن حدودنا مع الكيان الغاصب واضحة ومُرسّمة، ولا شك أن المقاومة جاهزة لردع العدو، ودعم الوطن بالشهادة والدماء، ولن تقبل بأن يتنازل لبنان على ذرة تراب او نقطة غاز.