الخميس 10 آب , 2023 04:34

الرئيس الأسد في مقابلته الأخيرة: وضع النقاط على الحروف

الرئيس بشار الأسد

هي أول مقابلة للرئيس السوري بشار الأسد، مع قناة إعلامية عربية، بعد غياب دام أكثر من 10 سنوات خلال الحرب الكونية على سوريا. مقابلة أكّدت بأن العرب هم من عاد الى سوريا لا العكس.

فالرئيس الأسد أكّد على أن الإرهاب هو من قام بالتدمير في سوريا، وأن من يتحمل المسؤولية عن ذلك هو من وقف مع الإرهاب ونوى على الحرب، ومن خطط لها واعتدى، وليس المُعتدى عليه أو من دافع ضد الإرهاب. وهذه رسالة يجب أن يفهم حكّام الخليج مغزاها جيداً، وفي مقدمتهم السعودية، التي حاولت أبواقها الإعلامية تصوير إعادة علاقتها بدمشق، بالمكرمة لا بالتراجع والانهزام وفشل المشروع. وقد أشار الرئيس الأسد الى أن العلاقات بين الدول العربية منذ عقود وحتى الآن، لم تتغير عن كونها شكلية ترتبط بالمظاهر لا أكثر، ولم تقوم على المأسسة (خاصة الجامعة العربية). وهذا ما يفسر المكان الذي تنطلق منه الإدارة الأمريكية لإحكام نفوذها على هذه الدول.

أما حول قضية اللاجئين التي تشكل أحد أهم الملفات السورية، فقد كشف بأنه عاد حوالي نصف مليون منهم خلال السنوات الماضية، لكنه أشار بأن هذه العودة قد توقفت، بسبب واقع الأحوال المعيشية الصعبة، التي ستؤثر على غياب او تعطّل تأمين الدولة للخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومدارس وطبابة، وكل هذه الأمور لا تتحسن إلا من خلال القضاء على الإرهاب نهائياً ورفع الحصار الظالم عن سوريا، وتحمّل الأطراف التي شاركت في الحرب مسؤوليتها على هذا الصعيد.

وبشأن تجارة المخدرات، التي يحاول المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تحويلها الى "قميص عثمان" جديد، يحاولون من خلاله زيادة الضغوط على الحكومة السورية، فقد أكد الرئيس الأسد بأنه عندما يكون هناك حرب وضعف في الدولة، فإنه لا بد لهذه التجارة أن تزدهر، وبالتالي فإن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا وليست الدولة السورية، التي لديها مصلحة بالقضاء على هذه الظاهرة كما بقية الدول.

اللقاء مع أردوغان بشروط سوريا لا العكس

وكان لافتاً تشديد الرئيس الأسد على أنه من دون جدول أعمال وتحضير، لن يكون هنالك لقاء ما بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مبيناً بأن سويرا تريد الوصول الى هدف واضح، من خلال اللقاء ومسار المصالحة مع تركيا، وهو انسحاب الجيش التركي من أراضيها ووقف دعمهم للمجموعات الإرهابية في ادلب، بينما هدف أردوغان هو تشريع وجود الاحتلال التركي، وبالتالي لا يمكن للرئيس الأسد أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان.

عدم الاعتراف إلا بالمعارضة الوطنية

أما على صعيد القضية السياسية الداخلية، فقد أكّد الرئيس الأسد بأن وجود المعارضة هو شيء طبيعي نابع من الطبيعة البشرية، ومن الاختلاف بالآراء في المنزل الواحد، فكيف لا يكون الاختلاف على مستوى الوطن تجاه الكثير من القضايا. لكنه ميّز بين المعارضة المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً. والمصنعة محلياً هي التي لا يديرها جهاز استخباراتي خارجي، بل تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً.

 الاعتداءات الإسرائيلية بسبب انتصارات الجيش السوري

وعلى صعيد موضوع الاعتداءات الإسرائيلية، دحض الرئيس الأسد أكاذيب الكيان المؤقت، من أنهم يستهدفون الوجود الإيراني في سوريا، بالكشف أن الغارات الإسرائيلية تستهدف الجيش السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني، وأن هذه الاعتداءات ستستمر طالما أن "إسرائيل" هي عدو، وطالما تمكنت الدولة السورية من إفشال مخططات الإرهابيين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور