شهد قطاع غزّة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 ولغاية العام 2007 على قائد ميداني، هو الشهيد خليل الضعيفي، الذي لم يغب عن خطوط التماس مع كيان الاحتلال، وخاصة ما قبل انسحاب الاحتلال من القطاع، سواء على مستوى العمليات أو الصواريخ أو تزويد جيل جديد بالمهارات والخبرات العسكرية. فعرفته الأرض رجلًا شجاعًا مُقبِلًا، وذكرته سرايا القدس بالبصمات والتضحيات.
سيرة القائد
ولد شهيدنا القائد خليل مصباح حسين الضعيفي (أبو زيد) في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة الباسلة في الأول من شهر كانون الثاني / يناير عام 1958، من عائلة تعود جذورها الى مدينة الرملة المحتلّة عام 1948.
خرج هذا القائد من عائلة مجاهدة، قدّمت قبله شقيقه راشد، وهو من المقاتلين الفلسطينيين الذين انتموا الى صفوف الثورة الفلسطينية عام 1967، وحينها غادر قطاع غزّة نحو مخيمات الخارج ليتوفى في الأردن عام 2001. وكذلك للقائد آخر، مرعي، الذي انتمى الى صفوف كتائب القسّام إبان انتفاضة الحجارة عام 1987، وتمكّن أيضًا من مغادرة القطاع ثمّ العودة اليه في العام 2006.
مال القائد الضعيفي الى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والى فكرها ونهجها، فانتمى اليها خلال انتفاضة الأقصى عام 2000. ثمّ بعد أن تعبّئ بحب المقاومة والجهاد، التحق بصفوفها العسكرية ضمن سرايا القدس في العام 2001.
أظهر القائد تميّزًا في المجال العسكري، مما سمح له بتحمّل مسؤوليات المهام الصعبة بتكليف من قيادة سرايا القدس، ثمّ تدرّج الى أن أصبح أحد أبرز قادتها الميدانيين في مدينة غزّة. فكان ليس فقط المخطّط للعديد من العمليات الجهادية والاستشهادية، إنما تقدّم في الخط الأمامي في معارك التصدي لقوات الاحتلال وكان على رأس المقاومين.
وفي العمليات الميدانية أيضًا، يُذكر للقائد الضعيفي دور بارز الى جانب الشهيد القائد في سرايا القدس بشير الدبش، كما بعمليات مشتركة مع كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، وكتائب شهداء الأقصى (أحد الأجنحة العسكرية لحركة فتح). وبهذا يسجل للقائد العلاقات الجيّدة والطيبة مع مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، كما ضمن حركة الجهاد الإسلامي.
شارك الشهيد الضعيفي في التخطيط لعملية "نتساريم" المشتركة بين السرايا والقسّام في 24/10/2003، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود وإصابة آخرين. كما شارك هذا القائد في عملية استهدفت مستوطنة "كفار داروم" والتي أدت الى مقتل ضابط إسرائيلي.
وكانت عملية "الصيف الساخن" داخل موقع "كيسوفيم" العسكري التابع للاحتلال في حزيران / يونيو 2007، آخر عملية أشرف عليها القائد الضعيفي. وحينها نجح أربعة من الاستشهاديين من سرايا القدس وكتائب الأقصى من اقتحام الموقع العسكري بجيب مصفّح.
ومن القتال الميداني، انتقل القائد الضعيفي الى الوحدة الصاروخية في مخيم "الشاطئ" فشارك في إطلاق العشرات من صواريخ من نوع "قدس3" وقذائف الهاون نحو المستوطنات لاسيما "سديروت" ومدينة المجدل المحتلّة، كما عمل الشهيد الضعيفي في هذا المجال الى جانب الشهيد القائد محمد الدحدوح. بالإضافة الى ذلك، أشرف الشهيد القائد على العديد من الدورات التدريبية لمجاهدي سرايا القدس وخصوصاً الاستشهاديين منهم على عمليات الاقتحام للمستوطنات.
تعرّض القائد الضعيفي لعدّة محاولات اغتيال باءت بالفشل، منها بتاريخ 29/5/2006، عندما كان في مهمة جهادية تقتضي إطلاق الصواريخ على مدينة المجدل المحتلّة. فيما وقعت محاولة أخرى بتاريخ 24/7/2007، أي قبل شهادته فعليًا بيومين فقط، اذ استهدفته طائرات الاحتلال بصاروخين.
أمّا في السادس والعشرين من شهر تموز / يوليو 2007، وحين كان القائد خليل الضعيفي على رأس عمله الجهادي استهدفت طائرات الاحتلال سيارة كان يستقلها عند "مفرق الشهداء" جنوب مدينة غزة. وقد استشهد الى جانبه رفيقه الشهيد عمر الخطيب والشهيد أحمد البلعاوي.
الكاتب: غرفة التحرير