كشفت مصادر لوكالة الأناضول التركية منذ أسابيع، عن قيام جيش الاحتلال الأمريكي بالتواصل مع قائد ما يعرف بجيش أو قوات الصناديد التابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بندر حميدي الدحام، في منطقة اليعربية بمحافظة الحسكة شرقي سوريا. مضيفةً بأن اللقاء استمر حوالي ساعة ونصف.
وأوضحت وكالة الأناضول، بأن القادة العسكريين الأمريكيين طلبوا من قوات الصناديد أن يتحركوا بالتنسيق مع مجموعة "جيش سوريا الحرة" التابع للأمريكيين في منطقة التنف، الواقعة على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، بهدف مواجهة القوات الرديفة وحلفاء الجيش السوري، وغيرها من المهام الأخرى.
وقد كشفت مصادر إعلامية أخرى بأنه تم إرسال أكثر من 200 عنصر من قوات الصناديد إلى دير الزور، مطلع هذا الشهر، وجرى نشرهم في مواقع عسكرية تابعة لقسد والجيش الأمريكي.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه المجموعة كي تكون هدفاً لمساعي القادة العسكريين الأمريكيين؟
_ تأسست في العام 2013، من بعض أبناء قبيلة شمر العربية، ويتركز مقاتلوها في مناطق تل حميس وتل كوجر بريف الحسكة. كما يسيطر مقاتلوها على أغلب النقاط الحدودية، التي يستغلونها كطرق تهريب من وإلى العراق، خصوصاً المواشي.
_انضمت إلى ميليشيا قسد مع بداية تأسيس الأخيرة عام 2015، وشاركت معها في العديد من المعارك.
_مؤسسها هو حميدي دهام الجربا (أسسها أولاً باسم جيش الكرامة)، الذي يعدّ واحداً من أبرز القادة العشائريين في الحسكة (الذي كان يطمح لإنشاء إمارة خاصة به وتحقيق زعامة عشائرية واسعة بالاعتماد على النفط كوسيلة لتعزيز موارده المالية)، وهو ابن عم الرئيس الأسبق لما يسمى "الائتلاف الوطني" أحمد الجربا التابع للسعودية، والذي يرأس حالياً مجموعة إرهابية تُدعى قوات النخبة. أما قائد هذه المجموعة فهو بندر حمدي دهام الجربا، بينما يقود أخيه مانع حالياً قبيلة شمّر.
_ يتراوح عديدها ما بين 2500 حتى 7 آلاف عنصر (عناصر أساسية واحتياط)، مهمتهم الأساسية حماية الآبار النفطية في منطقة الحدودية مع العراق في منطقة شرق الفرات.
_ في أوائل عام 2018 بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رغبته في سحب قواته من سوريا، أجرى مسؤولون سعوديون محادثات معها، على أمل تشكيل قوة عربية تحلّ بديلاً عن القوات الأمريكية، لمواجهة الجيش السوري وحلفائه.
_أبلغت قوات الصناديد القوات الأميركية باستعدادها للتعاون مع أي جهة تدعمها الولايات المتحدة في سوريا، مشترطةً بأن يتم التعامل بشكل مباشر معها، ويستند إلى دعم عسكري واضح.
_ يعتقد بعض المواكبين للتطورات في هذه المنطقة، بأن الخطوات الأمريكية لفرض التنسيق بين الجماعات التابعة لها في هذه المنطقة، هي بهدف الاستعداد والتحضير للمرحلة المقبلة من المواجهة الأمريكية مع محور المقاومة. وهو ما تحدثت عنه صحيفة "واشنطن بوست" منذ أسابيع، بأن الاستخبارات الأمريكية قد رصدت محاولات من إيران لتسليح عناصر في سوريا من أجل التحضير لمرحلة جديدة من الهجمات المميتة ضد القوات الأمريكية. مضيفةً بأن طهران تعمل مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد الأمريكيين من المنطقة، وتريد بناء وتدريب قوات قادرة على استخدام قنابل أكثر قوة وخارقة للدروع على جوانب الطرق، تهدف لاستهداف المركبات العسكرية الأمريكية وقتل الجنود الأمريكيين.