البطريرك الراعي في عظته الأحد الأخير، دعا إلى دعم الفلسطينيين بالطريقة السلمية، جراء ما تتعرض له غزة من اعتداءات من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً القضية الفلسطينية بأنها مليئة بالحروب والدمار والاعتداءات الإسرائيلية، وداعيًا الكيان للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. أما اللبنانيون فحذرهم من التورط عسكرياً مباشرة أو عبر طرف آخر، لكيلا ينجر لبنان إلى حروب لا مصلحة له فيها، خاتماً الفقرة بأن واجب لبنان الحياد، مع تأييد حقوق الشعب الفلسطيني.
لا شك بأن موقف البطريرك من تأييد الشعب الفلسطيني، هو موقف متقدم وإيجابي جداً، لكن عظته الأخيرة كانت مليئة بالتناقضات، التي تفرغ مبدأ الحياد الذي يدعو إليه، لأن:
_ الطريقة السلمية لا تدعم ولم تدعم القضية الفلسطينية في يوم من الأيام، فكيان الاحتلال أثبت أنه لا يفهم إلا لغة القوة، ولا تستطيع الأمم المتحدة ودول العالم بأجمعه، أن تجبر الكيان على تنفيذ شيء، حتى لو كان قراراً دولياً.
_ إن دعوة الكيان للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، هي دعوة للجاني الى التضامن مع المظلوم وليس محاسبته.
_ لا يمكن الحياد في هذه القضية، لأن فلسطين دولة عربية احتلها الإسرائيليون وبنوا عليها كياناً، هو الذي قام بالاعتداء على لبنان والتسبب بدماره، كما أن لبنان يستقبل الآلاف من الفلسطينيين الذين شردوا من أرضهم، والذين ينتظرون تحرير بلدهم لكي يعودوا اليه، لذا فإن مصلحة لبنان العليا، مساعدتهم على العودة إلى بلادهم بأي طريقة "فعالة".
المرحلة المصيرية
إذاً بما أننا نشهد أوضاعاً وتحولات استراتيجية في القضية الفلسطينية، من خلال توحد جبهات غزة والضفة ومناطق الخط الأخضر، وبما أن الشعب الفلسطيني بأغلبيته هو في أرض الشتات وأولهم لبنان، لذلك عليه المسؤولية كما جميع هذه الدول التي تستقبلهم، بتقديم الدعم لكي يشكلوا عنصر ضغط خارجي على الكيان، ويساندوا المقاومة في داخل الأراضي المحتلة. ولبنان أكثر الدول معرفة بالوسيلة الوحيدة للتحرير، فالقرار الدولي 425 لم يحرره ضغط الدول الكبرى، بل المقاومة المسلحة التي امتلكت حاضنة شعبية، واكبتها خلال كل الظروف، فاستطاعت تحقيق أول نصر عربي على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
الكاتب: غرفة التحرير