يضع كيان الاحتلال التحديات الإقليمية على رأس الأولويات في اجتماعاتها ومؤتمراتها. وإنّ أهم ما يشغل الكيان حاليًا هو تطور البرنامج النووي الإيراني والتقارب الإيراني – السعودي على ضوء الاتفاق الموقع وإعادة فتح السفارات رسميًا بين البلدين، بالإضافة الى تشجّع دول عربية أخرى مطبّعة بأن تخطو تجاه طهران. يحدث ذلك في ظل فتور العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية.
في هذا السياق، يرى الكاتب ارييل كاهانا في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أنّ "إسرائيل تركت وحدها"، وأضاف أنّ "صورة سقوط جو بايدن هو الشكل الاكثر دقة لصورة بلاده، قوة تنهار في حالة سقوط، أحد لا يريد قربها، لا أحد يثق بها".
المقال المترجم:
إنّ أضواء التحذير على خريطة الشرق الأوسط مضاءة من جميع الجهات. إيران تفتتح سفارتها في الرياض بعد سبع سنوات من إغلاقها. المملكة المضيفة، المملكة العربية السعودية، تخفض في الوقت نفسه إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يوميًا وترسل الأسواق في أمريكا والغرب إلى ارتفاع آخر في التضخم.
الإمارات العربية المتحدة، الدولة الشجاعة التي وقعت على اتفاقيات إبراهيم، تخطو خطوة أخرى بعيدًا عن الولايات المتحدة وتترك بشكل واضح قوة الشرطة الأمريكية التي من المفترض أن تضمن سلامة الشحن في الخليج.
كما تزعم التقارير المستمرة أن مصر، أول دولة توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، بدأت أيضًا محادثات مع طهران من أجل إقامة علاقات. يحدث ذلك كلّه في الوقت الذي تغرق فيه القيادة الإسرائيلية في خيالات السلام مع السعودية وتروي للشعب بان كل هذا ليس الا ما تراه العين سطحيا، فان الواقع لسبب ما يرفض أن يسير على الخط حسب النظرية.
تبقى إسرائيل أيضًا وحيدة على جبهة أخرى، وهي جبهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. قبل أقل من عام، تعهد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، علنا في مقابلات بأن "الوكالة لن تغلق التحقيقات المفتوحة ضد إيران بسبب الضغط السياسي للتوصل إلى اتفاق نووي". لكن القضايا المرفوعة ضدها مغلقة. يحدث هذا بالضبط عندما تتراكم المعلومات في إسرائيل حول المحاولات الأمريكية اليائسة للتوصل إلى اتفاقية جزئية ومحدودة ومؤقتة لمرة واحدة مع إيران.
وماذا بالنسبة لأمريكا نفسها؟ ان السقوط الجسدي للرئيس جو بايدن في نهاية الاسبوع هو الشكل الاكثر دقة لصورة بلاده. قوة عظمى في حالة سقوط. أحد لا يريد قربها، لا أحد يثق بها.
الموقف الرسمي ما زال هو "لن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية". لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة قال مؤخرا في إحاطة لمجلس الشيوخ إن الولايات المتحدة تعارض "نشر أسلحة نووية" من قبل إيران، أي أنها ستكون لديها القدرة على امتلاك السلاح، ولن يتم حظره إلا حين تضعه طهران على أهبّة الاستعداد. هذا مهدئ للروع فعلًا!
أين إسرائيل في هذه القصة؟ إسرائيل تتحدث بصوتين: من ناحية، تروي قصة لا تصدق أنه لا توجد فروق بيننا وبين واشنطن. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هاجم بينت ولبيد على الانحناء امام الأمريكيين، لا يقف ضد الادارة الديمقراطية مثلما فعل في 2015. فقد استوعب على ما يبدو بأن اضرار مثل هذا الصراع تفوق منفعته.
حزب الله في الشمال وضابط شرطة مصري في الجنوب يخترقان مناورة الجيش الإسرائيلي بأحداث حقيقية لاجتياز السياج من نقاط ضعف. هم ونحن أيضًا، ندرس الأحداث ونستخلص الدروس ونستعد للحوادث التالية. وقال وزير الدفاع يوآف غالانت: "المخاطر التي تواجه دولة إسرائيل تتعاظم وقد يتعين علينا القيام بواجبنا من أجل حماية وحدة إسرائيل وخاصة مستقبل الشعب اليهودي".
المصدر: اسرائيل اليوم
الكاتب: ارييل كاهانا