في الذكرى السنوية السابعة، لاستشهاد قائد من قادة المقاومة الكبار، السيد مصطفى بدر الدين، الذي قال يوماً: "يكفينا عظيم الفخر، أنه تجمعنا راية واحدة مع إخواننا في فلسطين المحتلة، الحماس والجهاد الإسلامي وكذا كل الفصائل الشريف، راية لا إله إلا الله، راية تحرير الإنسان". كان فصل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، هو ما يتعلق بمعركة ثأر الأحرار، التي تخوضها الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم.
وكان في نهاية الفصل، رسالةً من جملة واحدة لكن بدلالات كثيرة، سيقف عندها الكثير من الجهات، لكن بالتأكيد سيكون الكيان المؤقت والإدارة الأمريكية في مقدمتهم.
فبعد توضيح السيد حسن نصر الله بأنه يجب على الجميع متابعة الأحداث الجارية في غزة لأنها معركة مهمة، وتأثيراتها لن تكون فقط على غزة، بل على كل فلسطين، وعلى لبنان، وعلى المنطقة. ومن ثم تبيينه بأن المقاومة الإسلامية في لبنان على اتصال دائم مع قيادات الفصائل، وتراقب الأوضاع وتطوراتها دقيقة بدقيقة، وتقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة. وجّه السيد نصر الله بعد ذلك رسالته بالقول: "ولكنني أضيف في أي وقت تفرض المسؤولية علينا أن نقوم بأي خطوة أو خطوات لن نتردد إن شاء الله".
وعليه فإن المعركة في غزة، لن تكون خاتمتها بيد مسؤولي الكيان المؤقت، بل بيد المقاومة الفلسطينية، أو بيد حزب الله ومحور المقاومة كلّه.
نقاط أساسية حول المعركة
أمّا أبرز النقاط الأخرى التي أوردها السيد نصر الله حول المعركة في خطابه فهي:
_ التأكيد على أن نفس وجود هذا الكيان هو اعتداء على شعوب وبلدان المنطقة، بالإضافة إلى أن الكيان من خلال حكومة نتنياهو، هم من بدأوا بالاعتداء أيضاً من خلال اغتيال القادة الشهداء من حركة الجهاد الإسلامي في سرايا القدس.
_ الالفات الى صمت العالم أمام جريمة إسرائيل، بارتقاء أطفال وزوجات القادة شهداء. والتنديد بموقف الولايات المتحدة الأميركية الذي فاق صمت العالم، من خلال منع واشنطن إصدار بيان إدانة لإسرائيل لِقتلها النساء والأطفال في غزة.
_دوافع نتنياهو الواضحة من هذه المعركة، والتي من خلالها يمكن تقييم المعركة:
1)إستعادة الردع.
2)الهروب من المأزق الداخلي.
3)معالجة التفكك في ائتلافه الحكومي.
4)تحسين وضع نتنياهو الشعبي الداخلي.
_ لعبة نتنياهو وحساباته الفاشلة والخاطئة:
1)قرار حكومة الاحتلال بالتركيز على الجهاد الاسلامي وسرايا القدس والاستفراد بها، وتحييد فصائل المقاومة الأخرى وعلى رأسهم حماس.
وهذا ما تم إفشاله من خلال اجماع قيادات الفصائل الفلسطينية، وبالخصوص لدى حماس والجهاد، على لزوم وحدة الموقف والتعاون والتكامل في الأدوار، وعلى أهمية الرد وعدم السماح لنتنياهو بتحقيق أيّ من أهدافه. وأن الإدارة الميدانية والعنوان الحقيقي لرد الفعل المقاوم، هو الغرفة المشتركة لعمليات فصائل المقاومة في غزة.
2)ضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتفكيك القيادة المباشرة للقدرات الصاروخية، التي يكون إطلاقها بطبيعة الحال، هو رد الفعل الطبيعي المتاح.
وهذا ما تم إفشاله من خلال قدرة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس على ترميم بنيتها القيادة بسرعة، بحيث أن شهادة قادة سرايا القدس لم تمنعها من إطلاق أغلب الصواريخ. وآخرها ما حصل أثناء تشييع الشهيد القائد إياد الحسني، اليوم السبت، وهو ما يشكّل رسالة مدوّية ستصل حتماً لأصحاب القرار في كيان الاحتلال.
نصر المقاومة في غزة تؤكده أرقام الإحتلال
كشف جيش الاحتلال في إحصائية يومية قبل تشييع الشهيد الحسني (لا يمكن الأخذ بصحة أرقامها لكنها لافتة)، أن المقاومة في غزة قد أطلقت حتى صباح اليوم، 1099 صاروخا، اعترضت القبة الحديدية 340 منها. ما يعني أن أكثر من 70% من صواريخ المقاومة استطاعت تجاوز القبة الحديدية وتحقيق أهدافها.
الكاتب: علي نور الدين