منذ معركة "سيف القدس" والعدو الإسرائيلي يعتمد سياسة الفصل بين الساحات الفلسطينية كما وبين فصائله "الجهاد الإسلامي" و"حركة حماس"، نظرًا لانعكاس وحدة الساحات السلبي على الواقع الأمني والعسكري للكيان. ينتهج الكيان في كل معركة، هذا النوع من الحرب النفسية، والتي يهدف من خلالها للتأثير معنويًا على روح وعزيمة المقاومة الفلسطينية كما على وحدة الشارع الفلسطيني، عبر تركيز الاستهداف على الجهاد الإسلامي وحصر المواجهة معه وتحييد حماس عن الصورة.
ومع اندلاع عملية "ثأر الأحرار"، عاد لممارسة هذه الحرب من خلال مجموعة من التصريحات والقرارات والدراسات، التي وظّفها الكيان، لاستهداف الجهاد الإسلامي باعتباره المسؤول عن عمليات المقاومة واسعة النطاق والمسؤول عن عصابات "الإرهابيين" الذين يخططون لقتل الإسرائيليين في محيط غزة، بهدف تبرير اغتيال كبار قادة الجهاد الإسلامي. وبالتالي، اللعب على وتر العلاقة بين الجهاد وحماس من خلال زعزعتها، عبر التطرق إلى امتناع حماس عن الانضمام إلى القتال إلى جانب الجهاد وترك المجال أمام العدو للاستفراد به، وإبقاء حماس خارج دائرة القتال. إلّا أن الغرفة المشتركة بين الفصائل الفلسطينية أثبتت فشل هذه السياسة عبر تأكيدها على وحدة موقف المقاومة وإدارة الميدان بحكمة ومسؤولية عالية.
وفي هذه الورقة سيتم عرض لمجموعة من التصريحات التي تناولت موضوع الفصل بين الجهاد الإسلامي وحركة حماس، بصورة تعكس حجم الضخ الإعلامي الذي لا زال حتى اليوم يستهدف هذه العلاقة، وذلك وفق عناوين عدّة سيتم تقسيم التعليقات والتصريحات على أساسها:
أبرز التصريحات والتعليقات
1-الجهاد الإسلامي الحلقة الأضعف والأصغر مقارنة بحماس.
رون بن يشاي - صحافي ومحلل عسكري:
"الجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة هو ثاني أكبر تنظيم في قطاع غزة، لكنه منظمة صغيرة ومعزولة، ويمثل تحديًا استخباراتيًا صعبًا للشاباك والجيش الإسرائيلي، وهذا هو السبب في أن العملية الشاملة ضد قادة التنظيم وبعض أصوله العسكرية تمت الليلة فقط، رغم أن استعداداتها استمرت أكثر من شهر، منذ أن أطلق التنظيم صواريخه على إسرائيل بعد الاشتباكات في الحرم القدسي.
ومن السمات الأخرى للتنظيم القيادة المركزية، التي تتعامل حصريًا مع الأمور العسكرية، على عكس حماس التي لها أفرع مختلفة تسهل جمع المعلومات الاستخبارية والهجوم عليها، ويعمل الجهاد باستمرار بتوجيه إيراني وثيق وبتمويل من طهران، كمنظمة سرية".
2-تعزيز الخلافات والاختلافات بين الجهاد الإسلامي وحماس.
رون بن يشاي - صحافي ومحلل عسكري:
""حماس" أيضاً تعارض، أيديولوجيًا، الخط العسكري - المندفع لـ "الجهاد"، الموجّه من إيران، بقيادة زياد النخالة، المتواجد في لبنان وسوريا".
3-إصرار العدو على إظهار بقاء حماس خارج المعركة والتشكيك بانضمامها لها.
رون بن يشاي - صحافي ومحلل عسكري:
"أصدرت المنظمتان بيانًا مشتركًا، رغم أن حماس اكتفت بإطلاق صواريخ رمزية في الهواء بهدف إطلاق تحذيرات. حماس تعمل كمنظمة مسؤولة تجاه سكان قطاع غزة، كونها الحاكم والسيادة في المنطقة، وكان هذا مبررًا لتفادي الانضمام إليها في المرات السابقة".
يوآف ليمور - صحافي ومحلل عسكري:
"حماس بقيت خارج الجولة القتالية ومنعت توسُّعها عمليًا، وذلك بعد أن تركت "الجهاد الإسلامي" يتعامل لوحده مع نتائج النار التي أشعلها".
حدشوت العبري:
"حماس لم تدخل عسكريًا وتستخدم قوتها والأدوات ضدنا.. فقط تدعم غرفة المنظمات المشتركة في مشاورات بين الفصائل وتعطي الضوء الأخضر لذلك إسرائيل لم تقصف أهدافًا لمنظمة حماس".
مصادر فلسطينية لهيئة البث الإسرائيلية:
"حماس لم تشارك بصليات الصواريخ تجاه إسرائيل، ومن أطلق الصواريخ هي الجهاد وفصائل أخرى. حماس عقدت جلسة مشاورات داخلية خلال اليوم واتخذت قرارا بعدم الانضمام إلى الجولة الحالية من القتال وأطلعت الجهاد الإسلامي على ذلك، مما دفع الجهاد لإطلاق صليات من الصواريخ على إسرائيل".
نوعام أمير:
طرح 5 سيناريوهات سيواجهها الكيان المؤقت، والتي ركّزت بالدرجة الأولى على جولة قتالية مع الجهاد فقط وأن الرد سيقتصر عليها: "...إذا دخلت حماس القصة ستكون مختلفة خاصة بسبب قدرات النار الموجودة لديها، ونوعية القذائف الصاروخية ومداها. في إسرائيل لا يعرفون ما إذا كان هذا السيناريو محتمل، من جهة ثانية في حماس لم يتخذوا قرارًا بعد...".
ناحوم برنياع:
"الجهاد الإسلامي هي منظمة إرهابية تتلقى أوامرها من الخارج... حماس هي النقطة المتفائلة في تقديرات الجيش الإسرائيلي، حيث يقدّرون أن حماس لن تتدخل. البيان الذي أصدرته أمس يتعهد رسميًا بالانتقام من إسرائيل، كتفًا إلى كتف مع الجهاد. في الجيش يقدّرون أن هذا ليس أكثر من كلام من دون جمرك. إذا امتنعنا عن استهداف حماس وننهي تبادل النيران خلال أيام، حماس لن تنجر. حماس هي منظمة إرهابية متطرفة، لكنها شريك أيضًا، بالتأكيد مقارنة بأخوتها في الجهاد".
4-الحث على الامتناع عن دفع وجرّ حماس للمعركة وتحييدها ومنع توحّد الجبهات.
يوآف ليمور - صحافي ومحلل عسكري:
"المصادقة على التصفية صدرت في يوم الثلاثاء الماضي، لكنها أجّلت في كل مرة من جديد خشية إصابة عدد كبير من المدنيين. إسرائيل كان لها مصلحة بتجنّب ذلك، ليس فقط من ناحية إنسانية، بل لأن إصابات كهذه كانت ستجر بالضرورة حماس إلى المعركة".
عاموس يادلين:
"إذا ما أردنا أن نلقن حماس درسًا نظير مساعدتها للجهاد الإسلامي أو تغض الطرف عنه فلا يجب جرها إلى جولة القتال الحالية واختيار وقت آخر مناسب وبشكل مفاجئ".
عاموس هارئيل/ هآرتس:
"إن إطالة أمد العملية ومزيد من الخسائر في الجانب الفلسطيني قد يدفع حماس للمشاركة في إطلاق النار أو محاولة الشروع في إجراءات أكثر طموحًا".
مسؤول أمني كبير ليديعوت أحرونوت:
"السياسة هي إحباط أي محاولة للضرر. نقدر أنهم سيردون، ومستعدون للدفاع وإعداد حزم هجومية صاروخية. الفكرة ليست الوصول إلى تصعيد واسع، نريد أن نكون دقيقين. سنسعى جاهدين لإبعاد حماس، لكننا مستعدون للرد إذا لزم الأمر ".
رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت:
"العملية العسكرية الإسرائيلية بدأت بعملٍ مهمٍ ومحقٍ وصحيحٍ لتصفية ثلاثة قادة من الجهاد الإسلامي، وكل ما يحدث بعد ذلك هو سيرك يديره رئيس الحكومة (نتنياهو) من أجل حرف الانتباه عن جدول الأعمال الحقيقي لدولة إسرائيل. نحن نجلب كل قادة الدولة إلى التلفزيون من أجل التوسُّل لحركة حماس لكي توافق على عدم إطلاق النار علينا".
الصحفية الإسرائيلية، شمريت مائير:
"إذا كان اغتيال قادة الجــهــاد الإســلامي مجديًا، فلماذا نعيد نفس الاغتيال للمرة الثالثة وخلال 9 أشهر فقط بعد المرة الثانية.. نأمل ألا تنضم حــمـــاس للقتال وألا تتوحد الجبهات".
تامير هايمان، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان":
تساءل عن "مشاركة "حماس" في الرد على الضربة التي تعرضت لها "الجهاد"". وحذر هايمان من أنّ انضمام الحركة يزيد من فرص انضمام ساحات أخرى، وعلى رأسها "الساحة الشمالية"، وهو المصطلح الذي يطلق على ساحتي لبنان وسوريا.
ولفت إلى أنّ لدى حركة حماس قدرة كبيرة على الدفع نحو تفجير الأوضاع في الضفة الغربية ومناطق فلسطينيي الداخل، مشيرًا إلى أنّ انضمام الحركة إلى الرد على العملية، يزيد من فرص انخراط هذه المناطق في المواجهة.
يوسي يهوشع، محلل الشؤون العسكرية:
""عملية درع وسهم"، التي تم فيها تصفية مسؤولي الجهاد الإسلامي، كانت ضرورية ومطلوبة في ظل التآكل في الردع الإسرائيلي الذي سجّل في الأشهر الأخيرة حيال قطاع غزة والجبهة الشمالية... يعملون في المؤسسة الأمنية والعسكرية على إبقاء حماس خارج الصورة، بصورة مشابهة للعملية في شهر آب الماضي في القطاع".
5- سعي الكيان للتشكيك في نية حماس بعدم الانجرار لتصعيد واسع إنما جولة قصيرة إن اضطرت لذلك، على عكس الجهاد، وذلك انطلاقًا من مصالحها "السياسية والسلطوية".
يوآف ليمور - صحافي ومحلل عسكري:
- "لا يزال يمكن التقدير أن إعلان حماس أنها ستلعب دورًا في الرد ينبع من حقيقة مقتل مدنيين في الهجوم ومن التضامن داخل غزة. لكن يمكن الافتراض أنها لا تريد الانجرار إلى تصعيد واسع سيؤدي بالضرورة إلى طحن غزة، ولذلك ستطمح إلى العمل بصورة رمزية؛ ربما القصف فقط نحو منطقة غلاف غزة.
- "... إذا اضطرت حماس للانضمام إلى معركة واسعة قد تنجر إسرائيل إلى تصعيد غير محبّذ...".
عاموس هارئيل:
"يبدو على المستوى الاستراتيجي، حماس ستكون معنية بجولة قصيرة. الواقع الحالي بين إسرائيل وغزة مريح نسبيًا بالنسبة لها، منذ أن سمحت إسرائيل بدخول 17 ألف عامل من القطاع للعمل فيها. أجور العمال، إلى جانب المساعدة الشهرية من قطر، حسّنوا إلى حدّ الوضع الاقتصادي في القطاع ويسهّل على حماس مواصلة السيطرة عليه".
غادي حيتمان، محاضر كبير في قسم الشرق الأوسط في جامعة أرييل في شومرون:
"لسنوات رقصت إسرائيل مع حماس تانغو حرب وعي، وإذا بادرت إلى خطوة، فهي فقط ضد الجهاد الإسلامي... إسرائيل وحماس تخوضان حرب وعي من دون إطلاق نار حقيقي، وفي نفس الوقت الجيش الإسرائيلي يركّز في عملياته على عناصر الجهاد الإسلامي... الخطوة الإسرائيلية التي بدأت أمس تدل على ضعف النظام الإسرائيلي، دون صلة بهوية الحكومة. لماذا؟ لأنه لا يركز على العدو القوي والرئيسي بل على الضعيف والثانوي. المنطق الإسرائيلي منذ سيطرة حماس على القطاع في سنة 2007 بسيط: هدوء يُردّ عليه بهدوء... حماس، شبيهًا بإسرائيل، تمتنع هي أيضًا عن معركة واسعة النطاق في القطاع. إنها غير مستعدة لتعريض سلطتها لخطر وتدرك فجوات القوة العسكرية مع إسرائيل... عندما يكون هناك تصعيد، المبادرة هي بيد الجانب الفلسطيني والاستجابة هي ضد العدو الضعيف-الجهاد- وليس حماس".
6-إظهار الخوف والقلق الإسرائيلي من دخول حماس ومشاركتها في المعركة.
شمعون أران:
"هناك قلق كبير في المستويين السياسي والأمني من انضمام حماس إلى المعركة".
عاموس هارئيل، معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس":
إنّ مشاركة "حماس" في الرد على عمليات الاغتيال، يعني إطالة أمد المواجهة وزيادة مدى إطلاق الصواريخ لتصل إلى منطقة تل أبيب.
اليؤور ليفي - قناة كان:
"التصريحات الصادرة من قطاع غزة وخارجها تشي بوضوح أن حماس تميل إلى الدخول جولة التصعيد مع الجهاد الإسلامي".
7-تهديد حماس بالرد القاسي واستهداف قادتها في حال مشاركتها في معركة "ثأر الأحرار".
وزيـر الـمـالـيـة الإسـرائـيـلـي:
"مستعدون لجولات كثيرة أخرى وإذا انضمت حركة حماس للمعركة ستتلقى هي الأخرى ضربة قوية".
تال ليڤ رام:
"إن اغتيال ثلاثة من كبار أعضاء الجهاد الإسلامي يثبت مرة أخرى أن عنصر المفاجأة يكاد يكون شرطًا ضروريًا للنجاح. حماس لديها الكثير لتخسره من مواجهة مباشرة مع اسرائيل، ولكن هذه المرة سيكون من الصعب عليها البقاء على الحياد".
القناة 12 العبرية:
"إسرائيل هددت حماس من خلال الوسطاء "مصر وقطر"، بأنه إذا شاركت في الرد من غزة ستتعرض لضربات قاسية، ولن تتردد إسرائيل في توسيع حملتها ضد القطاع".
مسؤولون أمنيون برسالة إلى حماس عبر مصر:
"إذا قررتهم الدخول في جولة التصعيد، فسيكون قادتكم أيضًا في مرمى الإغتيالات".
مائير بن شبات:
"صحيح ان النشاط الإسرائيلي استهدف الجهاد الإسلامي فقط، على أمل إبقاء حماس خارج المعركة، لكن على ضوء الملابسات ونطاق الإصابات من الصعب افتراض أن حماس ستختار هذه المرة أيضًا الوقوف جانبًا والبقاء خارج المعركة". وأشار إلى أنه "يجب التركيز على الجهاد الإسلامي وجهوزية عظمى إزاء حماس- يجدر بحماس أن تدرس جيدًا الفائدة من انضمامها، في حال تم تشخيص إشارات إزاء نيتها للانضمام، يجب المبادرة إلى المسّ بقادة المنظمة الإرهابية وإدخال أبراج الإرهاب إلى أهداف الهجوم الأولى".
8-الإصرار على استهداف الجهاد الإسلامي "الإيراني"، فقط دون غيره.
القناة 13:
"إن ثقة حركة الجهاد الإسلامي ستزداد بعد الرشقة الصاروخية التي أصابت رحوفوت، وأسفرت عن سقوط قتيل وجرحى بين المستوطنين".
نتنياهو:
"أشاد بالجيش والشاباك على الإنجازات خلال عملية الدرع والسهم. وأوعز بمواصلة جبي ثمن باهظ من حركة الجهاد الإسلامي لعدوانها على مواطني إسرائيل".
غالانت:
"أعربت عن تقديري للجيش الإسرائيلي والشاباك على الاستهداف الدقيق لقائد القوة الصاروخية في الجهاد الإسلامي علي حسن غالي. أصدرت تعليماتي لجميع القوات الأمنية لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحضير لسلسلة من العمليات الإضافية، والحفاظ على الجهوزية، ويقظة عالية تحسبًا لاحتمال اتساع دائرة القتال".
قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، في أعقاب جلسة لتقييم الأوضاع:
إن "الاتصالات تجمّدت مع المصريين خلال النهار (أمس الخميس)، وفي مراحل كثيرة لم يكن ممكنًا (للمصريين) التواصل مع الجهاد الإسلامي. إسرائيل تنتظر التطورات، لكن التهدئة ستقابل بتهدئة. إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، سنواصل تدفيعهم الثمن".
وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في مقابلة مع القناة 13:
"سنحاسب كل من يسفك دماء اليهود، وسنواصل استهداف حركة الجهاد الإسلامي بكل قوة... حربنا ضد الجهاد هي حرب مقابل الجبهة المتقدمة لإيران الموجودة في منطقتنا... لن يضعوا لنا أي شرط، لدينا دعم دولي".
عاموس هارئيل:
"السؤال المركزي من ناحية إسرائيل، يتصل بمشاركة حماس في القتال: في العملية الأخيرة في آب الماضي، "بزوغ الفجر"، في ظل حكومة لابيد-بينيت، ركّزت إسرائيل على أهداف الجهاد الإسلامي بينما احترست حماس عن لعب دور فاعل في القصف. أيضًأ هذه المرة بدأت العملية بصورة مشابهة. لكن من الممكن أن حماس لن يكون بإمكانها السماح لنفسها بالامتناع عن أي مشاركة... دخول حماس في القتال سيحسن قدرة النيران الفلسطينية ويمكن أن يفرض على إسرائيل تنفيذ إجراءات إضافية...".
التقييم
لا تزال الحرب النفسية المفتوحة التي يعتمدها الكيان المؤقت لزعزعة علاقة الجهاد الإسلامي بحركة حماس قائمة، والتي تتكرّس اليوم في معركة "ثأر الأحرار" عبر بث كم هائل من الرسائل والأخبار الكاذبة وتركيز الإعلام العبري على مواجهة الجهاد للمعركة وحده مع إبقاء حماس خارجها والتشكيك بمشاركتها، وذلك بناءً على اعتبارات عدّة:
- تحميل المسؤولية عن التصعيد الأخير فقط للجهاد الإسلامي كذراع "إرهابية" إيرانية في فلسطين.
- اعتبار الجهاد الحلقة الأصغر والأضعف مقارنة بقدرات وقوة حماس على مختلف الأصعدة البشري والعسكري والمالي.
- القلق والتخوف الإسرائيلي من تصعيد المعركة التي تدفع للدخول بمعركة طويلة الأمد وحرب متعددة الجبهات في حال دخول حماس.
- اعتبار حماس "الجهة الأقرب للكيان" كونها تندفع بسياساتها بناءً على منطلقات سياسية-سلطوية تدفعها للتنصل من المشاركة في المعركة في ظل المساعدات الاقتصادية التي يحصل عليها القطاع من قطر وغيرها، بالإضافة إلى التسهيلات التي يقدّمها الكيان مقابل الحفاظ على الهدوء.
ردّ غرفة العمليات المشتركة
ردّت حركة حماس والجهاد الإسلامي، على التضليل الإسرائيلي والحرب النفسية التي بثّتها وسائل الإعلام العبرية كما وقادة الاحتلال، واستطاعت تخطيها من خلال إظهار وحدة الصف الفلسطيني ووحدة موقف المقاومة عبر إدارة الميدان بحكمة ومسؤولية عالية عن طريق "غرفة العمليات المشتركة"، التي أصدرت مجموعة من البيانات أعلنت فيها عن "تنفيذ عملية "ثأر الأحرار" التي تمثلت في توجيه ضربةٍ صاروخيةٍ كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع ومغتصبات وأهداف العدو، ابتداءً من ما يسمى "غلاف غزة" وحتى (تل أبيب)، وذلك ردًا على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس المجاهدين"، واعتبار أن أي عملية اغتيال أو استهداف للمدنيين سيواجه بكل قوةٍ ووحدة كما وجهوزية المقاومة لكل الخيارات، بالإضافة إلى "التأكيد على وجود توافق فلسطيني كامل وتنسيق ودعم سياسي لهذا الرد الأمر الذي يمثل الموقف الفلسطيني الأصيل". وبالتالي، وحّدت الغرفة المشتركة التنسيق بين فصائل المقاومة لا سيما الجهاد الإسلامي وحماس وشكّلت نسق موحّد داخل وخارج فلسطين، ساهم في حشد التأييد الشعبي من مختلف الأطياف والشرائح، ومنع العدو من تشخيص الجهة المستهدفة مع الحفاظ على الغموض البنّاء.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا