أطلقت سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية مكثّفة من مئات الصواريخ والقذائف، ومنها الثقيلة والمطوّرة التي استطاعت تجاوز القبّة الحديدية للاحتلال ووصلت الى مدن محتلّة بعيدة. سقطت هذه الصواريخ في الجبهة الداخلية محقّقة إصابات مؤكدة، ودمارًا كبيرًا لاسيما في المباني والممتلكات، ناهيك عن الاستنزاف الاقتصادي وحالة إنعدام الأمن لدى المستوطنين. على إثر ضربات المقاومة، أمعن الاحتلال في عدوانه على قطاع غزّة، ليستهدف هذه المرّة نائب قائد الوحدة الصاروخية في سرايا القدس الشهيد القائد المهندس أحمد أبو دقة.
سيرة القائد أبو دقة
من عائلة تولي أهمية كبيرة للتعليم، ومن أسرة تضم فيها طبيب مختص بجراحة المخ والأعصاب، ومحاسب، وصيدلي، بالإضافة الى تخصصات في الكيمياء والرياضات، درس الشهيد القائد أبو دقة هندسة الحاسوب.
مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، انخرط القائد أبو دقة بالصفوف العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وعمل على صد اجتياحات جيش الاحتلال، وكان من بين المجاهدين الذين رموا "الأكواع" " (عبوات ناسفة محلية الصنع) على دبابات الاحتلال وخاصة في منطقته خانيونس.
لم يتوقف دور الشهيد هنا، بل تدرّج في العمل العسكري نحو التخطيط للعمليات استشهادية التي كانت تستهدف المستوطنات في قطاع غزّة قبل العام 2005. ومع بدء مرحلة إدخال سلاح الصواريخ في الصراع والمواجهة، لعب أحمد دوراً أساسياً في عمليات تأمين المواد اللازمة لتصنيعها، وتربيضها، وإطلاقها تحت إشراف القائد الشهيد خالد منصور. فقد كان الشهيد أبو دقة معاونًا لمنصور، الذي استشهد خلال معركة "وحدة الساحات" في آب / أغسطس عام 2022، وحينها كان منصور في مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية.
جانب آخر من شخصية الشهيد القائد أبو دقة، تميّز فضلًا عن دوره الجهادي العسكري، فقد كان حريصًا على شدّ أواصر العلاقات الاجتماعية ولاسيما العائلية منها. كذلك عمل الشهيد بصمت في المجال الخيري، فكان مقصد الأشخاص الذين يقدمون التبرعات لثقتهم به، وهو بدوره كان يوزعها الى العائلات المحتاجة.
الشهادة
حمّل كيان الاحتلال الشهيد القائد أحمد أبو دقة، مسؤولية إطلاق تلك الصواريخ التي أصابت المدن المحتلّة ضمن معركة "ثأر الأحرار"، فقصفت منزلًا في خانيونس بتاريخ 11/5/2023، ما أدى الى استشهاده. ليلتحق بالقادة الشهداء في هذه المعركة: جهاد الغنّام، خليل البهتيني، طارق عز الدين وعلي غالي.
سرايا ترد بقوّة وحزم
ردًّا على دماء هؤلاء القائد ولاسيما غالي وأبو دقة، أطلقت سرايا القدس رشقات صاروخية، ومنها طويلة المدى، وصلت الى "تل أبيب". ومع فشل القبة الحديدية في الاعتراض وعدم تفعيل منظومة "مقلاع داوود" الأكثر تطورًا بالنسبة للاحتلال، أصابت هذه الصواريخ مبنى مؤلف من 4 طوابق في "روحوفوت"، ما أوقع عددًا من المستوطنين بين قتيل وجريح، على الرغم من كل التحصينات ومن وجود الكثير من المستوطنين في الملاجئ. أحدثت تلك المشاهد العنيفة التي لم يعهدها الاحتلال من قبل صدى كبيرًا وإرباكًا في الجبهة الداخلية ومستويات الاحتلال كافة.
المصدر: الصحفي الفلسطيني عوض أبو دقة
الكاتب: غرفة التحرير