وعد الآخرة.. جاهزون: مقطع فيديو يحمل الكثير من السيميائية

أصبحت الرسائل الموجهة من خلال مقاطع الفيديو المرمزة جزءً أساسيًا من الصراع بين محور المقاومة والكيان المؤقت. كان مقطع الفيديو الخاص بالمسيرات التي تقصف منصة كاريش، رسالة قرأها الاسرائيلي بتمعّن، وحلل جميع جزئياتها. ثمة فيديو جديد يحمل الكثير من السيمائية والرمزيات التي ستنشغل بها أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية قبل الإعلام. لأول مرة، فيديو يمثّل جميع فصائل وأطراف محور المقاومة. ضباط للتنسيق الميداني مجتمعين في غرفة مشتركة واحدة من دون تحديد مكانها، قد تكون في لبنان أو في سوريا أو في اليمن.

توجيه الرسائل بشكل مدروس

بالإضافة إلى الضباط الذين يرتدون شارات قوى محور المقاومة بدون استثناء، ثمة تركيز في الخرائط المعروضة في المقطع على الضفة الغربية، في رسالة على أنها خط الدفاع الأول عن القدس لدى محور المقاومة. أما ما يسمونه الاسرائيليون بالمنطقة الوسطى تعتبر قلب المشروع اليهودي التاريخي، يهودا والسامرة، وقلب الكيان الاقتصادي والديموغرافي، كلها مفروشة على طاولة غرفة عمليات الموحور، ويتم تحديد أهداف منها.

وفي آخر الفيديو، تم تعليق صورة لن تمرّ لدى الاسرائيليين مرور الكرام. برج Matcal هو مبنى مرتفع مكون من 17 طابقًا في قاعدة كامب رابين العسكرية في حي هاكريا في تل أبيب، يضم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية ومكاتب هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي. تم بناؤه في عام 2003 ، ويقع بالقرب من مبنى آخر لجيش الدفاع الإسرائيلي ، برج مرجانيت، وعبر الطريق مركز عزرائيلي المدني. والرسالة الأهم، أن كلّ هذه المواقع، ربما من الأقمار الصناعية وربما من الطائرات المسيرة، لا أحد يعلم.

توقيت النشر

توقيت نشر هذا الفيديو في يوم القدس تحديدًا، للتأكيد على وحدة الساحات وتلاحم جبهات محور المقاومة، يعطي بعدًا عمليًا لهذا اليوم الذي كان ينطوي على تظاهرات وعروضات عسكرية فقط. فيخرجه من البعد الرمزي فقط إلى البعد العملي حيث أصبح الكيان يحسب له حسابات أمنية ويستمر بالاستنفار الأمني في الأقصى على الرغم من منع دخول اليهود، وذلك بحجة يوم القدس.

تأثير المقطع على جمهور المقاومة

في هذا المقطع رسائل كثيرة لجمهور المقاومة وخاصة للشعب الفلسطيني، الذي بدأ بلمس وحدة الساحات بمعناها الحقيقي على أرض الواقع. عندما تم قصف الشمال بالصواريخ من لبنان، ردّت إسرائيل بقصف الجنوب في غزة، وبهذا المعنى لمس الشعب الفلسطيني أنهم في أي مواجهة لن يكونوا مستفردًا بهم. وبالتالي، فإن هذا الفيديو لا يحمل وعودًا فقط بالنسبة للفلسطينيين. بل سيكرّس ويعزّز حقيقة رأى مصاديقها سياسيًا وعسكريًا على أرض الواقع.

وعد الآخرة.. جاهزون

مصطلح "وعد الآخرة" ينطوي على الوعد الإلهي بأن إسرائيل ستزول، وبعدها يأتي عرض الضباط الميدانيين في غرفة العمليات يعملون على تنفيذ هذا الوعد، لتأتي كلمة "جاهزون" في آخر الفيديو، لتقول: إن محور المقاومة جاهز لتنفيذ هذا الوعد الإلهي. إذًا ينطوي هذا الفيديو على رسائل نفسية تستهدف الفكرة الدينية التي يتحصّن بها الإسرائيلي بحقه في فلسطين، بفكرة دينية مقابلة تنسف هذا التحصين، بأنه زائل لا محالة.