بناءً لما ذكرته صحف ووسائل إعلام إسرائيلية وعربية وأجنبية، وما كشفته وسائل إعلام في الجمهورية الإسلامية في إيران، عن إرسال منظومة دفاع جوي متطورة إيرانية الصنع من طراز 15 خرداد الى سوريا. أكدّت مصادر خاصة للخنادق، أن منظومة 15 خرداد سيتم تسليمها لقوات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري، لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة. لكن الأوامر باستخدامها ستكون من الرئيس السوري بشار الأسد شخصياً، انطلاقاً من الحسابات الأمنية والعسكرية. كما كشفت المصادر بأن الجيش السوري قد تدرب على كيفية تشغيل هذه المنظومة في إيران، علماً ان تسليمها يأتي ضمن إطار الاتفاقية العسكرية الموقّعة بين وزارتي الدفاع في البلدين قبل نحو سنتين.
هذا وكانت صحيفة معاريف العبرية قد نشرت بالأمس، بأن إيران تدرس إرسال رادارات ومنظومات دفاع جوي مصحوبة بصواريخ أرض جو الى سوريا، لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلي وهجماته المتكررة على سوريا. أما موقع "روترنت" الإسرائيلي فقد نقل عن تقارير تفيد، بأن إيران ستزود سوريا بمنظومة دفاع جوي "15 خرداد".
أما التلفزيون الرسمي الإيراني، فقد أعلن الجمعة، أن اتفاق تزويد طهران لدمشق بهذه المنظومة قد جرى التوصل إليه خلال زيارة لوفد عسكري سوري رفيع المستوى ترأسه وزير الدفاع علي محمود عباس إلى إيران، وجرى الاتفاق فيها أيضاً على تصدير معدات حرب إلكترونية إيرانية إلى سوريا. وربطت بعض الوسائل الإعلامية هذه الأخبار، مع الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد من قادة القوات الجوية السورية الأربعاء الماضي، ولقائهم بوزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني، الذي جدد حينها خلال الاجتماع، التزام بلاده بتعزيز القاعدة الدفاعية السورية، دون الكشف عن تفاصيل كيفية ذلك.
مواصفات منظومة خرداد 15
_في 9 حزيران / يونيو 2019، عرضت وزارة الدفاع الإيرانية هذه المنظومة لأول مرّة، والتي قامت منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع بتصنيعها.
_ يزود هذا النظام بصواريخ من نوع صياد 2 و3 (سطح – جو) محلية الصنع.
_ هذه المنظومة قادرة على اكتشاف أهداف مختلفة، بما في ذلك الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار، في نطاق 150 كيلومتراً، وتستطيع تتبعها على مدى 120 كيلومتراً، كما يمكنها أيضا اكتشاف الأهداف الشبحية في نطاق 85 كيلومتراً، وضربها في مدى 45 كيلومتراً.
ويمكنها إسقاط الأهداف بارتفاع أقصى يبلغ 27 كيلومترا وفي نطاق 75 كيلومترا (صياد -2) و120 كم (صياد – 3)، وهي تستخدم ثلاث منصات إطلاق، كل منصة بسعة 4 صواريخ من طراز صياد-2 وصياد-3. واللافت إمكانية تحميل واستخدام نوعين مختلفين من الصواريخ بمدى مختلف في منصة الإطلاق الواحدة.
ونشير هنا الى إحدى مميزات صاروخ صياد – 3، وهو باحث الأهداف ARH، الذي يقوم بتوجيه الصاروخ بواسطة الرادار النشط، الذي هو عبارة عن جهاز إرسال واستقبال راداري (بعكس توجيه الرادار شبه النشط، والذي يستخدم فقط جهاز استقبال)، مع إلكترونيات تتيح له العثور على هدفه وتتبعه بشكل مستقل وبدقة أكثر، مع مقاومة للإجراءات المضادة الإلكترونية.
ونظراً لأن الصاروخ مستقل تمامًا خلال المرحلة النهائية، فإن منصة الإطلاق لا تحتاج إلى تمكين الرادار الخاص بها على الإطلاق خلال هذه المرحلة، لذلك يمكنها بالفعل الخروج من موقع الإطلاق أو القيام بإجراءات أخرى بينما يستقر الصاروخ على هدفه (يشار الى هذه الميزة بقدرة: أطلق وانس).
أما سرعته فتتراوح ما بين 5 الى 7 ماخ، ما يسهل عليه استهداف كل الطائرات الإسرائيلية (F-35 تصل أقصى سرعة لها الى 1.6 ماخ).
_ مجهزة بمصفوفة رادار على مراحل، ومنصات إطلاق مستقلة، وتتميز هذه المنظومة بتجميع نظام التحكم ومركز القيادة ورادار المنظومة بشكل منفصل ومتنقل، مما يسمح بانتشارها على أوسع منطقة جغرافية ويقلل من مكونات المنظومة ويزيد من قدرتها في التنقل بسهولة، فتسمح للجنود بإعدادها للاشتباك في أقل من 5 دقائق. وفي المناورات الأخيرة التي أجرتها الجمهورية الإسلامية، تم عرض هذه المنظومة على آليات نقل شبيهة بتلك المدنية مجهزة بشوادر، ما يتيح تمويهها ويصعّب من عملية رصدها واكتشافها، قبل وصولها الى مربضها.
_قادرة على اعتراض 6 أهداف في وقت واحد، عبر رادار "نجم 804 بي"، الذي يميزها عن منظومة S-300PM روسية الصنع. فهذا الرادار مكوّن من نظام TVM متعدد القنوات PESA / AESA بمدى 120 كم، بينما تمتلك S-300PM رادار PESA بمدى 90 كم فقط.
وبيّنت إحدى الصور المنشورة للمنظومة، خلال مناورات "ذو الفقار 1401"، تزويدها أيضاً بكاميرا رصد كهروضوئية، مما يساهم في تعزيز رصد وتتبع الأهداف من قبل طاقمها.
أهميتها العملياتية على صعيد تغيير المعادلات في السماء السورية
_ من المهم التأكيد أن هدف أي منظومة جوية بدايةً، منع سلاح الخصم من تنفيذ أي اعتداء جوي بأريحية، عبر إبعاده أولاً أو التصدي له، أو اعتراض القذائف والصواريخ التي يطلقها بالحد الأدنى. لذلك فإن وجود هذه المنظومة سيغير من قواعد الاشتباك ويقيد سلاح الجو للكيان المؤقت، ويهدده ويقلل من قدرته على تنفيذ الاعتداءات.
_ تمتلك سوريا منظومات دفاع جوي مهمة، لكن كان ينقصها منظومات يطلق عليها اسم" Counter PGM SAM"، أي منظومات تتصدى للذخيرة الموجهة بدقة (صاروخ ذكي، قنبلة ذكية)، وبالتالي فإن هذه المنظومة ستؤمن ما تحتاج إليه.
_ إن وجود منظومة 15 خرداد سيدفع بالطائرات المقاتلة الإسرائيلية للهروب من مناطق أبعد عما كانت تفعله سابقاً، خلف الجبال اللبنانية، والتحليق على ارتفاعات منخفضة بعد إطلاق الصاروخ. فهذه الطائرات تبقى معظم الوقت داخل الأجواء اللبنانية (لا تطلق صواريخها وقذائفها من الأجواء السورية).
غلوبال هوك الأمريكية
حول هذا الموضوع، من المفيد التذكير بما حصل في الـ 20 من حزيران / يونيو للعام 2019، حينما قامت قوة الجو-فضاء التابعة لحرس الثورة الإسلامية، بإسقاط طائرة بدون طيار أمريكية من نوع آر كيو-4 غلوبال هوك (تعدّ درة تاج الطائرات المسيّرة الأمريكية بتكلفة إنتاج تتجاوز الـ 200 مليون دولار أمريكي)، قرب منطقة "كوه مبارك" في إقليم هرمزغان، بواسطة منظومة "سوم خرداد" التي تعدّ أقل قدرةً وأقدم من " 15 خرداد".
وقد كشف لاحقاً قائد قوة الجو – فضاء العميد أمير علي حاجي زاده بأن منظومة "3 خرداد" قد أسقطت المسيرة الأمريكية من مدى 95 كيلومتر وبارتفاع 55 ألف قدم (16764 متر)، ولم يكونوا حينها قد اختبروا هذه المنظومة بهذا الارتفاع بعد، لأنه أساساً لم يكن عندهم مسيرة تستطيع التحليق في هكذا ارتفاع.
الكاتب: علي نور الدين