"نحن السّجناء في البحرين، قمنا - بداية الأسبوع المنصرم - بإرسال عريضة مرفقة بمطالبنا الحقّة إلى إدارة سجن جَوْ. وبعد مضيّ أسبوع، لم نتلقَ أي استجابة للمطالب، ولم نرَ أي تغيير حقيقيّ وجادّ؛ بل قامت الإدارة بإجراءات تعسفيّة استفزازيّة ما لا يبشّر بأنّها مستعدة لإصلاح الوضع السّيء الذي نقاسيه، ولن تعطينا حقوقنا العادلة التي كفلها الدّستور والمواثيق الدّوليّة والإنسانيّة والدّينيّة بأن نتمتّع بحياة كريمة".
كثّفت سلطات النظام البحريني من التضييق على المعتقلين في السجون، وحسب البيان الصادر عن 678 معتقل تحت شعار "صرخة المظلوم" يوم الأحد 8 كانون الثاني / يناير الجاري شدّدوا على أن إدارة السجن منعت دكّان السّجن من بيعهم المواد والاحتياجات الأساسيّة والصحيّة والغذائية، كالحليب، والماء، والأطعمة، والملابس الشّتويّة، وقطعت الماء أيضًا. كما شنّت إدارة السجن حملات تفتيش استفزازيّة وصادرت مقتنيات المعتقلين وهي أغراض شخصيّة اشتروها بأموالهم الخاصّة خلال يوميّ الإثنين والثلاثاء. الى جانب افتعال إدارة السجن لخلل في شبكات الاتصال بهدف قطع طرق إرسال المعتقلين للصوتيات التي تعتبر طريقتهم الوحيدة لنقل معاناتهم وظروفهم الى الخارج.
كما اعتدت إدارة السجن في 11 /1/2023 على 14 معتقلاً في العزل، وقد استنكرت منظمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان" في البحرين هذا الفعل، مطالبةً بـ "بفتح تحقيق فوري حول الانتهاكات المرتكبة بحق هؤلاء السجناء والكشف بشكل عاجل عن مصيرهم المجهول ومحاسبة الجناة لاسيّما الضباط التي وردت أسماؤهم في الادعاءات الموثّقة".
وأشارت المنظمة الى أنه " منذ الـ 10 من آب/ أغسطس 2022، وحتى اليوم يرزح 14 سجيناً سياسياً بحرينياً تحت وطأة انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان في سجن جو، وسط انقطاعهم عن العالم الخارجي وتعذّر التواصل بينهم وبين عوائلهم". ودعت إلى "إطلاق سراحهم وسراح جميع السجناء السياسيين دون قيد أو شرط."
كذلك أوضح الأسرى أن مصلحة السجن تمعن في سياسة الإهمال الطبي اذ تمنعهم من الوصول إلى العيادة الطبية للحصول على العلاج والدواء اللازمين في موسم الانفلونزا. ومنتصف العام الماضي انتشر مرض السّل الرئوي في سجن "جو" المركزي وسط رفض إدارته اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة بل ضاعفت من ضغوطها على معتقلي الرأي حيث تعمّدت حرمانهم التعسفي من الرعاية الصحية العاجلة.
طالب المعتقلون البحرينيون في صرختم بالعديد من المطالب الإنسانية ومنها إلغاء العزل الأمني، الحصول على الرعاية الصحّية الملائمة، ممارسة شعائرهم الدينية، تقليل تكلفة الاتصال بعوائلهم وزيادة عدد الدقائق المسموح بها في الاتصال. فيما استنكرت المنظمة "غياب دور المؤسسات المعنية التي تدعي في المحافل الدولية حرصها على ضمان عدم تعرض السجناء للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية".
على الرغم من المعاناة المستمرة والممنهجة التي يتعرّض لها المعتقلون البحرينيون الا أنهم أعلنوا أنهم "ماضون في المطالبة بحقوقنا العادلة والحقّة بالأساليب والطرق السّلميّة والحضاريّة كما دعانا الأب، القائد آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم، وما عهده منّا شعبنا المجاهد والغيور".
وقد دعت هيئات بحرينية وطنية الى إعلاء صوت الأسرى ومنها جمعية الوفاق الوطني الإسلامي التي أطلقت أيضًا حملة رقمية للتضامن مع مطالب المعتقلين وإيقاف هجمة النظام البحريني وإدارة سجن "جو" المركزي".
الكاتب: غرفة التحرير