لن يسحب التيار الوطني الحر يده من اتفاق "مار مخايل" بعد 17 عاماً، "نحن متمسكون بوثيقة التفاهم... ما زلنا على هذا التفاهم ونريد أن يستمر طبعاً... ومقتنعون به"، هذا ما أكّده مسؤول العلاقات مع الأحزاب اللبنانية في التيار رمزي دسوم في حديثه مع موقع "الخنادق" حول الإشكاليات التي طرأت في الفترة الأخيرة على العلاقة بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر.
التيار متمسّك بالتفاهم "على أطر وأسس متينة تنقذ البلد من الأزمات التي يمر بها وعلى قاعدة تنفيذ البنود كافة ولا سيما كل ما يتعلّق بمكافحة الفساد". وأوضح "دسوم" أن التمسّك لا يمنع الحوار والنقاش حول بعض التعديلات على ضوء المتغيرات منذ العام 2006، والعمل على التطوير بما يتلاءم مع الظروف الحالية وتطلعات الفريقين وهذا ليس خطاً" ولا انتقاصاً من جوهر التفاهم الذي ليس "كتاباً منزلاً، ليست قرآناً كريماً ولا إنجيلاً يمكن تعديلها بما يتلاءم مع المتطلبات اليومية"، معتبراً أن "لدى الإخوة في حزب الله ايضاً الرؤية نفسها"، ففي حديث سابق له (كانون الثاني 2022) قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "نحن متمسكون بالتفاهم مع التيار الوطني الحر وحاضرون لتطويره بما يحقق المصلحة الوطنية" وأعاد السيد نصر الله في كلمته الأخيرة التأكيد على هذا التمسّك.
وشدّد "دسوم" أن " التيار الوطني الحر منفتح على اللقاء والتلاقي مع كافة الأفرقاء اللبنانيين، وبالتحديد مع حزب الله. والرسالة بحضور ممثلي التيار (دسوم والنائب غسان عطا الله) بالأمس في المهرجان الذي أقامه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائد قوة القدس قاسم سليماني، "كانت إيجابية" وتقطع الطريق على كلّ من حاول في الفترة الماضية الصيّد بالماء العكر. لافتاً الى أنه "يجب تذكير جمهور الفريقين، من باب المحبّة والاحترام التقدير المتبادلين، أن الاختلاف هو في وجهات النظر وليس خلافاً جذرياً، وليس المطلوب أن يذوب الحليفين ببعضهما البعض، بل يحافظ كل فريق على استقلاليته ومساحته ورؤيته للتعامل مع ظروفه التي يقدّرها الحليف". هذه المسألة لطالما نبّه اليها أيضاً السيد نصر الله.
إنّ "الخلاف" في الفترة الماضية تمحور حول انعقاد جلسة مجلس الوزراء والتي رأى فيها التيار "استهدافاً لشريحة من الشعب اللبناني ولأفرقاء سياسيين فعليين موجودين في مجلس النواب، وهذا يضرب الميثاقية". واعتبر "دسوم" أن المراسيم الجوّالة كانت كفيلة بأن تنوب عن الجلسة، لكنّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "تذرّع لتمرير الجلسة بالأمن الصحي والاجتماعي وتأمين السلفات ويبدو أنه مُصرّ حالياً على الدعوة لجلسة ثانية تحت ذريعة سلفات الكهرباء، ونتمنى ألا يشارك فيها حزب الله"، محمّلاً ميقاتي مسؤولية "عملية ابتزاز! بمعنى أنه إذا لم يشارك وزير الطاقة أو الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر سيقول للشعب انظروا من يعرقل البلد"!
رئاسة الجمهورية.. إشكالية أيضاً؟
بالاستناد الى أن "الأكثر تمثيلاً في الطائفتين الكريمتين الشيعية والسنيّة هو من يتسلّم السلطة"، يطرح "دسوم" استفهاماً " لماذا لا نطبّق المبدأ نفسه عند الطائفة المسيحية في رئاسة الجمهورية؟ فيكون الرئيس إمّا يمثّل كتلة نيابية وازنة أو مدعوم من كتلة نيابية وازنة".
وحول الاسم أو الشخصيات التي يطرحها التيار الوطني الحر أوضح "دسوم" أن خواتيم الأمور لم تنضج بعد وقد تتضح الصورة والأمور في الأيام القليلة المقبلة، والرئيس باسيل لديه مبادرة سيعلن عنها قريباً في الوقت المناسب". لكنّ التيار "يبحث عن مرشح لديه برنامج اقتصادي إصلاحي واضح" ويستبعد أن يكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو من يمثّل البرنامج الإصلاحي "والطائفة المارونية تذخر بالشخصيات". ملمحاً الى أن التيار "لا يريد عودة البلد الى منظومة المحاصصة القديمة"، الا أنه يدرك أن حزب الله ماضٍ بفرنجية لأجل وفاء الأخير للمقاومة ولعلاقته الجيدة مع سوريا، وهذا "حق" لا ينكره التيار نطراً الى التجارب الرئاسية السيئة السابقة.
في النهاية رأى "دسوم" أن "وجهات النظر في اختيار رئيس الجمهورية وتحديد مواصفاته ليست متباعدة بين التيار والحزب، وسنصل الى خاتمة إيجابية". الاختلاف حق وذلك "لا يفسد في الودّ قضية". لكنّ الفترة المقبلة ستحسم، إمّا اسم جديد يملأ فراغ بعبدا أو "مار مخايل 2"
الكاتب: مروة ناصر