أحيى الشعب المغربي الذكرى الثانية على توقيع النظام المغربي لاتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول / ديسمبر، بطريقة تشبه حضوره وفعالياته خلال مونديال كأس العالم في قطر 2022. اذ خرج تحت شعار "جميعا مع فلسطين ولحماية بلادنا من التطبيع مع الكيان الصهيوني"، في أكثر من 30 منطقة في مسيرات سلمية مندّدة بعلاقة النظام مع الاحتلال ومتضامنة مع فلسطين المحتلّة وقضيتها وشعبها.
لبّى الشعب المغربي نداء "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، التي حوّلت يوم التطبيع الى "اليوم الوطني لمناهضة التطبيع". وأعلنت الجبهة أنه وسيستمر تخليد هذا اليوم كل سنة حتى إسقاط التطبيع وسن قانون يجرم كل أنواعه وأشكاله". وتضم الجبهة حوالي 14 منظمة سياسية وحقوقية مختلفة بالإضافة الى نشطاء من تيارات يسارية وإسلامية.
قالت الجبهة في بيان تعليقاً على المظاهرات الاحتجاجية إن "المتظاهرين الرافضين للتطبيع عبروا عن "دعمهم اللامشروط للمقاومة الفلسطينية، كما أنهم أدانوا هرولة النظام للارتماء في أحضان العدو بدعوى مقايضة القضية الفلسطينية مع قضايانا الوطنية".
ومن بين المناطق التي شهدت شوارعها آلاف المتظاهرين، كانت العاصمة الرباط حيث تظاهر المحتجون أمام البرلمان المغربي رافعين الأعلام الفلسطينية، الى جانب الدار البيضاء، وجدة، بركان، مكناس، طنجة، العرائش، الخميسات، فاس، أكادير، خريبكة، أبي الجعد، بني ملال، القنيطرة، أزرو، أزمور، تاوريرت، الراشيدية، سطات، برشيد، الجديدة، سيدي بنور، أسفي، أشتوكة أيت باهة، كرسيف، تازة، خنيفرة، و تارودانت.
وردد المتظاهرون شعارات، مثل "كلنا فدا لفلسطين الصامدة"، و"فلسطين للأحرار والتطبيع وصمة عار"، و"الشعب المغربي سير سير حتى النصر والتحرير"، و"ناضل يا مناضل ضد التطبيع من أجل فلسطين كل فلسطين"، و"المغرب أرضي حرة وصهيون يطلع برا"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع".
وصرّح منسق "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" الطيب مضماض أن الوقفات والمسيرات التي نظّمت تشكّل رسالة مفادها أنّ "مناطق ومدن المغرب كافة هي ضد التطبيع والمطبعين، وللتأكيد أنّ القضية الفلسطينية هي في وجدان الشعب المغربي، وهو ما ظهر في كأس العالم المنظمة بقطر، من خلال انتصار اللاعبين والجماهير المغربية لفلسطين وقضاياها، عن طريق رفع العلم الفلسطيني والشعارات المناصرة لها".
كما اعتبر أن هذه الوقفات تأتي في سياق برنامج الجبهة لمواجهة كل أشكال التطبيع، وللتنبيه إلى خطورة مسار العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني"، وتؤكد أن "مكونات الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع مستمرة في نضالها ضد الاتفاقية المشؤومة، وتسعى لاستنبات المقاومة ضد تلك الاتفاقية وتجذيرها في عمق المجتمع المغربي الرافض أي علاقة مع الصهاينة المجرمين".
تعرّض الشعب المغربي خلال هذه الوقفات للقمع والعنف من سلطات النظام المغربي، وقد ندّدت "الجبهة" بـ "أشد عبارات الشجب والتنديد، بالقمع الذي واجهت به القوات وقفتي خنيفرة والقنيطرة، وتعتبره دليلا على لا مشروعية ولا شعبية القرارات التطبيعية المخزنية، وعلى افتقاد سياساتها التطبيعية لأي سند شعبي إلا المنع والقمع، إرضاء للصهيونية وحاميتها الإمبريالية".
يذكر أن النظام المغربي له علاقات طويلة مع كيان الاحتلال جاهر بها من خلال توقيع اتفاقية التطبيع، وحينها اعترف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن العلاقات بين بلاده و"إسرائيل كانت طبيعية أصلاً" حتى قبل اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من بين أنظمة عربية أخرى سلكت خيار التطبيع في السنوات الثلاث الماضية (الامارات، البحرين، السودان).
الكاتب: غرفة التحرير