كشف قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، عن ان الولايات المتحدة هي مَن اعاقت مسار التوصل الى اتفاق بشأن الهدنة أخيراً، وعرقلت "مسار السلام"، حاسماً الجدل الذي رافق المفاوضات طيلة الفترة الماضية، والتي اتُهمت خلالها صنعاء، بوضع شروط "تعجيزية". مؤكداً على ان المرحلة المقبلة سيُقابل التصعيد برد عسكري "أكبر من كل المراحل السابقة".
يريدوننا ان نعادي إيران وحزب الله
وضمن عرضه للمشروع الأميركي- الخليجي- الإسرائيلي لاحتلال اليمن، أشار السيد عبد الملك الحوثي، خلال كلمته بمناسبة اسبوع الشهيد، إلى ان المخطط يقضي بالعمل على عدة مستويات:
-على مستوى الموقف الخارجي: هم يريدون منا أن نتوجه توجهاتهم: أن نطبِّع مع إسرائيل، أن نعادي الشعب الفلسطيني، أن نعادي أحرار أمتنا، أن نعادي الجمهورية الإسلامية في إيران لغير أي سبب، لا حاربتنا، ولا اعتدت علينا، ولا فعلت بنا أي شيء، بل أعلنت موقفاً متميزاً عن كل الدول في التضامن مع شعبنا، في مناصرة شعبنا، هكذا أن نعادي؛ لأنهم يكرهون إيران؛ لأن إسرائيل وأمريكا تريد منهم ذلك، أن نعادي حزب الله، الذي وقف أشرف موقف في الوطن العربي معنا، أن نعادي أحرار العراق، ماذا فعلوا بنا حتى نعاديهم؟ هل هم الذين قصفونا بالطائرات في أسواقنا، وقتلوا الآلاف من أطفالنا ونسائنا، أم أنه تحالف العدوان الذي فعل ذلك؟ فالمشكلة معنا في هذين الأمرين.
-على مستوى الوضع السياسي: اخضاع البلاد لهم، إلى درجة أن يكونوا هم من يختار من هو بمستوى رئيس...وإذا أرادوا أن يغيِّروه، يغيِّروه بكل بساطة، يكفي أن يرسلوا إليه ضابط مخابرات ليلقي عليه الأوامر، ويذعن لذلك، فيقدم استقالته، أو يعزل
-على مستوى الثروات: يريدون أن تكون مصالح هذا الشعب من نفطه، وغازه، وكل ثرواته المهمة، أن تكون لهم هم... أن يبقى الشعب يعاني أشد المعاناة، فيما تذهب مئات المليارات لصالح الشركات الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، والكندية، ويمكن أن يعطوا بعض عملائهم الخونة البعض من ذلك الفتات اليسير كرشوة لهم.
-على مستوى الجيش: هم لا يريدون جيشاً وطنياً يحمي وطنه من الاحتلال الأجنبي، هم يريدون مجاميع من المقاتلين تحت أسماء وعناوين متعددة، يقاتلون تحت إمرة الضباط الإماراتيين والسعوديين، وفي نفس الوقت أولئك الضباط تحت إمرة ضباط بريطانيين وأمريكيين وإسرائيليين... لا يمكن أن نقبل ان يأتي الأمريكي، والبريطاني، والإماراتي، والسعودي، ليضع فيه قواعده العسكرية أينما يريد، أينما يختار، في أهم المواقع الاستراتيجية..
جاهزون للتصدي بما هو أكبر من كل المراحل الماضية
وأكد السيد الحوثي على انه "إذا اتجهت الأمور من جديد إلى التصعيد، على المستوى الاقتصادي، أو العسكري، فإن الضربات ستكون أكبر فأكبر لهم". مؤكداً بأنه "لا يمكن أن ندخل في مزاد المساومة، غير ذلك لدينا مرونة، حريصون نحن على تحقيق السلام العادل المشرف، على وقف الأحداث، لكن موقفنا هو الدفاع، ولذلك إذا عادوا إلى التصعيد، فنحن جاهزون على التصدي، والتحرك بما هو أكبر من كل المراحل الماضية".
الحرب الناعمة: هيئة الترفيه السعودية مثالاً
وخدمةً لمشروع الاحتلال والنهب، ذهب المعسكر الغربي إلى أبعد من الحرب العسكرية، بما يضمن تفكك المجتمعات وتحلّلها من القيم الأخلاقية والمثل. وتعد "الحرب الناعمة"، أحد أهم الأساليب التي أنفق عليها مبالغ طائلة، لترجمتها واقعياً. وفي معرض حديثه عن "التحديات التي تواجه الأمة"، أشار السيد الحوثي إلى ان "أعداء الأمة قد قطعوا شوطاً كبيراً في استهدافها واختراقها من الداخل.. يشتغلون في الحرب الناعمة، على المستوى الثقافي والفكري، الأخلاقي". وأشار في هذا الصدد إلى "نشاط هيئة الترفيه في السعودية"، التي وصفها بأنها تدفع الشباب نحو "الرذيلة، والفسق، والفجور لأن النظام في السعودية هو الذي يرعى ذلك النشاط الهدَّام، والتخريبي، والفاضح، والمسيء، والمتنكِّر لأخلاق الإسلام وقيمه المعروفة، الجوانب الأخلاقية". مضيفاً "والنماذج واضحة، من حملوا هذا المفهوم بشكلٍ صحيح كيف تحركوا في الجبهات عندنا في اليمن، كيف قدَّموا أروع الأمثلة، في البطولة، والجرأة، والشجاعة، كيف أيضاً في الجبهات الأخرى في فلسطين ولبنان، في العراق".
الكاتب: غرفة التحرير