ينتظر المسلمون حول العالم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، إذ يصادف اليوم العالمي للقدس الذي أطلقه الإمام الخميني الراحل عام 1979 بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وقد أتى هذا الإعلان بمثابة تحفيز لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية للتمسك بقضيتهم وتفعيل العمل المقاوم ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وبدا واضحاً ارتفاع منسوب القلق لدى الكيان الإسرائيلي مع اقتراب موعد يوم القدس، وتزامنًا مع الإنتفاضة الرمضانية في 28 رمضان من الجاري التي دعا إليها المقدسيون للدفاع عن أحياء البلدات القديمة في القدس المحتلة، والوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية التي تسعى إلى إلغاء هوية القدس العربية، ما يعكس إرادة الفلسطينيين القوية بالدفاع عن المدينة المقدسة.
كما أن القدس هذا العام كما كل عام على موعد مع مواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين، وخاصة إثر إعلان الإسرائيليين عن "يوم القدس العبري" في 6 أيار للمطالبة بالسيادة الإسرائيلية المزعومة على المدينة، وفي المقابل، وجّهت حركة حماس إنذارًا للمستوطنين إذا ما تمادوا وقاموا باقتحام باحات الأقصى.
أمام هذا المشهد ليس أمام قوات الاحتلال إلا خيارين:
- إما دعم المستوطنين في "يوم القدس الإسرائيلي" وبالتالي سيؤدي الى ردة فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين.
- أو التخفيف من استفزاز الفلسطينيين، خشية من أي تصعيد في القدس والضفة بعد أيام من الهدوء.
محاولات الإحتلال لإفشال اليوم العالمي للقدس لا زالت مستمرة، فيما يسعى الفلسطينيون بدورهم إلى إفشال "يوم القدس الإسرائيلي" لا سيما بعد دعوة رئيس رابطة علماء فلسطين المسلمين الشيخ نسيم ياسين، الفلسطينيين للتحرك الفوري لإيقاف المخططات التي تستهدف مقدسات الأمة، وإلى تحشيد أبناء الأمة وعمل كل ما يمكن للوقوف في وجه هذه المؤامرات.
وفي سياق متصل، جائحة كورونا التي فرضت إجراءات إحترازية مشددة على جميع الدول لا سيما فلسطين، ويراهن عليها الاحتلال لمنع إحياء المناسبة، يبدو انها لم تستطع أن تمنع الشباب الفلسطيني المندفع من المشاركة بفعالية في الاحتفال بهذا اليوم، والتعبير عن غضبه في وجه قوات الاحتلال، حيث ستنطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات، حملات إلكترونية بمشاركة العديد من الشخصيات السياسية والاحتماعية والعلمائية.
هذا ودعت الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة إحياء هذه المناسبة التي تعتبر بمثابة يوم الولاء للقضية الفلسطينية.
الكاتب: غرفة التحرير