إن قدسية العمامة إنما تأتي من منطلق اسلامي منذ الصدر الأول للإسلام، وهي تمثل الرمزية المقدسة لدى المسلمين جميعاً، بمختلف مدارسهم الفقهية وتوجهاتهم المذهبية.
انما ينظر للعمامة من باب أنها تتصدر المشهد الاجتماعي ببعديه العقائدي والسياسي.
العمامة لباس عربي قبل الإسلام، واكتسبت قدسية أكثر منذ انطلاق الرسالة المحمدية، فكانت العمامة التي على رأس النبي محمد (ص) واهل بيته وصحابته، تمثل رمزا قياديا يقف في الصف الأول لمحاربة الجهل والتخلف ونشر الوعي والتربية والخلق الرفيع، وفق منهج الاسلام ومبادئه الحقة.
كما أن العمامة تعتبر رمزاً يُشير الى الأشخاص الذين لعبوا دورا مهما في صنع الحضارة الإسلامية والثقافة والفكر الرصين. فكانت العمائم التي على رؤوس قادة الرعيل الاول في تاريخ الإسلام، والتي خاضت المعارك العسكرية والفكرية وحاربت الشبهات وعملت بكل جهدها على الدفاع عن العقيدة الإسلامية.
كما العمامة تصدرت المشهد عبر التاريخ وقادت الجماهير في العصر الحديث، فكانت عمامة فلسطين التي على رأس القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، والثائر الليبي عمر المختار والقائد عبد القادر الجزائري والمفكر محمد عبده والمصلح عبد الرحمن الكواكبي وغيرهم العشرات في العالمين العربي والإسلامي.
أما العمامة التي تميزت خلال القرون الأخيرة، فهي عمامة الأشخاص الذين تصدّوا بقوة وبإصرار للغزاة والمستعمرين والطامعين في ثروات العرب والمسلمين، والذين كان لهم الدور الريادي في العالم الإسلامي بأسره.
فمما جرى خلال العقود الأخيرة، كان الدور المتألق للابسي العمامة في مسارات الجهاد والثورة والقيادة التاريخية، كالتي كانت على رأس الامام الخميني (رض)، واستمرارا بالعمائم الشيعية والسنية، ومنها عمامتا المرجعين السيدين علي الخامنئي وعلي السيستاني، والمرجعين الشهيدين الصدر الأول السيد محمد باقر والصدر الثاني السيد محمد محمد صادق في العراق.
كما تألقت عمامة لبنان برجال قادة، كالامام السيد موسى الصدر والمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله والمجاهد الكبير الرمز السيد أبو هادي، أعني سيد المقاومة السيد حسن نصر الله.
أجل صنع رجال العمائم، الانتصارات في إيران والعراق والشام كله: لبنان وفلسطين وسوريا على وجه الخصوص.
لذا فإن ما يثار من ضجات إعلامية وفبركات مضحكة، بأن الناس قد سئمت من المعممين فإنه مما يثير الضحك والسخرية، لا سيما بعدما قامت الدوائر المعادية بصنع فيديوهات مسيئة للعمامة، كما حصل في إيران ولبنان والعراق مثلا.
العمامة ايها السادة تاج القيادة والسيادة، هي وعي ورمز الصمود والتصدي.
بنظرة بسيطة فاحصة نرى الالاف من المعممين، الذي ارتقوا شهداء دفاعا عن العقيدة وحماية الأوطان، في فلسطين ولبنان ومصر والعراق وإيران. وما جرى من تصد تاريخي لمحاربة المجموعات التكفيرية في العراق والشام خير دليل على ذلك.
فحذار الحذار من مخططات العدو التي يقوم بنسجها، لمحاولة تسقيط رمزية العمائم، وحذار حذار أن تؤثر في الجيل الجديد الذي يريد له المستعمر أن يبتعد عن العمامة.
وكل الثقة بأن عمق ووعي شباب الأمتين العربية والإسلامية، كفيل بإفشال هذه المخططات العنكبوتية الواهية.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع
الكاتب: محمد علي أبو هارون