رصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عشرين عملية مقاومة خلال شهر ونصف فقط ضد مواقع إسرائيلية عسكرية واستيطانية في الضفة الغربية، وذلك في إطار تصاعد مقاومة يقودها الجيل الفلسطيني الجديد منذ حوالي السنة، لكن شهدت الأشهر الأخيرة الماضية كثافة يومية في العمليات وفي تنامي الحاضنة الشعبية للمقاومة خاصة مع بروز مجموعة "عرين الأسود" و"كتيبة جنين" وغيرها من مجموعات الكفاح المسلّح شمال الضفة.
تشكّل هذه العمليات وما خلقته "عرين الأسود" مأزقاً جدياً لمستويات الاحتلال التي تفقد السيطرة على مناطق الشمال وتضطر الى حشد الجيش وآلياته المختلفة، وقد أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (في 27/10/2022) أن "هؤلاء الأبطال منذ أسابيع يهزون كيان العدو، ماذا يعني أن يقول بعض المسؤولين الإسرائيليين، أن نصف الجيش الاسرائيلي موجود الآن في الضفة، وفي الحقيقة هو موجود لمواجهة شمال الضفة، لأنه حتى الآن ما زالت المواجهات الأساسية هناك".
وفي سياق تحشيدات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، لواء الركن المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات أن الاحتلال "ضاعف عدد قواته وبات بحاجة للقوات المشتركة الميدانية من وحدات النخبة ذات التدريب العالي والاستخباري لجمع المعلومات بما فيهم وحدات المستعربين الذين يتنكرون ويعيشون في الوسط الفلسطيني، وبالإضافة للواء النخبة جولاني ووحدات "الدوفدفان" التابعة للواء عوز وما يسمى فرقة يهودا والسامرة".
وأضاف "عريقات" أن الجيش استعان أيضاً بـ "وحدات القوات الخاصة التابعة لحرس الحدود (ياماس) التي تنسق مباشرة مع قيادة الجيش وحدة "اليمام" التي تعمل وتنسق مع "الشين بيت" وهي تابعة للاستخبارات العسكرية".
لم يكتفِ الاحتلال في محاولته لمنع تنامي ظاهرة "عرين الأسود" وتصاعد المقاومة في مختلف مناطق الضفة بكل تلك الوحدات السابقة، فعزّزها أيضاً بـ " وحدة جدعون التابعة للشرطة ووحدة كيدون التي تنسق مع الموساد. وفي الحالات الضرورية يستقدم الجيش وحدة "سايرت متكال" المتخصصة بالخارج الا انها تساهم ايضا في الضفة الغربية وهناك الفرقة 98 (فرقة مشاة احتياطية) التي تلعب دوراً في حالات الطوارئ". وقد أدخل الاحتلال المسيرات كسلاح جديد في الضفة الغربية التي شاركت في العمليات العدوانية الاخيرة خاصة نابلس"، حسب ما شرح "عريقات".
وتابع "لم يقتصر الامر على استخدام الجنود من الوحدات الخاصة ذات التدريب العالي بل وهناك وحدات الكلاب المدربة اضافة الى السلاح والعتاد ومنها القواذف (انيرجا) والصواريخ
"لاو" (الاسلحة الخفيفة المضادة للمدرعات) و"ماتادور" (هو صاروخ محمول على الكتف متعدد المهام يمكن استخدامه ضد الدبابات والمدرعات ويستخدم أيضا لاختراق الحواجز والتحصينات، يصل مداه الفعّال الى 500 متر). والقذائف الحارقة وغيرها".
أمام كلّ هذه الوحدات والاستنفار العسكري لجيش الاحتلال في الضفة الغربية للتعامل مع مجموعات جديدة تمتلك خبرات وعتاد عسكري متواضع وبسيط نسبياً – على الرغم من أن تأثيره على الاحتلال مهم بالنسبة لحساسية الضفة بالنسبة للكيان – رأى "عريقات أن "هذا الزخم من الاستخدام يعكس حالة القلق الاسرائيلي وتردي المعنويات عند الجنود الاسرائيليين الذين يخشون المواجهة الميدانية مع الفلسطينيين فاذ ما استنزف مقاتل فلسطيني في مخيم أو مدينة كنابلس من اجل اعتقاله أو اغتياله (وهو ما اعتمده الجيش مؤخرا ) كتيبة من الجنود فكيف سيكون الحال عند مواجهة المئات من المقاتلين الفلسطينيين في آن معا وهنا يزداد القلق الاسرائيلي من تنامي المقاومة الفلسطينية وتمددها وانتشارها وهذا قادم لا محالة".
وعلى الرغم من انتشار هذه الوحدات فقد علّقت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، منذ مطلع شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري، أن "الجيش الإسرائيلي غير مستعد لوجستياً لمعركة" في الضفة.
في الخلاصة، فإن " هذا الذي يجري يرسم مسارًا جديدًا يدعوا إلى الأمل الكبير بتغيير المعادلات لمصلحة الشعب الفلسطيني وصولاً إلى التحرير الكامل والنصر النهائي إن شاء الله"، حسب ما وصّف السيد نصر الله.
الكاتب: مروة ناصر