هناك العديد من القيادات العسكرية الإيرانية الشابة، التي برزت بشكل كبير خلال حرب الدفاع المقدس، والتي أظهرت نبوغاً عسكرياً فريداً، وفي مقدمتهم الشهيد الفريق علي صياد شيرازي، الذي أضاف على ما تقدم من صفات، بأنه من استطاع زرع بذرة الوحدة ما بين الجيش وحرس الثورة الإسلامية في إيران، بحيث صارا جناحي الدفاع عن الجمهورية الإسلامية.
فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة الشهيد صياد شيرازي الجهادية؟
_ من مواليد العام 1944 في مدينة كابود جونباد، مقاطعة درجاز، في محافظة خراسان رضوي. وكان والده يعمل في صفوف الدرك ثم نُقل إلى الجيش. هاجر من مدينة إلى مدينة مع والده وعائلته، مثل العائلات العسكرية الأخرى، من مدن مشهد وجرجان وشهرود وآمل وجونباد، واستقروا أخيراً في جرجان حيث كانت مكان نشأته.
_غادر إلى طهران عام 1961 لمواصلة تعليمه، ونجح في إنهاء المرحلة الثانوية.
_ في تشرين الأول / أكتوبر من العام 1964، التحق في السلك العسكري في قسم المدفعية ودخل برتبة ملازم ثاني. بعد التدريب في شيراز وأصفهان، تم نقله إلى جيش تبريز ثم إلى جيش كرمانشاه المدرع.
_في العام 1971 نُقل إلى طهران لتلقي دورة في اللغة الإنجليزية، وبعد الانتهاء منها، أصبح أحد مدرسي اللغة الإنجليزية في الجيش بسبب إتقانه العالي.
_ في العام 1973، تم إرساله إلى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الجيش لإكمال تخصص المدفعية، عبر الالتحاق بدورة قياس الهواء الباليستي. وقد أكمل بنجاح هذه الدورة التدريبية في مدينة فورت سيل في ولاية أوكلاهوما، وبعد إكمال الدورة عاد إلى إيران بتخصص جديد. لذلك تم نقله إلى أصفهان (مركز مدفعية) عام 1974.
_قبل الثورة، وجد أصدقاء جدد له في أصفهان، وتابع دراسته الدينية وبدأ بتكوين شخصيته السياسية، وفي رسالة أرسلها إلى أحد رجال الدين وقتذاك، كتب الجملة التالية: "بالنسبة للبرامج الدينية، والحمد لله، نحن نمضي قدماً، خاصة في ذلك الجزء الذي تعرفه". وقد أثارت هذه الجملة حساسية استخبارات الشاه المضادة ومنذ ذلك الحين كان تحت المراقبة. وبعد بحث ومراقبة متواصلين، عرّفوه على أنه "متعصب ديني" وضاعفوا مراقبته.
وفي أواخر عمر نظام الشاه بهلوي، كان معارضًا للأخير ولحكومته، منعت المخابرات المضادة من تزويده بالسلاح وأعلنت أنه لا ينبغي إعطائه وظائف حساسة. أخيراً، تم اعتقاله وسجنه وأفرج عنه عشية انتصار الثورة الإسلامية.
_بعد انتصار الثورة، التقى صياد شيرازي برحيم صفوي وأحمد السالك وشاركوا سوية في حماية مدينة أصفهان.
_ بعد انتصار الثورة، تم اختياره قائدًا للعملية في شمال غرب البلاد، ولعب دورًا مهمًا في معارك كردستان إلى جانب الشهيد مصطفى شمران، كما ساهم مع رفيقه رحيم صفوي في إيجاد التعاون ما بين الجيش وحرس الثورة الإسلامية، واستطاعوا تحرير "سنندج".
_ حصلت مشكلة ما بينه وبين رئيس الجمهورية آنذاك بني صدر، ودفعه الأمر الى الاستقالة.
_بعد خلع بني صدر بقرار من الإمام الخميني (رض)، وبوجود محمد علي رجائي في منصب الرئاسة، عاد صياد شيرازي مرة أخرى الى الجيش، حيث كانت مهمته إيجاد الألفة من جديد بين الجيش والحرس الثوري الإسلامي، فتم إنشاء مقر مشترك للعمليات باسم مقر حمزة سيد الشهداء (ع).
_ وبعد استشهاد "ولي الله فلاحي"، تم تعيين قاسم علي زاهر نجاد (قائد القوات البرية آنذاك) في منصب رئيس الأركان المشتركة للجيش، والعقيد صياد شيرازي كقائد للقوات البرية للجيش، بناءً على طلب رئيس المجلس الأعلى للدفاع الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وبأمر من الإمام الخميني (رض).
_بصفته قائدا للقوات البرية للجيش وبمشاركة حرس الثورة الإسلامية، شارك في قيادة العديد من المعارك: طریق القدس، الفتح المبین، بیت المقدس، رمضان، مسلم بن عقیل، مطلع الفجر، محرم، والفجر1، 2، 3، 4، 8، 9، وعملیات: خیبر، بدر، وقادر. وقد استطاعوا خلالها تحقيق العديد من الانتصارات.
_ بصفته المخطط وقائد عملية "مرصاد"، استطاعت القوات العسكرية للجمهورية الإسلامية من الحاق هزيمة كبرى بقوات "منافقي خلق" في العام 1988.
_ في أيلول / سبتمبر من العام 1989، بناءً على طلب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، وبموافقة وأمر القيادة العامة، تم تعيينه في منصب نائب مفتش هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة. وفي آب / أغسطس من العام 1993، عين في منصب نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة. وفي الـ 5 من نيسان / أبريل من العام 1999، بمناسبة عيد الغدير وقبل استشهاده بـ 5 أيام، تم ترقيته إلى رتبة لواء من قبل القائد العام، ثم تم ترقيته مرة أخرى إلى رتبة فريق بعد استشهاده.
_ اغتيل في صباح يوم 10 نيسان / أبريل من العام 1999، على يد مسلحين من تنظيم "منافقي خلق"، أمام باب منزله الكائن في طهران وأمام نجله. ودفن في منطقة "بهشت زهراء" بحضور الإمام السيد علي الخامنئي وكبار القادة العسكريين والمسؤولين.
الكاتب: غرفة التحرير