هو واحداً من القلّة الذين هبّوا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، منذ اللحظات الاولى، بحيث كان شريكاً لشيخ الشهداء الشيخ راغب حرب في الميدان، ورفيق الاعتقال للشيخ عباس حرب إمام بلدة الحلوسية، حتى بات يلقب بـ"شيخ المعتقلين". إنه الشيخ محرم عارفي، الذي كان منبره في صيدا منصة المواجهة مع كيان الاحتلال، والذي على يديه تربت قوات الفجر، التي كانت أحد أذرع المقاومة الإسلامية في مواجهة الجيش الإسرائيلي على جبهات عدة، أبرزها في صيدا وكفرفالوس خلال الثمانينات.
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة وحياة الشيخ عارفي الجهادية؟
_ من مواليد عاصمة الجنوب اللبناني صيدا، في الـ 10 من كانون الثاني / يناير من العام 1947، وهو الولد الـ 3 بين إخوته وأخواته الـ 9، لوالد يدعى الحاج خير الدين الذي كان يعمل نجاراً. وترعرع الشيخ في منزلهم المتواضع المجاور للمسجد العمري الكبير.
_ لم يستطع متابعة تحصيل علمه الأكاديمي، فقد اضطر لترك المدرسة وهو في المرحلة الابتدائية، لكي يتعلم حرفة تساعده على كسب قوته ومساعدة عائلته. لكنه بالرغم من ذلك، كان يستغل أوقات الفراغ للعبادة في المسجد العمري وغيره من مساجد صيدا. وهناك راح يحاول تعويض ما فاته من تحصيل علمي عبر التتلمذ الديني عن علماء البعثة الأزهرية وعلماء صيدا.
_ مع إطلالة العام 1967 وحصول حرب النكبة، سارع للالتحاق بالمقاومة الشعبية، حيث تلقى التدريبات على حمل السلاح وتنفيذ بعض المهام العسكرية. وشهدت تلك الفترة أيضاً، تمكنه من حفظ القرآن الكريم، مما أثر بقوة على شخصيته.
_ بحلول العام 1969 بدأ نشاطه الدعوي، من خلال إلقاء الخطب والدروس والعظات في العديد من قرى الجنوب والمخيمات الفلسطينية. وفي مطلع العام 1970 لبس الثوب الشرعي ووضع العمامة البيضاء وأصبح إماماً فعلياً لمسجد قطيش، يقوم بالتدريس وإلقاء الكلمات والعظات عقب الصلوات.
_ في العام 1972، التحق الشيخ محرم بالجماعة الإسلامية التي استمر فيها حتى وفاته.
_ التحق بإحدى الدورات العسكرية في منطقة الدامور، والتي كان الراحل أنيس النقاش هو الذي يديرها، وشارك في الدورة أيضاً كمتدرب الشهيد القائد الحاج عماد مغنية.
_ بحلول شهر حزيران / يونيو من العام 1982، حول الشيخ منزله المطل على البحر إلى قاعدة عسكرية حيث رابط لديه المجاهدين بسلاحهم، تحسبا لأي إنزال يقدم عليه جيش الاحتلال.
لكن الإسرائيليون استطاعوا احتلال المدينة، بعد أن دمروا أبرز معالمها ومساجدها، حتى أن منزل الشيخ محرم قد تعرض للدمار أيضاً.
_ كان يرفض التعامل مع الجنود الإسرائيليين بأي شكل من الأشكال، حتى أنه كان يرفض النزول من بيته إليهم ليأخذ تصريحاً بالتجوال في المدينة، كما كان يرفض حتى القاء السلام على عملاء الاحتلال.
_ في تلك الفترة كان الناس يتخلصون من أسلحتهم، كيلا تكون سبب باتهامهم بالعمل المقاوم، فيؤدي ذلك إلى اعتقالهم، بحيث كانوا يلقون أسلحتهم على جوانب الطرقات أو في أماكن أخرى. لذا كان الشيخ محرم يعمد مع إخوانه كجمال حبال الى جمع هذه الأسلحة سراً وإخفائها في مسجد بطّاح الذي تسلم إمامته في تلك الفترة.
_ ساهم في إنشاء قوات الفجر – المقاومة الإسلامية في صيدا، بقيادة الشهيد جمال حبال.
_ اعتقله كيان الاحتلال بسبب دوره في المقاومة منذ العام 1983 حتى العام 1985، حيث تنقل بين معتقلات عدّة منها معتقل انصار.
_ أسس في العام 1985 الجبهة الإسلامية، لتكون إطاراً عاماً يجمع كل الناشطين الإسلامين وان لم ينتموا للجماعة الإسلامية.
_ كان من أبرز العلماء والدعاة الى الوحدة الإسلامية، والتصدي لمشاريع كيان الاحتلال في إيجاد الفرقة بين حركات المقاومة.
_في العام 1993، تم تشخيص إصابة الشيخ بمرض خبيث، استمرت على إثره رحلته مع الألم 7 سنوات، وبالرغم من ذلك فإن المرض لم يمنعه من نشاطه الدعوي. وفي أواخر العام 1999 بلغ المرض أقصاه، وتوفي في الـ 6 من كانون الثاني / يناير من العام 2000.
الكاتب: غرفة التحرير