ستنطلق في الغد السبت 13 آب / أغسطس، مناورات بحرية لافتة في العديد من النواحي، في مكان إجرائها وتوقيتها والدول المشاركة فيها. بحيث تستضيف فنزويلا المشرفة على منطقة البحر الكاريبي، التي تعد الحديقة الخلفية (الفناء الخلفي) للولايات المتحدة الأمريكية، مسابقات عسكرية من ضمنها مناورات بحرية بمشاركة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والصين وروسيا، بمجموع 270 فريق من 37 دولة. وستستمر المناورات حتى الـ 27 من آب / أغسطس الجاري، في مدينة "باركيسيميتو" بولاية لارا شمال غرب فنزويلا.
ويشار إلى أن هذه التدريبات تحمل اسم "Sniper Frontier"، وتقام بقيادة من روسيا، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذها في فنزويلا، وتبدأ بعد يوم من انتهاء المناورات العسكرية السنوية "بنما إكس 2022"، التي تم إجراؤها من 1 إلى 12 آب / أغسطس، والتي نظمتها القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأمريكية، وشارك فيها قوات مسلحة لنحو 20 دولة في المنطقة.
وقد عدها العديد من المراقبين والمتابعين العسكريين، بأنها تعدّ من أوضح بوادر تشكيل تحالف في أمريكا اللاتينية ضد أمريكا. فقد اعتبر محلل الأمن القومي في موقع The Washington Freebacon "جوزيف هومر"، أن روسيا وحليفتيها إيران والصين على وشك إظهار قوة عظمى من خلال المشاركة في هذه التدريبات. من خلال تطبيع التحركات العسكرية لمن وصفهم بأعداء الولايات المتحدة في هذه المنطقة، متوقعاً أن يشكل ذلك خطراً عليها في أمريكا اللاتينية.
ولا تعد هذه المناورات والتدريبات هي الاولى من نوعها بين إيران وروسيا والصين. ففي مطلع هذا العام، أجريت في المنطقة الشمالية من المحيط الهندي، التدريبات المشتركة الثالثة التي استضافتها إيران وبمشاركة بحرية صينية وروسية تحت عنوان "حزام الأمن البحري 2022"، تخللها إجراء تدريبات تكتيكية مختلفة، بما في ذلك إنقاذ سفينة محترقة وتحرير سفينة مخطوفة، وإطلاق النار على أهداف محددة، وإطلاق النار ليلاً على أهداف جوية، وتدريبات تكتيكية وتشغيلية أخرى في هذا التمرين.
وفي ذلك الوقت أيضاً، اعتبرتها وسائل إعلام أميركية كرسالة قوية إلى أمريكا في هذه المنطقة.
أبعاد ودلالات المناورات التدريبية في هذه المنطقة
_ هذه المناورات ستكون قرب أميركا، إذ تبعد عنها حوالي 1500 كم، وهي مناورات لم يحدث مثلها قرب أميركا من قبل.
_أكثرية الدول المشاركة في هذه المناورات، هي من الدول التي ترفض عالم القطبية الأحادية، وتدعو الى قيام عالم جديد متعدد الأقطاب.
_ تأتي هذه التدريبات والمناورات المشتركة بعد أشهر قليلة من زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الى إيران (حزيران / يونيو الماضي)، والتي تم خلالها توقيع اتفاق إستراتيجي عسكري واقتصادي مدته 20 عاماً.
_ لن تستطيع أمريكا تنفيذ عمليات قرصنة بحرية بكل حرية في هذه المنطقة أو غيرها، لا سيما اذا ما توحدت جهود هذه الدول حول مكافحة ذلك، وبالتالي سيستطيعون منع واشنطن من تنفيذ حصاراتها على الدول المناوئة لها.
_ للصين وروسيا وإيران العديد من الاتفاقيات والمعاهدات مع أغلب دول هذه المنطقة أيضاً، بالإضافة الى العلاقات الإيجابية، بينما يعدّ النفوذ الأمريكي ضعيفاً فيها.
_ هناك دول كبرى في هذه القارة منضوية ضمن منظمة "البريكس" كالبرازيل، والأرجنتين) التي قدمت طلباً للانضمام مؤخراً هي وإيران)، وعليه فإن هناك إمكانية لتعميم التحالفات والاتفاقات في الشأن الاقتصادي، التي من الممكن أن تتطور الى إنشاء عملة موحدة للتعامل فيما بينهم.
الكاتب: علي نور الدين