لم ترسخ معركة "وحدة الساحات"، معادلة وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية وساحاتهم فقط، بل كانت فرصة أيضاً، لإظهار وحدة ساحات محور المقاومة أيضاً، لا سيما على صعيد عقد الوصل الاستراتيجي فيه: سوريا والعراق.
فبالرغم من تباين المواقف الدول العربية، بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين، بين الإدانة الرسمية لكيان الاحتلال (كالسعودية والدولة العراقية والجزائر والأردن)، أو عدم التعليق كدول التطبيع والاستسلام (الإمارات والبحرين والمغرب). إلا أن الدولة السورية أيّدت الفلسطينيين بحق الدفاع عن أنفسهم ضد أية اعتداءات إسرائيليّة، فيما لم تكتف فصائل المقاومة العراقية ببيانات الإدانة، حيث أعلنت حركة النجباء تأييدها واستعدادها للمشاركة في المعركة، الى جانب سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية، بل وتواردت أنباء عن مشاركة مجموعات سايبر عراقية، في تعطيل أجهزة الإنذار في العديد من المستوطنات الإسرائيلية.
مواقف سورية داعمة
فعلى صعيد المواقف الرسمية السورية، جددت المستشارة الخاصة للرئيس السوري بثينة شعبان التأكيد على وقوف بلادها إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد، في مواجهة "العدو الصهيوني الذي يستهدف الأمة العربية من أقصاها إلى أقصاها". مضيفةً خلال لقاء تضامني مع الشعب الفلسطيني عقد في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق، الأمس الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي توفر الحماية له من أي مساءلة على جرائمه. مشيرةً إلى أن الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان تقف صامتة أمام جرائم الاحتلال، في دليل واضح على أن مخططاتها تستهدف جميع العرب. لافتةً إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يعمل على تفريق الصفوف وتشتيت المواقف العربية لإضعاف الأمة، مشددة على أن من يضعف سوريا يضعف ذاته ومن يضعف فلسطين يضعف ذاته، "فنحن أمة واحدة ذات تاريخ ومصير واحد وعلينا أن نقف صفاً واحداً بمواجهة العدو الإسرائيلي".
أما وزارة الخارجية السورية، فأصدرت بيان رأت فيه أن "استمرار الأعمال الإرهابية الإسرائيلية، ضد المدنيين في قطاع غزة، يُثبت من جديد أن إسرائيل هي كيان احتلال عنصري". مؤكدةً على استمرار دعمها الفلسطينيين المدافعين عن حقهم ووقوفها إلى جانبهم. موجهةً الدعوة لكل الفلسطينيين إلى "وحدة الصف". لافتة من جهة أخرى إلى أنّ "عدم اهتمام المجتمع الدولي بدماء الفلسطينيين يعكس تواطؤا مع العدوان، وتجاهلاً للقانون الدولي". محمّلةً الكيان الإسرائيلي "مسؤولية هذا التصعيد الخطير"، ومطالبةً بـ"محاسبة المسؤولين الإسرائيليين".
العراق
أما في العراق، فمنذ إعلان حكومة الاحتلال شنها لعدوانها على قطاع غزة، سارعت مختلف فصائل وقادة المقاومة العراقية، الى اعلانهم تأييد المقاومة الفلسطينية / سرايا القدس في معركة تصدّيهم "وحدة الساحات" ضد جيش الاحتلال. وعلى رأس هذه الفصائل كان حركة النجباء، التي أعلنت في بيان لها بعد تقديمها التعازي بالشهيد القائد تيسير الجعبري: "نعلن أنفسنا جنوداً في هذه المعركة المقدسة معركة العزة والكرامة والإباء فكل ما لدينا هو من رجال وسلاح هو رهن إشارتكم أيها المجاهدون الصابرون في فلسطين الحبيبة والله وهو ناصركم ومذل عدوكم".
ومن جهة تواردت معلومات في وسائل التواصل الاجتماعي، حول قيام مجموعات سايبر عراقية بهجمات على المواقع الالكترونية الخاصة بإدارات استيطانية كسديروت، والتي أدت الى تعطّل أجهزة الإنذار، ما تسبّب بسقوط بعض صواريخ المقاومة على أهدافها، دون تفعيل أجهزة الإنذار.
الكاتب: غرفة التحرير