في مثل هذا اليوم في العام 2002، توفي مصطفى معروف سعد، أحد مناضلي وقادة صيدا في لبنان، الذي كان له دور أساسي في حركة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما كان من أبرز ممثلي الطبقة الفقيرة والمستضعفة في البرلمان، مستعيناً في إيصال صوتهم الى هناك بإرث والده معروف الذي استشهد في الدفاع عن مطالبهم، وبالاستناد الى الفكر الناصري التحرري والعروبي.
فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة سعد النضالية والمقاومة؟
_ من مواليد الـ 10 من شباط / فبراير من العام 1951.
_ تلقى علومه الابتدائية والثانوية في: مدرسة صيدا الإنجيلية، المقاصد الإسلامية، والثانوية الرسمية وكلية الشويفات الوطنية.
ثم تخصص في الهندسة الزراعية، وتخرج في العام 1975، بعد أن حاز على شهادة البكالوريوس من جامعة موسكو في الإتحاد السوفياتي. لكنه عاد إلى لبنان قادما من موسكو أواخر شهر شباط / فبراير من العام 1975، إثر اغتيال والده معروف سعد خلال مظاهرة لصيادي السمك في صيدا.
_ انتخب أمين عاماً للتنظيم الشعبي الناصري خلفاً لوالده في العام 1975، كما عيّن في ذلك الوقت أيضاً، مسؤولاً للمجلس السياسي الإقليمي للحركة الوطنية اللبنانية في الجنوب.
_ خلال الاجتياح الإسرائيلي الأولى للبنان عام 1978، تسلّم مهام قيادة القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية في الجنوب، كما أسس جبهة المواجهة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد اجتياح العام 1982. وقاد جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في منطقة صيدا، منسقا بين الفصائل المنضوية فيها، حيث اتسم عملها بالفاعلية والنجاح.
_هذا ما دفع بجيش الاحتلال الإسرائيلي الى مداهمة منزله عدّة مرات، حيث اعتقل وأُخضع لتحقيقات قاسية.
_ في العام 1985، أسس وقاد جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد معروف سعد، الذي خاض معارك شرسة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، على جبهة كفرفالوس – لبعا – عين المير (شرقي صيدا)، وفي عمق الجنوب.
_ تعرض لـ 4 محاولات اغتيال، الأولى كانت في العام 1985 والتي استشهدت إبنته نتاشا على إثرها، فيما أدت الى فقدان بصره، لكنها لم تثنه عن مواصلة نشاطه السياسي والنضالي بقوة. أما الثانية فكانت عام 1987، فيما كانت المحاولتان الأخيرتان في العام 1995.
_ في العام 1989 وبعد توقيع اتفاق الطائف سلم مسؤولية جبهة كفرفالوس في مواجهة ميليشيا أنطوان لحد الى الجيش اللبناني وحلَّ بعدها الذراع العسكرية للتنظيم.
_ كان من رافضي ما يُعرف باتفاق 17 أيار، ومن أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية ومقاومتها، كما ساهم بشكل كبير في جهود حفظ الوحدة الوطنية والإسلامية على صعيد المنطقة.
_ كان له دور بارز في إنهاء حرب المخيمات، حيث استضاف في منزله العديد من اللقاءات الهامة التي حسمت هذا الملف، وأعادت الوئام بين حركة أمل والفصائل الفلسطينية.
_كان له مواقف مميزة في دعم المقاومة الإسلامية – حزب الله، لا سيما خلال أحلك الظروف.
_انتخب نائباً عن الجنوب في 3 دورات متتالية: 1992، 1996، 2000، واستطاع في الدورة الأخيرة الحصول على أكثر من 210 آلاف صوت (ضمن لائحة الوفاء والتنمية التي يشكلها حزب الله وحركة أمل معاً منذ ذلك الحين)، وهو الرقم الأعلى الذي يحصل عليه مرشح في تاريخ الانتخابات النيابية اللبنانية.
_أشاد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بجهوده خلال احتفالات الحركة التصحيحية في دمشق عام 1986 حينما قال أمام حضور المهرجان: "إن جراح المناضل مصطفى سعد وسام على صدر كل عربي شريف".
_ كرّمته العديد من الدول العربية على نضاله.
_في العام 1982، قام بتأسيس مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية التي ركزت نشاطها الصحي والإنمائي على مناطق البقاع الغربي واقليم الخروب وبعلبك. وكذلك أسس وافتتح مركز معروف سعد الثقافي عام 1989، الذي يعد من أهم وأبرز المعالم الثقافية في منطقة جنوب لبنان.
_ توفي في الـ 25 من تموز / يوليو من العام 2002، إثر معاناته من مرض عضال في الرئة والتي استمرت لـ 4 سنوات.
الكاتب: غرفة التحرير