الشهيد غالب عوالي، "أبو مصطفى"، وصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بـالـ" مقاتل منذ انطلاقة المقاومة"، ومن القادة والمجاهدين الذين "اذلوا اسرائيل في لبنان" وهزموها. وقد برز دور القائد عوالي في دعم وامداد فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح والعمل على نقله إلى فلسطين المحتلة.
سيرة الشهيد عوالي
تعرف الشهيد عوالي، المولود في 5/3/1963 وابن بلدة تولين الجنوبية، على الإمام موسى الصدر الذي رأى فيه المعلم والقائد وسيّد قلّ نظيره، فتتلمذ على يديه، ما زرع بداخله البذور الأولى للمقاومة التي بدأت تتشكّل خلاياها على يد السيد في العام 1975. بعد تغييب السيد الصدر عام 1978، اتجه اهتمام الشهيد عوالي الى الثورة الإسلامية في إيران وقائدها الامام روح الله الخميني، وهو ما شكّل منعطفاً مهماً في حياة الشهيد.
انخرط الشهيد في صفوف المقاومة الإسلامية واستطاع قراءة الوقائع السياسية وتحليلها بدقة، وعمل على تأهيل نفسه عسكرياً وأمنياً، فجمع في شخصيته أبعاد الرجل المتدين المثقف السياسي العسكري والأمني.
خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتحديداً بتاريخ 15/2/1983، اعتقلت قوات الاحتلال الشهيد عوالي بعد أن زرع ومجاهدين آخرين عبوة في مدينة صور الجنوبية، ليلتقي في معتقل "أنصار" مع الشهيد الطيّار زهير شحادة وساعده في صنع طائرة من مواد بدائية. كما عمل في المعتقل على نشر فكر وقيم المقاومة واستقطاب الشباب.
بعد سنة من الاعتقال تحرّر الشهيدين عوالي وشحادة بموجب صفقة تبادل أسرى نفذها حزب الله مع كيان الاحتلال. وانطلقا في تأسيس خلايا مقاومة عسكرية سرية. كما قادا وشاركا في العديد من العمليات العسكرية التي استهدفت جيش الاحتلال. فعادا الى قائمة أبرز المطلوبين للاحتلال.
في إحدى محاولات الاحتلال للتوصّل اليهما، اشتبك الشهيدين مباشرة مع الجنود، وبعد نفاذ ذخيرتهما، اختبآ في جبّ كبير للصبّار. اقتحم جيش الاحتلال الحقول وأحرقها لكنه فشل في اعتقالهما من جديد.
اضطرت الظروف الأمنية الشهيد عوالي الى النزوح نحو العاصمة بيروت حيث سكن في منزل في الضاحية في محلّة معوض – الشياح. وبعد فقط شهرين من الانتقال الى منزله الجديد وبتاريخ 19 تموز / يوليو عام 2004، استهدفه الاحتلال بعبوة ناسفة أدت الى استشهاده على الفور. وبيّنت تحقيقات القوى الأمنية اللبنانية على دور لعملاء في اغتيال عوالي وتزويد الاحتلال بالمعلومات. كما كشفت عن اثنين مجهولي الهوية جاءا ككوماندوس بحري ليزرعا العبوة وينسحبا.
قال السيد نصر الله في خطابه لمناسبة استشهاده "اليوم نقدم غالب عوالي شهيداً للبنان وهو ايضاً شهيدٌ لفلسطين لان الشهيد غالب عوالي كان كالشهيد علي صالح من الفريق الذي نذر عمرهُ وحياتهُ في السنوات الاخيرة لمساندة إخوانهِ في فلسطين المحتلة نحن لا نريد ان نخفي هذه الحقيقة وانما نعلنها ونفاخر فيها ان غالب عوالي اليوم هو شهيد طريق فلسطين هو شهيد القدس هو شهيد المسجد الاقصى هو شهيد مواجهة المشروع الصهيوني" متابعاً أن "دماء غالب عوالي كدماء عباس الموسوي وراغب حرب وعلي صالح وكل الشهداء في لبنان وفلسطين دمٌ يعزز التصميم والارادة والعزم على مواصلة طريق الجهاد الدامي، دمٌ يعزز الوعي... يعزز وعي العداء لأمريكا وإسرائيل".
الكاتب: غرفة التحرير