في حدث لافت للغاية، كُشف بالأمس الأربعاء، عن تحليق طائرات بدون طيار إيرانية، تم تجميعها في فنزويلا، خلال إقامة الأخيرة عرضاً عسكرياً في البلاد، التي لطالما كان توصف بالإضافة الى غيرها من دول أمريكا اللاتينية، بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية.
وأفادت مصادر إعلامية، أن الجيش الفنزويلي كان قد سبق له استعراض هذه الطائرات لأول مرة، خلال العرض العسكري يوم الثلاثاء 5 حزيران / يونيو، عبر شاحنات تحملها.
ومن بين هذه المسيرات، النموذج الذي يدعى في الجمهورية الإسلامية في إيران بـ "مهاجر -2" ، والتي باتت تُعرف الآن في فنزويلا باسم "أنطونيو خوسيه سوكري" أحد الأبطال الفنزويليين الرئيسيين للاستقلال في أمريكا اللاتينية، وتتميز الطائرة بأنها تستطيع تنفيذ مهام استطلاعية وقتالية، بحيث لديها القدرة على الرصد والاستطلاع ومهاجمة الدروع والافراد.
ويعود التعاون ما بين البلدين في هذا المجال، الى العام 2012، حينما أعلنت القيادة الفنزويلية أن إيران تساعدها في صناعة الطائرات بدون طيار. حيث أعلن الرئيس الراحل هوغو تشافيز أن بلاده من حقها تصنيع كل ما يخص حماية أمنها، ومن ضمنها الطائرات المسيرة، التي تمكنت بلاده حينها من تصنيع 3 طائرات صغيرة بدون طيار، يمكنها أن تحلق على ارتفاع يصل إلى حوالي 3 آلاف متر (10000 قدم) ولمدة 90 دقيقة، وقد قام بتصنيعها مهندسين فنزويليين كانوا قد حضروا دورة في إيران.
مناورات مشتركة
وفي حدث آخر متصل، زعم أحد المواقع الالكترونية الامريكية "واشنطن فري بايكون – Washington Free Beacon" أن إيران وروسيا والصين يريدون إجراء مناورة ثلاثية بينهما في أمريكا اللاتينية، تستضيفها فنزويلا تحت اسم "قناص الحدود" كإظهار للقوة للولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب هذا التقرير أيضاً، فإنه من المقرر إجراء هذه المناورة في أوائل آب / أغسطس، بحيث يخطط كلاً من الجيش الإيراني والروسي والصيني للتوجه إلى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لإجراء هذه المناورات. وأضاف هذا الموقع بأن هذه المناورات هي من أوضح المؤشرات حتى الآن، على تشكيل تحالف في أمريكا اللاتينية ضد أمريكا.
وقال محلل الأمن القومي في الموقع "جوزيف هومر"، أن هذه الدول الثلاث، على وشك إظهار قوتهم العظمى من خلال المشاركة في هذه المناورات في فنزويلا. مشيرا الى ان أمريكا تواجه خطرا في اميركا اللاتينية، في ظل التحركات العسكرية لأعدائها في منطقة البحر الكاريبي.
تعاون أزعج إسرائيل أيضاً
وحول موضوع التعاون الإيراني الفنزويلي في مجال الطائرات بدون طيار، سبق لوزير الحرب في الكيان المؤقت "بني غانتس" أن أعلن عن رفضه لهذا التعاون، خلال مؤتمر في شباط / فبراير الماضي، حينما أثار هذه القضية مدعياً بأنه يمكن لهذين البلدين المناهضين لأمريكا، أن يستخدموها فيما وصفه بالإرهاب. وأضاف غانتس يومها، بأن إيران سلمت فنزويلا صواريخ موجهة دقيقة، لتركيبها في طائرات بدون طيار من نوع مهاجر وفي نماذج مماثلة.
وبالنسبة لهم فإن إيران قدمت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى فنزويلا منذ العام 2007، بدءًا من طائرة الرصد بدون "طيار مهاجر 2 / Mohajer-2" التي يبلغ مداها 50 كيلومترًا، ثم ارتقى التعاون الى الإنتاج الضخم للطائرة القتالية بدون طيار "مهاجر – 6 / Mohajer-6" في العام 2018.
الكاتب: علي نور الدين