يتنظر الكيان المؤقت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف شهر تموز / يوليو المقبل ضمن جولته في الشرق الأوسط والتي سيبدأها في الرياض. تأتي هذه الزيارة في ظل وضع سياسي وأمني معقّد يمر به الكيان بعد استقالة نفتالي بينت من منصب رئاسة الحكومة. كما في ظلّ احتمال تصعيد عسكري يتوقّعه كيان الاحتلال، وفقاً لتهديدات المقاومة، على خلفية استخراج الغاز من الحقول المتنازع عليها قبل الانتهاء من ترسيم الحدود. ومن هنا يسعى الاحتلال الى تنسيق أكبر مع الولايات المتحدة حيث جرت مناورة مشتركة تحاكي التصعيد على الجبهة الشمالية.
الا أن المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل يرى في مقاله في صحيفة "هآرتس" أن "الولايات المتحدة لن تأخذ دورا نشطاً في الحرب الاسرائيلية ضد حزب الله".
المقال المترجم:
اجرت اسرائيل والولايات المتحدة في الايام الاخيرة مناورة مشتركة، وخلالها تم اختبار الاستعداد المشترك لكلا الدولتين لمواجهة تحديات أمنية وعلى رأسها حدوث تصعيد عسكري في الساحة الشمالية لإسرائيل. السيناريوهات نوقشت في اللقاء الذي جرى في البلاد بين ضباط كبار من قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي (سينتكوم) وبين ضباط كبار من الجيش الإسرائيلي.
الامريكيون والاسرائيليون نسقوا معا مخططات للتعاون في مجال الدفاع الجوي، الاستخبارات والمساعدة اللوجستية. بالمقابل لم يتم مناقشة سيناريوهات محتملة لتدخل امريكي نشط في هجمات اسرائيلية ضد حزب الله في لبنان. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ترى في حزب الله منظمة ارهابية، إلا أنها لن تأخذ دورا نشطاً في الحرب الاسرائيلية ضده.
في أيلول من العام الماضي انتقلت المسؤولية عن العلاقة العسكرية مع إسرائيل من قيادة اوروبا في الجيش الامريكي (يوكوم) الى قيادة الوسط (سنتكوم). منذ ذلك الحين تعززت جدا العلاقات بين الجيشين، أيضا نظرا لان ساحة نشاطات "سنتكوم" في الشرق الاوسط قريبة جغرافيا من اسرائيل. قبل حوالي شهر قائد سنتكوم زار البلاد. وضمت أكثر من 30 ضابطاً من بينهم 8 ضباط برتبة جنرال وادميرال.
الجيش الاسرائيلي لم يتدرب في السنوات الاخيرة على خطة مشابهة مع (يوكوم)، بل ركز على تنسيق منظومات دفاعية فقط. السيناريو الرئيسي الذي نوقش هذا الاسبوع تناول التصعيد في الشمال وتداعياته الإقليمية. من بينها تدخل إيران الى جانب حزب الله في لبنان. كل جانب عرض وجهة نظره عن الاحداث المحتملة والمعضلات التي تواجهه. كما جرى الحديث حول التعاون في فترة الطوارئ، وفي وضع التصعيد. ونوقش أيضا العمل المشترك في الوضع الروتيني. إن للجيش الامريكي مخازن طوارئ كبيرة في البلاد، والتي ستكون اسرائيل مخولة بأن تستعير منها معدات بموافقة امريكية اثناء الحرب.
قال وزير الدفاع بني غانتس هذا الاسبوع في الكنيست أن الولايات المتحدة سرّعت الخطوات لتطبيق مبادرة دفاع جوي اقليمية، والتي ستشمل الى جانب اسرائيل ايضا دول عربية صديقة. ربما ستختار الادارة الامريكية ان تكشف على الملأ عن هذه الخطوات اثناء زيارة الرئيس جو بايدن في اسرائيل وفي السعودية في منتصف الشهر القادم. وأضاف "نحن لا نريد الحرب ونحن مستعدون الى السير بعيدا جدا في مسارات السلام وفي مسارات التسوية مثلما في الحدود البحرية بيننا وبين لبنان والتي علينا التوصل الى اتفاق بخصوصها بالسرعة الممكنة".
المصدر: هآرتس
الكاتب: عاموس هرئيل