بعد حوالي أسبوعين من اعتداء سلاح جو الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي، عبر غارات طالت مدرجاته، والتي أجبرت الحكومة السورية على تعليق الرحلات عبره. أعلنت وزارة النقل بالأمس الأربعاء، أن المطار سيعود إلى الخدمة بدءاً من اليوم الخميس، وبالتالي ستتمكن جميع الشركات الجوية استئناف رحلاتها القادمة والمغادرة عبر المطار. مضيفةً بأن المطار سيعمل بكل طاقته لخدمة المسافرين والشركات المشغّلة، وذلك بعد أن تمَّ الانتهاء من إصلاح الأضرار البالغة في مدرجات المطار وتجهيزاته التي نجمت عن العدوان الإسرائيلي.
وبهذا تكون سوريا قد حققت نصراً إضافياً في معركة الإرادة أيضاً، بحيث استطاعت إصلاح الأضرار الجسيمة التي طالت المطار، ولا سيما مدرج الهبوط فيه بسرعة، بعد أن تم استهدافها في الـ 10 من حزيران / يونيو الجاري، تحت الذريعة الممجوجة باستخدام المطار لأغراض عسكرية، من خلال نقل أسلحة وتقنيات متطورة للمقاومة في لبنان. كما ستشكل هذه العودة رسالة للكيان المؤقت بأن اعتداءاته لن يكون لها القدرة على منع الاستمرار في بناء القدرات، داخل سوريا وخارجها، وأن القيادة السورية عازمة في جهودها لإعادة قوة البلاد، التي ستصل حتماً لليوم التي ترد على الاعتداءات بطريقة نوعية وأكثر ردعية.
ومن جهة أخرى، تمكنت روسيا بعد هذه الاعتداءات، من توجيه رسائل تحذيرية متعددة لحكومة الكيان، سياسياً عبر مطالبتها بتوضيح مبرر هذا الاعتداء الذي يخالف الاتفاق ما بينهما، بالإضافة الى طرحه للبحث في مجلس الأمن، وهذا ما أكّد عليه اليوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من العاصمة الإيرانية طهران. أما عسكرياً، فمن خلال تحليق الطائرات الحربية الروسية بالتزامن مع تحليق الطائرات الاستخباراتية والحربية الإسرائيلية في الجليل، والتي لم تستطع تنفيذ أي اعتداء منذ ذلك اليوم.
أهمية مطار دمشق
_ يعدّ من أهم مطارات البلاد، وقد تم افتتاحه في منتصف السبعينيات، بعد أن تم تكليف مجموعة من الشركات الفرنسية لبنائه.
_ في أواخر الثمانينيات، كان مطار دمشق يتمتع بخدمة جوية قوية، بحيث كان يعمل فيه أكثر من 30 شركة طيران، تقدم رحلات إلى وجهات مختلفة في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. حتى أن الخطوط الجوية الباكستانية ربطت دمشق مرتين في الأسبوع مع مطار نيويورك جون كنيدي عبر فرانكفورت.
_في العام 2010، تم تسجيل توافد حوالي 5.5 مليون مسافر اليه، بزيادة أكثر من 50٪ منذ عام 2004.
_ منذ اندلاع الحرب على سوريا، تعرض المطار للاستهداف من قبل المجموعات الإرهابية ولاحقاً من كيان الاحتلال، كما أوقفت معظم شركات الطيران الدولية رحلاتها، فكان يتعرض لوقف النشاط فيه بشكل متقطع. لكنه منذ سنوات، عاد الى نشاطه بشكل متواصل، وعادت الكثير من الشركات الى العمل فيه، حتى تلك الأجنبية، وتم إعادة ربطه أيضاًً بالعديد من الدول العربية والأجنبية.
_ يقع على بعد 30 كم جنوب شرق العاصمة دمشق، وهو متصل بالمدينة عبر طريق سريع.
_يتميز المطار بطراز معماري إسلامي، ويحتوي على محطتين، واحدة للرحلات الدولية والأخرى للرحلات الداخلية، ومرفقات لخدمة المسافرين.
_قبل الحرب، تم التخطيط لبناء مبنى ثالث فيه، ولكن تم تأجيل ذلك بسبب أحداثها، وكان من المتوقع أن يزيد هذا البناء من قدرة المطار، على استقبال 16 مليون مسافر سنويًا.
الكاتب: غرفة التحرير